غداف راجح
تصدير المادة
المشاهدات : 10545
شـــــارك المادة
شمس حوران الحارقة، وحجارتها السود الصماء، وأبناؤها الذين أخذوا من تلك الحجارة الصلابة والرجولة، ومن شمسهم تعلموا الحرية والانعتاق؛ والصحفي مصعب العودة الله "أبو سعيد" كان له نصيبٌ من أرضه وشمسه وحورانه، فأبى إلا أنّ يكون على رأس الثوار المطالبين بحريتهم، وحرية أبناء شعبهم.
مصعب العودة الله، الصحفي الأجمل بين صحفيي سوريا، والأكثرهم إشراقاً وبهاء؛ ولد في مدينة بريف درعا في العام 1977، وهو خرّيج معهد الإعداد الإعلامي التابع لاتحاد الصحفيين السوريين عمل فترةً طويلة في جريدة تشرين بقسميها الفني، والرياضي. ومع انطلاق شرارة الثورة الأولى تحول مصعب إلى "أبو سعيد" وبدأ عمله مع وكالة رويترز وتلفزيون أورينت، وذلك عدا عن دوره الثوري القيادي كأحد أعضاء المكتب السياسي لـ "اتحاد تنسيقيات حوران" وممثلاً لحوران في الهيئة العامة للثورة السورية، وكان له الفضل في أبرز التغطيات الإعلامية البارزة للأحداث التي وقعت في درعـا وحوران بشكلٍ عام. ظلّ عمله سريّاً؛ ورغم ذلك تعرض للاعتقال والتحقيق عدّة مرات من قبل أجهزة أمن الأسد، كما مُنع من مغادرة البلاد، كانوا دائمي الشك به لكنهم يفتقدون إلى الدليل الذي يمكنهم من قتله، ورغم علم مصعب بما يحاك له؛ إلا أنّه آثر العمل والبقاء في سوريا رغم التحذيرات التي تلقاها من أصدقائه. نقل مصعب - تحت اسمه الوهمي - كثيراً من أحداث الثورة، ولعلّ أبرز ما نقله هو صورة الطفل الذي كُتب على جبهته "جوعان" حيث استطاع أبو سعيد الوصول إلى المحاصرين من أبناء جلدته عبر طرقٍ شتى، واستطاع توثيق حالتهم وإرسال تقارير مفصلة وصور عن الحصار الذي يفرضه نظام الأسد على السوريين. اكتشف القتلة أمره.. إنه الثاني والعشرين من شهر آب؛ وقلوب حاقدةٌ تحمل في ثناياها حقد السنين.. قصدوا نهر عيشة جنوب دمشق؛ خلعوا الباب بكعاب أسلحتهم، وأطلق كبيرهم حكمه على مصعب العودة الله، وخرجت رصاصات القتل من بنادقهم لتستقر بصدر مصعب لينتقل أبو سعيد إلى جوار آلاف الشهداء، ويتحول إلى قنديل يضيء سماء السوريين الحالمين بالحرية التي باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
سراج برس
أسرة التحرير
بدر الدين حسن قربي
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة