..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

دولة كانت تسمى سوريا

أفق أولوطاش

٦ نوفمبر ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3556

دولة كانت تسمى سوريا
0 دمار.jpg

شـــــارك المادة

طغت الصراعات المتواصلة في الشرق الأوسط على الأزمة السورية في أكثر من مرة. رغم أن الأزمة السورية ليست بسيطة بالقدر الذي تعتم فيها عليها أزمات أخرى.

غير أنّه يوجد خيار واضح، هو أنّ على الفاعلين الكبار في القضية السورية أن يغضوا الطرف عمّا يجري في سوريا، متعلّلين بالاشتباكات الجارية خارج سوريا.

فمرة تكون أوكرانيا هي الذريعة ومرة العراق واليوم كوباني.

ومن المصادفات الغريبة أن الأحداث المذكورة آنفاً مهمة كلها وذات علاقة بالأزمة السورية. حتى أنه من الممكن القول أنها تدور حول المحور السوري. فالجرأة الروسية التي ظهرت في أوكرانيا مثلاً لها علاقة بالتردد الذي أبدته الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا.

وكذلك سقوط الموصل في يد تنظيم الدولة وتقدم هذا التنظيم والاشتباكات التي تشهدها مدينة كوباني.
كل ذلك كان من النتائج المباشرة للحرب الأهلية الدائرة في سوريا التي ساهمت في تسويق تنظيم الدولة. وقد استُخدم هذا الخيار لغض الطرف عن سوريا والتعامل مع الجراح النازفة بأسلوب التسويف والتنصل من المسؤولية.

الولايات المتحدة الأمريكية التي تصرفت براديكالية قصوى في العراق وأفغانستان حين كانت تبحث عن جذور أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، هي اليوم لا تبحث عن تنظيم الدولة في محافظة الرقة المركز الأساسي لهذا التنظيم بل نراها ترسل قوات إلى كوباني.
وقد أدى هذا الأسلوب إلى عجز الولايات المتحدة عن القضاء على تنظيم القاعدة ليتحول بعدها إلى تنظيم الدولة.

وكما يحاول مسوخ هذا التنظيم سرقة الثورة السورية، فإنهم في الوقت ذاته يعملون على إبعاد الرأي العام العالمي عن أصل المشكلة في كل من سوريا والعراق. فالجبهة الشمالية في سوريا لا تبشر بخير.
وفي الوقت الذي يكثف فيه التحالف الدولي ضرباته لكوباني، يعمل الغرب على تسويق حزب الاتحاد الديمقراطي كفاعل أساسي يجب التفاوض معه، وفي الوقت ذاته يواصل النظام السوري هجماته على حلب على وجه الخصوص. والهدف من ذلك هو السيطرة على مدينة حلب قلعة المعارضة ورمز الثورة السورية، وبالتالي جر مقاتلي المعارضة إلى الانسحاب إلى أدلب وحصرهم هناك.

وبعد القضاء على المعارضة في هاتين المدينتين يكون النظام قد فرغ تماماً من الجبهة الشمالية التي لن يبقى فيها سوى تنظيم الدولة والاتحاد الديمقراطي. وحينها سيتحرك المجتمع الدولي لفرض الحل على الأسد في المنطقة الشمالية.

 


صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع