..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

بيان من جبهة علماء الشام

جبهة علماء الشام

١ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7797

بيان من جبهة علماء الشام

شـــــارك المادة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ناصر المستضعفين، وقاصم الجبارين، القائل: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 4، 5]، والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ)).
أما بعد:
فها هي سنة الله في هلاك الظالمين، وزوال حكم المفسدين، والانتقام من الطغاة المجرمين، تحل على النظام السوري أعتى نظام طاغوتي في العالم العربي، بل وربما في العالم كله، إذ لم يعرف في التاريخ أن حاكماً جمع من الدواهي والطوام والرزايا والبلايا ما اجتمع في طاغية سوريا.
فمن عداوة مكشوفة للدين، وحقد دفين على المتدينين، واستخفاف بإنسانية الإنسان، وتدنيس للأعراض وانتهاك للحرمات، ووأد للكرامات، وقمع للحريات، وتفنن في سوم الناس أقصى أنواع القهر والإهانات.
ووصل به الإجرام إلى ارتكاب مجازر لم يرتكبها حتى اليهود كما فعل بحماة التي ذبح من سكانها أكثر من أربعين ألف إنسان دون تمييز بين شيخ أو طفل أو امرأة، فضلاً عن الأسارى والمشردين، ناهيك عن خيانته لأمة العرب والإسلام بالتواطؤ مع أعداء الأمة من فرس ويهود وصليبيين.
فأصبح السعي في إزالة هذا الطاغوت الجاثم على صدر الأمة منذ ما يقارب الخمسة عقود والعمل على إسقاطه بكل الوسائل المتاحة لترتاح منه البلاد والعباد من أوجب الواجبات وألزم المطلوبات.
وإذا كان العلماء يقولون: "فكاك الأسارى من أعظم الواجبات، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات"، فكيف إذا كان المأسور بلد كامل؛ بل بلاد يعد أهلها بعشرات الملايين؟
لذا؛ وحيث إن الله ساق للأمة هذه الثورات العربية من حيث لم تخطر لأحد على بال. وإنما هي محض تدبير إلهي، وأثبتت هذه الثورات نجاحها ونجاعتها في أكثر من قطر عربي بأقل كلفة تذكر، ثم وصلت رياحها إلى سوريا.
لذا تود جبهة علماء الشام بيان الأمور التالية:
1-  يجب على كافة علماء المسلمين وعلماء سوريا خصوصاً الصدع بالحق والوقوف مع المطالب المشروعة للشعب، وقيادة الشارع والجماهير نحو تحقيق العدالة ورفع الظلم وعدم الانجرار وراء الدفاع عن الطغيان مهما كان الثمن؛ لأنهم ورثة الأنبياء، وقد فرض الله عليهم أن يبينوا الحق ولا يكتموه، قال - تعالى -: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب: 39].
2-  يجب على كل المدن والأرياف السورية أن يهبوا هبة رجل واحد للمطالبة بالحرية وإلغاء حالة الطوارئ وإطلاق سراح المسجونين، وإلا فيخشى أن يتفرد النظام المجرم بدرعا وغيرها من المدن والبلدات التي انتفضت ويفتك بها -لا قدر الله-، ويوئد الحلم بالتخلص من الظلم والظالمين.
3- يجب على كل مسلم مناصرة إخوانه في سوريا والوقوف معهم بكافة وسائل الدعم المشروعة كل بحسبه.. فالعالم بفتواه وتشجيعه، والسياسي بميدانه، والتاجر بماله ودعمه، والإعلامي بنقله، والصحفي بقلمه، والشاعر بشعره.. والأديب بأدبه.. والإمام بقنوته في مسجده وجامعه.. والأم في تشجيع أولادها على المناصرة والمشاركة.
هذا على مستوى الأفراد، أما على مستوى الحكومات فالواجب على الدول الإسلامية عموماً الوقوف مع الشعب السوري الأبي لرفع الظلم عنه ومساندته بكل الإمكانات الممكنة والمتاحة.
4- إن كل من يتخلف من القادرين من أهل سوريا عن نصرة إخوانه يعد آثماً خاذلاً لإخوانه وللإسلام والمسلمين، ومضيعاً لأعظم فرصة تلوح ننتظرها منذ خمسين عاماً.
ونذكره بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته)) [رواه أبو داود].
5- إن كل جهد مادي أو معنوي يبذل في هذا الخصوص قربة من أعظم القرب إلى الله، ولون من ألوان الجهاد إذا خلصت النية. وكل من يسقط في هذه المواجهات يعد شهيداً -بإذن الله-؛ لقوله -صلى الله عيه وسلم-: ((من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد)) [رواه الترمذي وصححه].
فهنيئاً له ثواب الشهداء، ونرجو أن يتحقق فيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)) [رواه الترمذي والحاكم].
6- نؤكد على ضرورة أن تبقى المظاهرات سلمية، وألا تنجر إلى استخدام أي وسيلة من وسائل العنف مهما استفزت وسقط منها شهداء؛ لأن هذا ما يطمح إليه النظام ليبرر إجرامه وقمعه.
ونذكر بواجب التحمل والصبر والمضي قدماً برفع الصوت عالياً، وعدم الانخداع بالوعود الكاذبة بالإصلاح، كما نؤكد على ضرورة حشد كل الطاقات وتوحيدها،
وعدم الدخول في معارك جانبية، وعدم استعداء أحد من الطوائف الأخرى. والمطلوب أن نكسب الجميع لمصلحة العباد والبلاد.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ شعبنا، وأن يعجل بالنصر والفرج، وأن يحقن الدماء، ويتقبل الشهداء، ويشافي الجرحى.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


صدر في دمشق عن "جبهة علماء الشام"
في 27/ ربيع الثاني/ 1432هـ - الموافق: 1/ نيسان – أبريل-/ 2011م

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع