سامر محمد البارودي
تصدير المادة
المشاهدات : 6239
شـــــارك المادة
اقذف بقلبكَ للعلياءِ وانطلق *** واركب على صهوةِ الجوزاءِ والتحق
وصاحبِ الأنجمَ الغرّاءَ مرتجزاً *** أقسمتُ يا نفسُ للجناتِ فاستبقي
مالي أراكِ عن النجدات في شُغُلٍ *** لا تستريحينَ من خوفٍ ومن قلق
أليس يا نفسُ ما أمّلتِ في سحرٍ *** ألقتْ به الشمسُ وهّاجاً على الأفق
أليس يا نفسُ قد هاجتْ لدعوتنا *** وُرقُ الغمامِ فجاءَ النصرُ كالفلق
أطّت سماءُ الملا لغياثِ ثورتنا *** تستنهضُ الشُّهْبَ والأجرامَ في الغسق
حتى إذا أمطرتْ أو أوحلتْ وجَرَتْ *** خنادقُ الموتِ بالأرواحِ والمِزقِ
آويتِ في جبلِ الأعذارِ واهمةً *** وليس يعصِمُ غيرُ اللهِ من غرق
ألستِ يا نفسُ قد حُذّرتِ في دعةٍ *** وجهَ الحياةِ إذا مالتْ إلى الرّهق
وكنتِ خُوِّفتِ إن لم تأخذي أبداً *** على يديْ ظالمٍ بالذلِّ والحرقِ
أنستكِ يا نفسُ أزمانٌ بلا عنتٍ *** قد كان ماؤكِ يجري فيه في غدقِ
أنستكِ يا نفسُ أفياءٌ وأنديةٌ *** ملأى الندى والجنا والظّلِّ والعَبق
قم بي أُخيَّ إلى الفيحاءِ مُنتصراً *** لم يبق في الكأسِ إلا بُلغةُ الرّمق
لهفي عليك فهذا الدّهرُ ذو غِيرٍ *** فليسَ بعد اجتماعٍ غيرُ مُفترق
قم ننفُضِِ الذلَّ عن أرداننا فلقد *** غارتْ كواهِلُنا في ثوبها الخلِق
وخَلِّ كفي خِلواً ليس تَشْغُلها *** بغير رايةِ شامِ المجدِ والألق
وأنت يا صاحبي أذّنْ بأمتنا *** لعلّ تُحيي حصاةً بعد لمْ تُفِقِ
قد طارَ نسرُ الإبا من سفحِ ذِلّتهِ *** أما النّعام فدسَّ الرأسَ في العمق
فاخترْ لنفسكَ عنواناً تلوذُ به *** إن شئتَ في شاهقٍ أو شئتَ في نفقِ
إخوانك الصِّيدُ في أسمالِهمْ هُرِعوا *** وأنت يا صاحبي في لبسةِ الألق
قد جاوز الظلمُ صبرَ الناسِ منتهكاً *** سجنَ الفظائعِ والتنكيلِ والحَنَق
وأنت كالنحلِ تلهو في حدائقهِ *** وهمْ يُوارونَ فيها صفوةَ الحِدَق
لا زلتَ تسعى على الأفراحِ منتقياً *** وهم يطوفون بين الهدمِ والحرق
بنادقُ الثأرِ في أعماقهم رُبطت *** وأنت تُحكِمُ فيها ربطة العُنُق
قم بي اُخيَّ فَعِزُّ الشامِ مُرتهنٌ *** بثورة النور في ميْدانها الطّلِق
يستصرخُ الله أجناد الشآم له *** فانهضْ لنجدتهِ بالسيفِ وامتشق
وخلِّ عنكَ قلاداتٍ وأسورةً *** وخَلِّ عنكَ فِراشَ السُّهدِ والأرق
واحذرْ لقاءَ ربيعِ العُربِ مُرتحلاً *** يدعْكَ في حيرة الإشراقِ والشفق
وراقبِ الفجرَ لو طالتْ زُبانته *** وخاطب البدرَ والجوزاءَ وارتفق
ما عُدتُ ألحظُ نجماً قامَ ينشدنا *** ولا هلالاً ولا بدراً على نسق
قد أقبل الصبح في أعطافهِ بطلٌ *** يروي حكاية نصرٍ صار في الأفق
أبو الفضل شمسي باشا
الشاعرة الدمشقية
محمود غانم الدغيم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة