عماد كركص
تصدير المادة
المشاهدات : 6477
شـــــارك المادة
هو الموت يأبى إلا أن يأخذ الأجمل من الثوار، حيث أخذ منذ أيام كساب محمود المحاميد بعد عمل دؤوب متواصل في خدمة السوريين البسطاء وثورتهم ضد الظلم. منذ بداية الثورة؛ قرأ كساب الأحداث وعلم أنّ لا مستقبل بهذا البلد من دون زوال الأسد وعصابته، ليقرر الخروج من المدرسة ويبدأ بعدها نشاطه الثوري متظاهراً سلمياً وناشطاً إعلامياً وإنسانياً، وعندما اشتدّ القصف على درعا قرر كساب -كما يقول أحد أقربائه لسراج برس - الذهاب بعائلته إلى مكان أكثر أمناً علّه يقيهم شيئاً من الخوف والموت، فاختار قرية (كحيل) بريف حوارن.
وفي ظل النزوح المر، كان لابد لكساب أن يعمل كي يقي وأسرته ذلّ السؤال، فاشتغل في منظمة "الأورانتس" الإنسانية، ليجمع بين الأجر والأجرة، فساعد النازحين والمهجرين، بالإضافة للمردود المادي الذي كان يتقاضاه ومع أنه كان شحيحاً لكنه وقّاه ذل سؤال الناس. كساب صاحب السمعة الحسنة والأخلاق العالية - كما يصفه نشطاء درعا - لم يدّخر جهداً في مساعدة الأهالي المهجرين، فهو وعندما كان يساعد عائلةً ما؛ كان يعتبر ذلك إنجازاً، ومازاد من رصيد أخلاقه - كما يقول بعض النشطاء - أنه لم ينهر أي سائل، أو محتاج طرق باب المنظمة التي يعمل بها ولم يتذمر من عمله قط، وكلما رأى طاعناً في السن، أو أمرأة أو طفلاً فلم يُسجَّلْ أنه تركهم قبل تأمين ما يستحقونه من مساعدة وربما أكثر... وبمثل تلك الروح التوّاقة للعمل؛ وبينما كان كساب يجهز نفسه للتوجه إلى قرية الجيزة بالريف الحوراني بغرض توزيع السلال الغذائية على مستحقيها من المتضررين هناك، كانت كحيل – القرية التي يقطنها وأهله – تشهد قصفاً يستهدف الأحياء القريبة من منزله، سقطت القذيفة الأولى فما كان منه إلا أن لبّى نداء الاستغاثة في إسعاف الجرحى ونجدة من نجا من الأهالي، وفور وصوله لمكان القصف كانت قذيفة أخرى على موعد مع وصوله لينتهى أجله فاعلاً للخير غيوراً على أبناء بلده. قضى كساب شهيداً، محباً لأهله وبلده ومضحياً من أجلهما، فاعلاً للخير حتى آخر لحظة من حياته، فكان قنديلاً أنار طريق مَن بعده من السوريين حتى تحرير كل الأرض السورية.
سراج برس
قادتنا شهداء
أحمد الجربا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة