غولبرت كينغ
تصدير المادة
المشاهدات : 6824
شـــــارك المادة
لقد ضحكوا جميعاً عندما حذّر الرئيس أوباما روسيا من دخولها إلى المستنقع السوري.
لقد ضحكوا جميعاً عندما قال كريستوفر كولومبس أن الأرض مستديرة.
لقد ضحكوا جميعاً عندما سجل أديسون الصوت.
لقد ضحكوا جميعاً عندما قال ويلبر وأخوه أن الإنسان يستطيع الطيران.
لنتفقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سورية: من يضحك أخيراً الآن" (مع الاعتذار لجورج وآيرا غيرشوين)
بالتأكيد ما حدث لموسكو المسلحة نووياً ليس مسألة مضحكة.
مع غرقها في أزمة إقتصادية في الداخل، انغمست روسيا في دعم النظام الحليف لها في الشرق الأوسط، الضعيف والشرير، نظام بشار الأسد في سورية. ويجاهد الكرملين للحفاظ على الأسد في السلطة وبتكاليف كبيرة وغير متوقعة. حيث يعود الروس إلى الوطن في أكياس الجثث.
لنفكر:
تم تفجير طائرة روسية مع 224 راكب في مصر بواسطة قنبلة زرعتها "الدولة الإسلامية" انتقاماً من تحرك بوتين العسكري في سورية. تم إسقاط مقاتلة روسية بعد انحرافها إلى داخل المجال الجوي التركي، في أول حادثة إسقاط لطائرة روسية من قبل أحد أعضاء الناتو منذ أكثر من 60 عاماً. تم إسقاط مروحية روسية من قبل الثوار السوريين، كانت قد أُرسلت في مهمة بحث وإنقاذ للطيار الناجي من حادثة المقاتلة. توابيت الجنود الروس تسلط الضوء على تكاليف تدخل بوتين العسكري المتهور وأحادي الجانب في الشرق الأوسط حيث التوترات هي الآن في أعلى مستوياتها.
وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أنه على عكس الأزمات الاقتصادية السابقة، فللمرة الأولى منذ أوائل عام 2000 تشهد روسيا انخفاضاً في الدخل الحقيقي. وحسبما قال وزير المالية السابق اليكسي كوردين وهو رئيس لجنة المبادرات المدنية: "تدابير الحكومة لدعم اقتصاد السكان ليست كافية".
في حين أن عيني بوتين مركزة على سورية، فإن التضخم في روسيا آخذ في الارتفاع، والاقتصاد آخذ في التقلص، ومعدلات الفقر في ازدياد، والنمو غير موجود والروبل في انخفاض.
العقوبات الغربية تضغط على الكرملين، وحليب روسيا الأم (عائدات النفط) يتلقى ضربة بسبب ضعف الأسعار.
كما كتب ديفيد دبليو ليتش في فورغن بولسي:
"ربما ينتج عن تدخل بوتين في سورية شيء ما قريب لنصر مصر الساحق في عام 1957 أو لتوسع نفوذ الاتحاد السوفيتي المفاجئ في أواخر الخمسينات والذي رافقه زيادة هائلة من صداع السياسية الخارجية.
بعد خمسين عاماً من الآن، قد يحدد المؤرخون دفع عام 2015 الروسي في سورية على أنه بداية نهاية البوتينية، تماماً كما كان هبوط عام 1957 هو بداية نهاية الناصرية".
هذا ليس مدعاة للابتهاج، طالما بوتين يحلم بكونه قوة عظمى. فقد أصيب الدب الروسي. ولكن تعطشه للمغامرة لم يُخمد بعد لا بنكسات "الدولة الإسلامية" ولا بالأخطاء العسكرية الفادحة. ولحسن الحظ الوسائل التي تجعل روسيا قوة عظمى مساوية للولايات المتحدة بعيدة جداً عن متناول روسيا.
إذا تم قياس النجاح الوطني عن طريق القوة الاقتصادية، فروسيا في آخر القائمة. إنها تتبع الولايات المتحدة في النمو الاقتصادي والسكاني، وفي القوات المسلحة وفي معظم أنواع التسليح. والحكومة الروسية التي تهدر الموارد الثمينة في سبيل إرضاء تطلعات بوتين السلطوية في العالم، ليست في وضع يمكّنها من الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية تجاه شعبها.
أوباما محق في عدم الانصياع لرغبة بوتين بتقدير أهميته أكثر مما هي عليه. أو إعطاء المصداقية لنفوذ روسيا المُتخيل على الساحة العالمية. وأوباما أيضاً على حق في الاحتفاظ بهدوئه ومواصلة بناء تحالف دولي من النوع الثقيل لشن هجمات على الإرهاب العالمي.
أما بالنسبة لصقور الدفاع الملتصقين بمكاتبهم مثل المرشح الجمهوري السيناتور ليندسي غراهام، الذي يدعو لنشر 20,000 من القوات البرية الأمريكية، فالرد بسيط جداً: إجعل الجمهوريين الذين يسيطرون على الكونجرس يمررون قراراً مشتركاً للكونجرس يطالبون فيه الرئيس بأن يرسل عشرات الآلاف من القوات البرية الأمريكية إلى سورية والعراق. مع كل التمنيات الطيبة، مستر غراهام.
يجب الاعتراف بأن قدرة بوتين على تعكير المياه ضخمة. ولكن قدرة روسيا على منافسة الولايات المتحدة كقوة عالمية والهيمنة على الأحداث في الشرق الأوسط ليست لهدف آخر سوى تعطيل الرئيس أوباما – على الرغم من أن بعض منتقدي أوباما يتمنون أن تكون كذلك.
وهذا أيضاً، ليس مدعاة للضحك.
ashington Post - ترجمة السورية نت
تسفي برئيل
شيماء نعمان
شلومو تسيزنا
بلال ياسين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة