رابطة العلماء السوريين
تصدير المادة
المشاهدات : 7249
شـــــارك المادة
قام مؤخراً بعض من الشخصيات المعارضة للنظام السوري بتوقيع وثيقة سمّيت بالـ النداء الأخير .. بكونهم يعتبرون هذه الوثيقة إنذاراً أخيراً يُطلقونه بإجماع وطني أمام الله والتاريخ والعالم بأسره. وهم يحذّرون من أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا استمر هذا التخاذل العالمي المُبتذل، بل سيكونون قلباً وقالباً مع ما يراه الثوار ويتخذونه من قرارات وممارسات لتحقيق أهداف الثورة، بغضّ النظر عن أية حسابات سياسية بات الحديث عنها فارغاً من أي مضمون أخلاقي.
النداء الأخير إلى المجتمع الدولي حول مجازر النظام السوري الأخيرة نحن الموقعين على هذه الرسالة من علماء ومفكرين وناشطين وضباط وإعلاميين ورجال أعمال وقادة حراك من كل الطوائف والأعراق والاتجاهات في سورية، نبعث بهذه الرسالة العاجلة إلى العالم ممثلاً بمجلس الأمن الدولي، وكافة المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية، وجميع دول العالم المعنية بما يحدث في سورية، والمهتمة بالسلام في هذه المنطقة الساخنة من العالم. ونريد هنا أن نلفت نظر الجميع إلى المجازر البشعة التي ارتكبها النظام السوري بحق الأطفال في منطقة الحولة في حمص، ومازال يرتكبها في غيرها من المناطق السورية حتى هذه اللحظة، ونحذر مما يمكن أن ينجم عنها من تداعيات ونتائج خطيرة على الأمن والسلم الأهلي، وما قد يتبعه من اضطراب إقليمي. وانطلاقاً من شعورنا بالمسؤولية الوطنية، وبوصفنا مشاركين ومؤثرين في الحراك الثوري، نود أن نعلمكم بالآتي: 1. إن الثورة السورية التي انطلقت في آذار مارس 2011 هي ثورة شعبية وطنية ضد الديكتاتورية والظلم، شاركت فيها مختلف الطوائف والأعراق في سورية، وهي ثورة مشروعة وفق كل القوانين والمواثيق الدولية. 2. انطلقت الثورة السورية سلميّةً منذ البداية وحتى الآن، وشاركت بها مختلف أطياف الشعب من طلبة وأهالي وعمال وفلاحين ورجال أعمال، تمثلت في الاعتصامات والإضرابات المدنية والتجارية ، كما لم تتوقف المظاهرات الشعبية يوماً واحداً منذ انطلاق الثورة، لكن عنف النظام وإرهابه، واستخدامه لمختلف صنوف الأسلحة ضد شعبه، أدى إلى مقتل أكثر من (15000) مدني برصاص قوات الجيش والأمن والشبيحة (مليشيات النظام باللباس المدني)، مما دفع المئات من العسكريين وعناصر الأمن إلى الانشقاق عنه، وانضمّ إليهم عدد من المدنيين الذين اضُطروا للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم. 3. عمل النظام السوري منذ اللحظات الأولى على تشويه صورة الثورة الشعبية ضده، واتهمها بالإرهاب في محاولة منه لجعلها غير شرعية، وليبتزّ العالم الموحّد ضد الإرهاب الدولي، علماً أن النظام كان وما يزال يرعى تنظيمات راديكالية وإرهابية متطرفة تتبع للقاعدة وغيرها، ودفع المئات منها للقتال في العراق ولبنان، والجميع يعرف ذلك. 4. إن النظام السوري ممثلاً بشخص رئيسه بشار الأسد، وبتصريحات قادته، وبسلوكياتهم على الأرض، هددوا مراراً بجرّ البلاد إلى أتون الحرب الأهلية في حال استمرار الثورة الشعبية ضده. وها هو ينفذ تهديده من خلال القيام بمجازر بشعة ذبح فيها الأطفال والنساء والشيوخ في منطقة الحولة بحمص في 25 أيار مايو 2012، راح ضحيتها 114 شخصاً بينهم 35 طفلاً ذبح بعضهم بالسكاكين، وهو مستمر في هذه المجازر حتى اللحظة في حماة والرستن وغيرها من المناطق. ومن الواضح جداً أنه يستهدف بها مناطق ذات صبغة طائفية معينة، بقصد استفزاز أهلها للقيام بعمليات انتقامية ستجرّ البلاد حتماً إلى الحرب الأهلية، ليحصل على تغطية دولية بدعوى بأنه الضامن لأمن البلاد والمنطقة. 5. إن المجتمع الدولي قد عجز حتى الآن عن وقف الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، والتي ثبتتها عدة مؤسسات ومنظمات دولية، وأصدرت فيها الكثير من التقارير الموثقة. علماً أن المجتمع الدولي منح النظام عدة فرص سياسية لوقف جرائمه، بدءاً من مبادرة الجامعة العربية وانتهاء بمبادرة عنان، وبدل أن يستفيد النظام منها لوقف نزيف الدم وبدء الحل السياسي، فقد تمادى في إجرامه حتى في ظل تواجد المراقبين الدوليين في سورية. 6. بات الشعب السوري محاصراً بين مجازر النظام وصمت العالم، الأمر الذي قد يدفع إلى الخراب الشامل الذي لن ينجو منه أحد. خاصة وأن منطقتنا بتركيبتها السكانية والإثنية قابلة للاشتعال السريع، ومن المعلوم أن التطرف ينمو في بيئات مظلومة ومحبطة، حيث يسهل استقطاب المتطرفين من كل مكان من العالم، وهو ما سيضع العالم بأسره أمام مصير لا يستطيع أحد التكهّن به. 7. إن تشتّت الرأي العام الدولي حول مسؤولية النظام السوري عن مثل هذه الأفعال الإجرامية الواضحة والمثبتة بتقارير المنظمات الدولية المعنية، وذلك عبر التشكيك الدائم بالجهات المنفذة، ومساواة الضحية بالجلاد، والتحدث عن طرفي نزاع، كل هذا لا يعكس حقيقة ما يحدث على الأرض، حيث يوجد نظام سياسي مسيطر ويستخدم كل ما يملكه من سلاح لقتل شعبه الأعزل، وإن هذا الخداع قد يورث الغلّ والحقد في ضمير السوريين ضد مواقف العالم من قضاياه الإنسانية، ومن حقه بالعيش الكريم، وحقه باحترام حضارته المدنية الممتدة لسبعة آلاف سنة من التمدن والحضارة. 8. ساهمنا دائماً بالتعاون مع القيادات الثورية بالتصدي لكل محاولات النظام الذي يسعى طوال الوقت لزرع الفتن وخلق الإشكالات المناطقية والطائفية من أجل تفكيك المجتمع وإعادة توجيه دفة الثورة لتتحول إلى اقتتال طائفي أهلي، لكن استمرار هذا الوضع في ظل غياب أي أفق للحل قد يؤدي إلى تمكين النظام من إشعال حرب أهلية واقتتال داخلي، ومالم يتحرك العالم بالسرعة القصوى فلن يكون هناك من يستطيع ضمان ما سيجري بعد ذلك. وأخيراً: فإننا بهذه الرسالة نضع العالم كله أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والسياسية، فإما أن يتخذ قراراً نهائياً بإسقاط النظام السوري بكل الوسائل المتاحة، معتبرين أن طرد سفراء النظام من بعض الدول هو الخطوة الأولى التي يجب أن تتبعها إجراءات أكثر صرامة وتأثيراً، وإلا فإن على العالم أن يتحمل تبعات ما سيحدث، وعلى ما قد ينجم عن ذلك من انفلات أمني كبير، واحتمالات حرب طائفية يسعى النظام إلى إشعالها دائماً عبر تصعيد العنف وبثّ الدسائس التي ستصل آثارها إلى كل دول الجوار وإلى بعض المناطق الأخرى من العالم. إن الموقعين على هذه الرسالة بأشخاصهم وبكل ما يمثلونه يعتبرونها إنذاراً أخيراً يُطلقونه بإجماع وطني أمام الله والتاريخ والعالم بأسره. وهم يحذّرون من أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا استمر هذا التخاذل العالمي المُبتذل، بل سيكونون قلباً وقالباً مع ما يراه الثوار ويتخذونه من قرارات وممارسات لتحقيق أهداف الثورة، بغضّ النظر عن أية حسابات سياسية بات الحديث عنها فارغاً من أي مضمون أخلاقي. هذا آخر نداء للعقل في هذه المرحلة ينبثق من إيماننا بقيم الحكمة والمحبة والسلام، نوجهه للنظام العالمي ولكل المهتمين بسلام المنطقة واستقرارها، آملين أن تستمعوا له، وتستجيبوا إليه، وإلا لن تجدوا بعد ذلك من تتحدثون معه بعد اشتعال المنطقة وما سينتج عن ذلك من فوضى شاملة. تم في - 2012/06/01 الموقعون: أ.عصام العطار أ. هيثم المالح الشيخ أحمد الصياصنة سهير الأتاسي، ممثلة الهيئة العامة للثورة السورية خولة دنيا، ناشطة عمر إدلبي، ناشط يحيى الكردي، سفير منظمة الطفولة العالمية (اليونيسيف) ورجل أعمال د.محمد فاروق بطل، أمين عام رابطة العلماء السوريين مختار عبّارة، رئيس المنتدى السوري الدولي للأعمال ماهر النعيمي، مكتب التنسيق العسكري للقيادة المشتركة في الجيش الحر. الرائد محمد يحيى العلي، مكتب التنسيق العسكري للقيادة المشتركة في الجيش الحر د.خير الله طالب، رئيس هيئة الشام الإسلامية د.صادق جلال العظم، مفكر وكاتب الشيخ محمد عدنان السقا د.عبد الكريم بكار: رئيس مجلس الشوري للملتقى الإسلامي السوري ريما فليحان، ناشطة مازن الناطور، فنان فارس الحلو، فنان مي سكاف، فنانة سمر يزبك، كاتبة إياد شربجي، صحفي وكاتب الشيخ أنس بن أحمد السويد د.عمرو العظم، أستاذ جامعي نوال السباعي، كاتبة د.وائل مرزا، أستاذ علوم سياسي مصطفى الصباغ، رجل أعمال د. رهيف حاكمي، رجل أعمال غسان عبود، رجل أعمال د. نجيب الغضبان، أستاذ علوم سياسية جلال الطويل، فنان توفيق الحلاق، إعلامي فراس الأتاسي، ناشط دلع الرحبي، كاتبة ومحامية غسان سلطانة، ناشط موسى العمر، إعلامي عامر مطر، صحفي لويز عبد الكريم، فنانة علا ملص، صحفية التوأم ملص، ممثلان فرحان مطر، كاتب وصحفي رابطة الصحفيين السوريين غالية قباني، كاتبة وصحفي مؤيد سكيف، إعلامي غسان ابراهيم، إعلامي محمد فتوح، إعلامي
المصدر: رابطة العلماء السوريين
وفد قوى الثورة السورية العسكري
المجلس الإسلامي السوري
جيش الإسلام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة