باسل طلوزي
تصدير المادة
المشاهدات : 2888
شـــــارك المادة
هو مواطن "صالح" بامتياز، ولأنه كذلك، فقد كان "فرج" يتطوع يومياً لمراجعة دائرة المخابرات في مدينته، ليتأكد من أنه ليس مطلوباً بأي "تهمة" تمس شهادة "حسن السيرة والسلوك" التي قد يحتاجها إذا فكر يوماً بالتقدم لأي وظيفة.
كان يذهب إلى الدائرة مرتجفاً، ويجلس قبالة المحقق، ويقسم بـ"نظافة" بلده كلها، أنه لم يشارك في أي "مظاهرة" تطالب بذلك "الكلام الفارغ" عن مفردات "الحرية والعدل والمساواة والحقوق".. وكان يقسم في اليوم الثاني، بأنه لم يشارك في أي إضراب عن العمل للمطالبة بزيادة الأجور، وأنه لم يمتعض من رفع أسعار الوقود والسلع الغذائية، وأنه لم يشعر بالأسف على ازدياد أعداد المعتقلين السياسيين في بلده، فيقول له المحقق: " ليت كل الشعب مثلك يا فرج". والحال أن "فرج" كان مطمئناً تماماً أنه سيحصل على شهادة "حسن السيرة والسلوك" خصوصاً حين قرأ عن توفر وظيفة في السويد تلائم خبراته، فما كان منه إلا أن سارع بالحصول على هذه الشهادة بسهولة من دائرة المخابرات، وسافر مسرعاً إلى السويد، ولم يستوقفه في شوارعها مشهد المحتجين والمعتصمين، بل كان كل ما يهمه أن يقدم أوراقه بسرعة إلى الشركة التي يريد العمل بها، وبالطبع كانت أول شهادة قدمها "حسن السيرة والسلوك". غير أن "فرج" فوجئ في اليوم الثاني برفض طلبه، بسبب "سوء السيرة والسلوك"..!
من صفحة الكاتب على فيسبوك
حسان الحموي
رقية القضاة
عبد الرحمن العشماوي
أحمد عمر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة