..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

حينما يسقط الأسد سيبدأ حمام الدم الحقيقي

شلومو تسيزنا

١٦ ديسمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8656

حينما يسقط الأسد سيبدأ حمام الدم الحقيقي
1حين يسقط الاسد.jpg

شـــــارك المادة

يجتمع في هذه الأيام في المغرب ممثلو منظمات معارضة نظام بشار الأسد في سوريا.
إن هذا هو اللقاء الرابع في أماكن الجلاء للمعارضة السورية التي تحارب منذ سنة ونصف بلا نجاح حتى الآن في جُهد لإسقاط السلطة العلوية.
هل سيأتي زعيم سوريا القادم من واحدة من المنظمات؟
وهل تتلقى المنظمات المقاتلة على الأرض توجيهات من المستوى السياسي الموجود في الغرب أو في الدول العربية؟
ولماذا لا تعمل الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي على وقف المذبحة المستمرة التي حصدت حتى الآن أكثر من 50 ألف ضحية؟
ولماذا تؤيد إيران سوريا؟
وكيف يستطيع أن يؤثر فينا ما يجري وراء الحدود؟.


جمعنا فريقا من خمسة من زملاء البحث من المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة من اجل رسم خريطة المصالح ودلالة الحائرين في الفوضى الجارية عند الجارة في الشمال الشرقي.
إن المركز الذي يرأسه الدكتور دوري غولد، هو معهد بحث مستقل يعمل منذ 35 سنة ويشتغل ببحث السياسة وشؤون مركزية في برنامج عمل دولة اسرائيل في المجال السياسي والاستراتيجي والقانوني.
على سبيل المثال سيعقد المعهد في الأسبوع القادم مؤتمرا يشارك فيه دنيس روس يتناول تلك الأسئلة الساخنة المتعلقة بالمنطقة.
'إن ما يبدو كأنه الأيام الأخيرة للنظام يمكن أن يستمر شهورا طويلة أيضا' يُبين العميد الدكتور شمعون شبيرا من الباحثين في المعهد.
'إن الأسد قد صمد حتى اليوم سنة ونصفا. وقد قدّر اهود باراك وهو من رجال الاستخبارات القدماء في البداية أن السلطة هناك ستسقط في غضون أسبوعين لكن وهم النبوءة يدل على صعوبة التقدير والتنبؤ بما سيكون عليه مصير النظم ولا سيما في المنطقة التي نوجد فيها.
'برغم ذلك يبدو أن المسار يتقدم نحو نهاية الأسد، فهناك إشارات أولى على أن دعائم النظام الأخيرة تتضعضع. 'مع ذلك تؤيد إيران والصين وروسيا نظام الأسد.
وإذا كانت إيران ذات صلة بالمساعدة العسكرية والمعنوية، فان روسيا والصين هما الدعامتان الدبلوماسيتان وهما اللتان تصدان الزعزعات.
ويمكن أن نقول أن الأسد لا ينهار من الداخل أيضا، فلا يوجد انهيار للعمود الفقري للقيادة السورية.
ولا يوجد انشقاق كثيف لقادة طوابير أو جنرالات في هيئة القيادة العامة السورية.
'يُقاس استقرار نظم الحكم أيضا باتساق أجهزة الأمن'، يضيف شبيرا، 'إن أكثر القيادة العليا في هذه الأجهزة مؤلفة من ناس من أصل علوي.
فالطريقة السورية مبنية على حلف أقليات وتدمج الدروز والمسيحيين أيضا. ويوجد توتر دائم بين نخب المدن والضواحي. ولم تتقطع هذه الأطناب أيضا'.
تحالف منظمات:
تتألف المعارضة السورية من تحالف أربع مجموعات مركزية بينها عدة قواسم مشتركة أولها أنها تؤيد إرادة إنشاء دولة إسلامية سنية في سوريا.
إن واحدة من المجموعات وهي جبهة النُصرة مؤيدة لمنظمة الإرهاب الدولية الأخطر في العالم وهي القاعدة وقد دخلت في هذا الأسبوع في قائمة المنظمات الإرهابية عند الإدارة الأمريكية.
ولما كانت منظمة مساعدة للسكان هي رأس الحربة أيضا في العمليات الموجهة على نظام الأسد فان هناك مشكلة كبيرة للولايات المتحدة والغرب في تأييد المعارضة السورية.
برغم ذلك أفضت المذبحة التي ينفذها الأسد في السكان والرغبة في العمل على مواجهة إيران بالولايات المتحدة و130 دولة أخرى هذا الأسبوع إلى الاعتراف بالائتلاف الوطني لمنظمات المعارضة السورية وتعريفه بأنه 'شرعي'.
هناك معادلة تساعد على فهم تنظيم القوى: إن العالم الإسلامي مقسوم بين السنيين (90 في المائة من المسلمين في العالم) والشيعة (10 في المائة الباقين).
ومنظمات المعارضة في سوريا سنية. وأعضاء القاعدة التي هي قوة سلفية سنيون أيضا. أما النظام الإيراني والنظام السوري فمؤلفان من شيعة أو مقربين منهم (العلويون طائفة نشأت عن الشيعة).
'لا توجد حتى الآن حكومة ظل جالية'، يتابع شبيرا، 'بحيث نعلم إذا تم استبدال السلطة السورية الآن من سيكون الحاكم بدل الأسد غدا. نحن الآن في وضع ائتلاف منظمات لا تتفق على رؤية أهداف الثورة. ما كنت لاعتمد على هذه القيادة لتقود سوريا في المستقبل. أن هدفها المشترك هو إسقاط الأسد وبعد أن يسقط النظام ستبدأ حروب السيطرة بين منظمات المقاومة وقد يوجد حمام دم آخر هناك أيضا'.
حزب الله لاعب رئيس:
جندت منظمة حزب الله بأمر مباشر من طهران بصورة تامة لمساعدة الأسد. بيد أنه توجد في داخل المنظمة نفسها اختلافات في الرأي كبيرة تتعلق بسؤال لماذا يجب على ناس المنظمة التي توجه كراهيتها في الأساس إلى اليهود وإسرائيل أن يقتلوا مسلمين وان يُقتلوا مثل مرتزقة إيرانيين.
في حين سينعقد في المغرب اليوم مؤتمر منظمات المعارضة لم يُعقد مؤتمر آخر لمنظمة حزب الله كان يفترض أن يجتمع في كل ثلاث سنوات مرة منذ أشهر.
وهو المؤتمر الذي يُحدّثون فيه تقرير الحركة الفكري ويحصل فيه رئيس المنظمة على تفويض من جديد.
ليس من يعيق عقد المؤتمر سوى حسن نصر الله خوفا من ان يتم التعبير هناك عن الامتعاض من المساعدة التي تعطى للاسد.
'فَقَد حزب الله الكثير من سمعته الطيبة بسبب تأييده للاسد'، يُبين شبيرا. 'ويلاحظ ثمن ذلك في مقدار شعبية نصر الله التي هبطت في العالم العربي وبوجود روح معنوية منخفضة جدا عند مقاتليه الذين يتلقون في كل يوم وراء الحدود السورية جثث رفاق يجب دفنها. إن استعمال الجهاد للسنيين ليس فعالا كحرب اليهود'.
يُبين المقدم (احتياط) ميخائيل سيغال، وهو أيضا رجل استخبارات في الماضي وأصبح اليوم باحثا في المركز المقدسي، يُبين سبب تحمس إيران لمساعدة الأسد.
'ترى إيران سوريا عنصرا دوليا مهما في جبهة مُمانعة الغرب عامة وإسرائيل خاصة. ويُعرف الإيرانيون سوريا بأنها 'الحلقة المذهبة' لأن سوريا تستضيف منذ سنوات قيادات إرهابية وتُمكّن من نقل حر للسلاح من إيران إلى حزب الله في لبنان'.
وأصبحت هذه الحلقة الآن في خطر فهي ضعيفة ولهذا يعمل الإيرانيون بكامل الجد. وفي نفس الوقت يُرسَل من ايران مستشارون للأسد وجيشه وتُرسَل قوة عمل خاصة هي قوة القدس المعروفة بأنها قوة خاصة من الحرس الثوري لمهمات خاصة خارج إيران من اجل تنفيذ أنشطة تآمرية في دول جارة أو الدفع قدما بمصالح إيرانية، كما حدث في دول في الخليج وشمال افريقية.
إن رجال القوة موجودون الآن على نحو ظاهر في سوريا ويقدمون أيضا معدات تكنولوجية متقدمة لكسر معنويات منظمات المعارضة السورية وقوتها.
يقول سيغال أن إيران تعارض تصور أن ما يجري في سوريا جزء من الربيع العربي وترى ذلك تمردا هو محاولة لكسر قوة مقاومة الغرب الذي يُسمى 'الشيطان الأكبر'، وإسرائيل التي تسمى 'الشيطان الأصغر' على ألسنة الإيرانيين.
'أصبح الإيرانيون يعملون علنا.
فإيران من جهتها لا تُجهد نفسها في إخفاء المساعدة للنظام السوري كما لا يخفي أحد مساعدة المتمردين من دول سنية كالسعودية وقطر.
'إن إيران هي دولة مع هدف عميق. فهي ترى المعركة حول دمشق أكبر كثيرا من إنقاذ سوريا نفسها. فهذه قلعة مهمة لها في مواجهة العالم الغربي الذي تحاربه ومن هنا تأتي النفقة'.
ويضيف سيغال أن أنشطة نظام آيات الله تتم مع صد انتقاد داخلي من المعارضة الإيرانية التي تفضل أن ترى الأموال تُحول إلى اقتصاد الدولة لا إلى القذائف المخصصة لسوريا وحماس.
ويتوقع أن يزيد هذا الانتقاد كلما طالت المسارات وكلما أثقلت عقوبات الغرب على الشعب الإيراني. في مقابل ذلك ليست منظمات المعارضة ملتزمة لأحد، كما يُبين يوني دحوح هليفي، الذي كان في الماضي مقدماً في سلاح الاستخبارات وأصبح اليوم باحثا في المعهد المقدسي.
'لكنها غير ملتزمة أيضا لأحد في الغرب وستكون لذلك تأثيرات في المستقبل. إن أكثر سلاح المتمردين اليوم يأتي من قواعد الجيش السوري التي احتلوها أو من منشقي الجيش السوري الذين يُسلمون أسلحتهم إليهم. وعلى العموم فإن أكثر رجالهم منشقون عن الجيش بحيث يكونون خبراء باستعمال السلاح ومنه سلاح متقدم كدبابات وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات'.
يشير دحوح هليفي إلى فقدان الجيش السوري المتواصل لسيطرته ويبرز ذلك على خلفية الهجمات الجوية التي تنبع من اضطرار فهي تدل على ان الجيش السوري لا ينجح في السيطرة على الأرض أو التمسك بها بعد القتال. ولهذا يحاولون إقامة سيطرة مهددة أخرى.
'ليس الحديث عن دبابتين دُمرتا بل عن عدد كبير من الطائرات يزعم المتمردون أنها تزيد على 100 ومنها ما كان على الأرض.
إن الشعور لدى منظمات المتمردين (وله صلة بواحدة منها) أن الأيام معدودة. وستُحسم المعركة الكبرى في دمشق، وسيحاولون استغلال تأثير النجاح ومهاجمة دمشق. بعد ذلك ستقع عمليات انتقام في ضواحي دمشق ومذابح. والحديث عن جرائم حرب ستبلغ الى مذابح شعب'، يقول دحوح هليفي.
'تُوحد المعارضة القوات في جبهتين'، يقول، 'فقد أُنشئت قيادة قسّمت سوريا الى 15 منطقة قتال. وحركة الإخوان المسلمين هي التي تسيطر على الأموال التي ترد من السعودية وقطر وهي تنقل المال إلى نشطاء في داخل سوريا. ولا يأتي المال مباشرة من السعودية بل عن طريق الحدود التركية'.
بين إيران وتركيا:
يُبين الدكتور دوري غولد الذي هو رئيس المركز المقدسي والذي كان في الماضي سفير اسرائيل في الأمم المتحدة ومستشارا سياسيا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انه لا يوجد في الساحة الدولية عمل حقيقي لمواجهة سوريا بسبب الروس.
'ان مفتاح اتخاذ القرارات في الأمم المتحدة هو مجلس الأمن'، يقول. 'وتُتخذ القرارات في مجلس الأمن بإجماع كامل أو حينما يكون فهم لأن الحديث عن إجماع بحيث يُسلم من لا يؤيد للإجراء ولا يمنعه.
'الوضع مع سوريا مختلف. فقد استقر رأي روسيا هنا على دعم الأسد دعما كاملا.
فالروس يخشون سقوط الأسد وارتفاع قوة قوى سنية. وبحسب رؤيتهم فان الطرف السني هو عدوهم الأكبر في الجانب الإسلامي. هذا ما كان في جمهورية الشيشان وهو كذلك أيضا في طاجاكستان والقوقاز. إن المنظمات التي تعمل على مواجهتهم في هذه المناطق سنية تتلقى تمويلا من دول ومنظمات في الخليج الفارسي يؤيدها الإخوان المسلمون. ولهذا السبب يؤيدون النهج الإيراني الشيعي'.
ويُبين الدكتور غولد أن قوى المعارضة تسيطر اليوم على مساحة واسعة من سوريا. 'ان السؤال الأكبر هو من سيسيطر على سوريا بعد الأسد. هل يكونون أصنافا متعددة من الساسة يمكثون في عواصم العالم أم قوى عسكرية تعمل على الأرض؟ يبدو في هذه الأثناء أن رجال الميدان لا يتلقون توجيهات من مستوى سياسي ما'.
في نفس الوقت يُسلط السفير السابق الأضواء على العراق الذي عُزل صدام حسين فيه في حينه وأصبح فيه نظام شيعي يُدار بالفعل على انه دولة ترعاها إيران. مع سقوط الأسد سيخسر الإيرانيون في الحقيقة قبضتهم على سوريا، لكن من المحتمل أن ينشأ نظام سني متطرف قرب حدود اسرائيل في الجولان.
يؤمن باحث آخر في المركز هو الدكتور جاك نرييه الذي كان في الماضي المستشار السياسي لرئيس الوزراء اسحق رابين بأن إيران لن تكف جهودها للتأثير فيما يجري في سوريا على أية حال. ويشير إلى تطور محتمل آخر وهو سلطة مستقلة كردية في شمال الدولة توجب تدخلا تركيا وتدخلا إيرانيا مضادا بسبب ذلك أيضا.
'يمكن ان تجد سوريا نفسها تحت سلطة عصابات مسلحة كما هي الحال في ليبيا.
ففي الوقت الذي تكون فيه السلطة المركزية ضعيفة قد ينشأ في شمال شرقي سوريا كيان مستقل للأكراد ويكون هناك حكم ذاتي فعلي للأكراد الذين سيتصلون بأكراد العراق ويخلقون مشكلة لتركيا: فإذا كان لتركيا قبل ذلك 400 كم من 'حدود كردية'، فسيكون لها في هذه الحال 1200 كم. فالحديث عن وضع لا تحتمله تركيا وهناك احتمال تدخل في هذه الحال'.
يقول نرييه: 'مهما يكن الأمر فإننا لم نبلغ إلى نهاية العقدة السورية. ستُفتح نافذة عدم استقرار دائم بعد سقوط الأسد. وستظهر علامات ذلك أيضا على لبنان وربما على الأردن أيضا وهما دولتان ذواتا حدود مشتركة مع سوريا. وإذا تدخلت تركيا فستتدخل إيران أيضا. توجد متغيرات كثيرة'.
كيف يمكن أن يؤثر كل ذلك في اسرائيل؟
'قد يشتغل الحاكم التالي بعد الأسد أو المنظمات التي ستسيطر هناك بالاعمار وتترك قضية هضبة الجولان. لكن وبنفس القدر قد توجد حاجة أيضا إلى اشتغال يوجه القوى الى هدف توحيدي ومن المؤكد ان مواجهة مع اسرائيل تلبي هذه الحاجة'.


المصدر: القدس العربي نقلا من اسرائيل اليوم

تعليقات الزوار

..

مصطفى دياب - السعودية

١٧ ديسمبر ٢٠١٢ م

ما هي مصلحة الشعب السوري في عرض هذا العنوان وهذا المقال فضلا عن سوء الترجمة 

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع