صحيفة الاندبندنت
تصدير المادة
المشاهدات : 9009
شـــــارك المادة
أشار أوتو فون بسمارك ذات مرة إلى ملاحظة من أن أهم الإشكاليات "لا تُقرر من خلال الخطابات أو قرارات الأغلبية، ولكن من خلال الحديد والدماء".
كان يتحدث عن توحيد ألمانيا في العصر التاسع عشر، لكن كلماته تبدو مناسبة بالقدر نفسه على الوضع في سورية. سنوات من إلقاء الخطب الغربية لم تحقق شيئاً، ومستقبل سورية يُقرر بشكل فعال من قبل روسيا وإيران – قوتان مهتمتان بمدّ النظام السوري بالقوات والدبابات والأسلحة أكثر من اهتمامهما بالكلام.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نيويورك اليوم مع جماعة من القادة الغربيين، ولابد أنه يبتسم ضمنياً لخطط ديفيد كاميرون الذي ينوي تقديمها للأمم المتحدة والتي تتضمن مبادرات جديدة لإنهاء الحرب الأهلية في سورية.
السيد كاميرون كان يتحدث بشكل صارم عن بشار الأسد، مصراً على أن الموقف البريطاني بالنسبة للأسد لم يتغير، وأن الرئيس السوري يجب أن يمثل في النهاية أمام محكمة جرائم الحرب يوماً ما.
في الواقع، بريطانيا وحلفاؤها استغنوا بشكل ثابت عن خطهم الأحمر السابق، والذي كان يقول بأن الأسد لابد أن يرحل، قبل حتى أن تبدأ محادثات السلام في سورية. وقد انخفضت اللهجة الآن إلى: "عليه" الرحيل، بدون تحديد موعد لرحيله.
لقد حدث هذا التمييع المتحفظ للخط اتجاه الأسد رداً على الأحداث التي تقع على أرض سورية. تهميش المعارضة السنية المعتدلة، ومتانة النظام غير المتوقعة، وظهور "داعش" منذ فترة طويلة رمت حسابات الغرب الأصلية بشأن سورية في حالة من الفوضى.
إذا قبلت بريطانيا والولايات المتحدة وحلفاؤهما-ضمنياً-بأن الأسد قد يتم إدراجه في حكومة انتقالية، فهذا لا يمكن تسميته بأكثر من كونه سياسة واقعية.
يهيمن الخوف من "داعش" على التفكير الغربي كله حول سورية، ولهذا السبب مرّ انضمام التدخل الروسي-الإيراني إلى جانب الأسد دون تعليق تقريباً، ولهذا السبب لم تعد بريطانيا والولايات المتحدث تتحدثان مع قناعتهما القديمة بوجوب رحيله الوشيك.
كلام الغرب ليس فيه الكثير من التماسك. فألمانيا تقول إن الأسد يجب أن يكون له دور في أية محادثات سلام سورية، وفرنسا تقول بعكس ذلك – والتي تقوم بالوقت نفسه بشنّ غارات جوية على أهداف "داعش"، وليس على الأسد.
ربما لا يوجد بديل للحياة مع الأسد حالياً، ولكن من المآساة القول بأن المعارضة المعتدلة لنظام الأسد تبدو وكأنها أُلغيت، وأن الخيار الآن بين اثنين لا ثالث لهما: إما الأسد أو "داعش".
كما لو أن واحدةً من هذه القوى تستطيع جلب السلام لسورية، وأن هذه الحرب البشعة مُقدر لها الاستمرار.
(ترجمة السورية نت)
بن كاسبيت
شؤول منشي
العصر
عربي 21
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة