رابطة العلماء السوريين
تصدير المادة
المشاهدات : 4384
شـــــارك المادة
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعد يخفى على كل من يتابع أوضاع الوطن الجريح سورية، أن هذا النظام المستبد، قد حرم الشعب السوري المقهور حريته وكرامته، واغتصب حقوقه الشرعية في الحياة الكريمة، وسرق أموال وخيرات البلد ووضعها في يد حفنة موالية له على خلفية طائفية أو مصالح شخصية منذ ما يقرب من خمسين سنة مضت.
وبعد مرور سنة على بداية الانتفاضة الشعبية السلمية المباركة بطول فترتها ومرارتها وقسوتها، فإن تعامل هذا النظام مع شعبه لم يزدد إلا وحشية وإجراماً ودموية، والشعب لم يطالب إلا بحريته وكرامته، وتحقيق العدالة بين أفراده. لقد أتمت الثورة السورية عاماً كاملاً وهي تعلن سلميتها في مطالبة بشار الأسد برفع سياط الظلم والفساد والإفساد المسلط على رقاب الشعب السوري بكافة طوائفه، لكنه لا زال يمعن في الناس قمعاً وقتلاً واعتقالاً وتعذيباً وتنكيلاً، إضافة إلى انتهاك الحرمات و اغتصاب الحرائر. إن السلوك الإجرامي الممنهج لهذا النظام، لم يوفِّر وسيلة من استحلال الدم الحرام، ومحاصرة المدن والقرى، ودك المنازل بالأسلحة الثقيلة وهدمها على ساكنيها، وقطع الماء والكهرباء والاتصالات، ومنع وصول أسباب الحياة للمحاصَرين من دواء وغذاء وحليب أطفال رضع، وإجهاز على الجرحى، وخطف للشهداء وسرقة أعضائهم، وحرق الناس أحياءً، ودفنهم في مقابر جماعية، واعتقال وتشريد عشرات الآلاف من الرجال والنساء، وإكراه المعتقلين على الإقرار بألوهية الطاغية المجرم بشار الأسد والسجود له. إن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه الأعزل لا توصف، وليس لها مثيل في تاريخ البشريَّة، ويندى لها جبين أصحاب الضمائر الحية، والقلوب النابضة، وهو مستمر في قمع شعبه رغم الاستنكار والمناشدات من المجتمع العربي والإسلامي والدولي، بما فيها منظمات حقوق الإنسان. إن رابطة العلماء السوريين وبعد متابعتهما وتحققها من جرائم النظام التي سبقت الإشارة إلى بعضها، فإنها تقرر سقوط شرعية هذا النظام برئيسه وزمرته، وتطالب شعبها السوري الأبي أن يسعى بكل الوسائل لإسقاطه أملاً بقيام نظام وطني ديمقراطي يحقق للإنسان كرامته، ويحفظ له حقوقه المشروعة على أساس المساواة بين المواطنين مع مراعاة تنوع الديانات والمذاهب والقوميات، وانطلاقاً من أهداف الرابطة في حمل هموم الأمة ومعالجة مشكلاتها وقضاياها المصيرية فإنها والتي واكبت أحداث الثورة خلال السنة الفائتة، وذلك من خلال بياناتها الإعلامية وتصريحات مسؤوليها الصحفية والإذاعية، ونشاطاتها في دعم الجهود الإغاثية والتربوية في كل المخيمات الموجودة في الأراضي التركية والأردنية واللبنانية، إضافة إلى تنظيم مؤتمر عالمي لعلماء المسلمين لنصرة الشعب السوري، في إستانبول تموز 2011م، وقيامها كذلك بالدعوة إلى الملتقى الإسلامي السوري، الجامع لمعظم أطياف العمل الإسلامي، بغية تعبئة طاقات العلماء وتوحيد المواقف الداعمة للثورة السورية، وذلك في إستانبول كانون الثاني 2012م بمشاركة مجموعة من العلماء والمفكرين والدعاة والإعلاميين. والرابطة تعمل جاهدة لتوحيد صفوف المعارضة السورية وإصلاح ما بين فصائلها من خلاف، ووسيلتها في ذلك: إرساء مبدأ الحوار بين كل المعارضين الأحرار الصادقين فيما يحقق مصلحة الأمة ووحدتها: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} {النور:55}.
الهيئة العامة للثورة السورية
أسرة التحرير
مؤتمر الرياض2
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة