..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الشهيد مهند رحمون

١٥ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4223

الشهيد مهند رحمون
رحمون0.png

شـــــارك المادة

ولأن روحه تتوق للحرية، وعقله ينشدها، ودماؤه تفديها، وخياله يحلم بها، وجوارحه تطلب الشهادة في سبيلها، فقد صدق مع الله في عهده فأكرمه الله بأن يختاره شهيداً في جمعة " آزادي_ الحرية"، زُف مهند عريساً لحور العين، فتزينت للقائه، وتباهت بمجيئه.


رجلٌ والرجال قليل في زمن الخنوع والخوف والتخاذل، من أبناء قرية الغدفة في إدلب، وُلد في سوريا الأسد، وعاش في سوريا الأسد، واستشهد في سوريا الحرة.
مهند رحمون ضاق ذرعاً بما يقترفه النظام من اعتقالٍ وتعذيبٍ للأبرياء، وذلٍ وامتهانٍ للإنسانية، وقتلٍ وتشريدٍ للمواطنين، فخرج من قوقعته الصغيرة، وبين جنبات صدره قلب يخفق كما لم يخفق من قبل للحرية، وسمت روحه في سمائها، ووقف كشجرة زيتونٍ فتيةٍ محملةٍ بأبهى ثمارها، ونظر إلى عيون الطغاة كالعُقابْ الذي يذود عن عش صغاره العدو، ورفع يديه مكللةً بعلامات النصر, وأعلنها صرخةً مدويةً صريحةً لا جدال فيها: “خذ ما شئت من دمنا و ارحل”
من ذا الذي يمتلك الجرأة؛ ليقف أما الطغاة وبنادقهم، وأسلحة الخزي والعار التي يمتلكونها؟!
إلا أسطورة سنحكي حكايتها لأطفالنا، ونرفع الرأس عالياً بفخرٍ ونحن نحدثهم، أطفالنا الذين ستتسع أحداقهم عند سماعهم ما سنرويه لهم عن أعراس الحرية في سوريا، وبطولات رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وحزم نساءٍ ابتلين بأنفسهن وأهلهن، وشجاعة أطفالٍ تركوا اللعب ورحلوا مع الملائكة، حتماً سيحملونها في ذاكرتهم ما عاشوا أبداً، وسيؤمنون بأن لا حياة إلا حياة الحرية، وسيذرفون دموع الفخر، وسيتعلمون بأننا في سوريا إخوان وأخوات يجمعنا حب الوطن وترابه المروي بدماء شهدائنا الكرام. وفي يوم جمعة "آزادي " 20/5/2011 سُمعَ لحظتها دوي بندقيةٍ خائنةٍ، رصاصتها تشق الأفق، أخرست الحناجر الهاتفة، وسكنت العيون الجائلة، فساد الصمت ثانيةً، بدت وكأنها دهراً، وفي خضم ذلك أصيب مهند، ففاضت روحه، وجمدت عيناه باتجاه السماء، وسالت دماؤه الخصبة باتجاه الأرض، فجمع باستشهاده ما بين سمو السماء، وحب الأرض، راوياً عطش عمره للعز والفخار.
حُمل الشهيد على الأكتاف ووجهه للسماء مبتسماً، وتحيط به هالة من نور سماوي، وتغبطه الحشود المجتمعة في عرسه.
رحمه الله وغفر له, وأسكنه الفردوس الأعلى بغير حساب, ورزقه لذة النظر إلى وجهه الكريم.

 

 

قصص شهداء الثورة السورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع