رابطة علماء المسلمين
تصدير المادة
المشاهدات : 7824
شـــــارك المادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وآله وصحبه الغر الميامين، أما بعد: قال - سبحانه وتعالى -: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} [الحج : 39]. إن ما يتعرض له إخواننا من الشعب السوري الأبي الكريم في خلال الأشهر الماضية لهو ظلم وإجرام وبغي وعدوان، فلقد حصل خلال العقود الماضية حروب متعددة في عدد من دول العالم يحصل فيها الاعتداء والظلم، وتحصل المقاومة من الشعوب، لكن ما يحدث في سوريا فاق ذلك كله، فهو اعتداء من الحزب الحاكم النصيري العلوي على أبرياء لم يحملوا سلاحاً ولم يعتدوا على أحد. لكنهم يطالبون مطالبه سلمية عادلة ببعض حقوقهم المشروعة من الحرية وبعض حقوقهم المنهوبة، سواء أكانت شرعية أو معنوية أو مالية أو شخصية، لكن هذا الحاكم وحزبه المجرم لا يريدان لأحد أن يطالب بأي حق من حقوقه، ولذا فإن هذا الاعتداء السافر الذي تنوع من ضرب وسجن وتعذيب وقتل وتمثيل متعمد حتى للأطفال والنساء والشيوخ، وإحراق للمساجد والبيوت، ونهب للأموال، واغتصاب للأعراض، وقتل للجنود الذين يمتنعون عن قتل المدنيين الأبرياء؛ لهو من أعظم الظلم والقهر والاستبداد والفساد في الأرض، وصدق شيخ الإسلام وعالم الشام ابن تيمية - رحمه الله - حيث قال: "هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى؛ بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم من ضرر الكفار المحاربين...الخ"، وإننا إذ ندين هذا الإجرام والاعتداء على الأبرياء من إخواننا وأهلينا وعامة الشعب السوري؛ نوضح أن الحزب الحاكم حزب نصيري علوي بعثي كافر، أسفر عن حقيقته في حقده وفساد معتقده يوم طالب الشعب السوري بأدنى حقوقه التي كفلها له الإسلام، ولقد اتضح ظلم هذه الحكومة وإجرامها في حق هذا الشعب الأعزل. ومع هذا البلاء العظيم فإننا نذكر إخواننا بوعد الله - تعالى -: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد... } [غافر:51]، فالنصر قريب -بإذن الله- لمن نصر الله، وسعى لرفع الظلم، ومقت الظالمين؛ {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}، ومن منطلق الإخوة الإسلامية التي قال عنها ربنا - جل وعلا -: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات: 10]، وكذلك حرص الإسلام على رفع الظلم أياً كان المظلوم مسلماً كان أو كافراً، فالإسلام دين العدل والإخاء والكرامة لا يقبل الظلم على المسلم ولا من المسلم، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)).
وبناءً على ما سبق فإن رابطة علماء المسلمين تؤكد على الحقائق التالية : 1-على الحكومة السورية الممثلة في بشار الأسد وحزبه الحاكم إيقاف المجازر والاعتداءات الظالمة، والإفراج عن المسجونين، وفك الحصار عن المدن، والاستجابة لمطالب الشعب السوري بتنحيه عن الحكم هو وحزبه، فالشعب المسلم هو صاحب الأرض وما فيها من خيرات؛ {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}، وانطلاقا من الأحكام الشرعية فإن الشعب لا يحكم بالنار والحديد، بل بالشرع والعدل والشورى. 2- المؤمل من إخواننا علماء سوريا في الداخل والخارج الحرص على وحدة كلمتهم، ونبذ خلافاتهم، وتوجيه الشعب السوري وتوعيته بما يصلح حاله ومآله حتى لا يستغل هذه المطالبة بالحقوق من لا يفي بها لو تولى قيادة الشعب كما حدث ويحدث في بعض الدول من سرقة المكتسبات التي تدفع الشعوب المسلمة ثمنها غالياً. 3- على الشعب السوري الالتفاف على علمائه ووجهائه، وأن يقوموا بتنظيم أمورهم، وحفظ أمنهم، ورعاية أحوال المستضعفين على قدر الاستطاعة، وتنظيم اللجان التي تقوم بإغاثة الأسر المحتاجة والعاجزين. 4- الواجب على الشعوب المسلمة في كل بلد الوقوف مع إخوانهم في سوريا، وتخفيف معاناتهم ببذل المال والغذاء والكساء والدواء، وبالأخص من دول الخليج، والدعاء لهم بصلاح حالهم وتفريج كربتهم. 5- المؤمل من الهيئات الإسلامية من روابط وجمعيات ومؤتمرات واتحادات أن يقفوا مع الشعب السوري المظلوم، ويرفعوا الظلم عنه، ويطالبوا الحكومة بالتنحي حفظاً للدماء والأعراض، ووفاء بحقوق الأخوة، وحماية للضعفاء والشيوخ والنساء والأطفال. 6- إن مما يحزن المسلم عدم سماع صوت النصرة لإخواننا في سوريا وغيرها؛ سواء من جامعة الدول العربية، أو الحكومات العربية والإسلامية، وهذا ينذر بخطر عظيم؛ لأن التخلي عن نصرة المظلوم يحدث الفرقة وقد يوقع العذاب بالأمة جميعاً، وبتلك الدول الصامتة والمتواطئة سراً أو علانية، كما قال - تعالى -: {واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا إن الله شديد العقاب} [الأنفال: 25]. فالواجب على الجميع وبالأخص جامعة الدول العربية الإسراع في إيقاف حرب الإبادة، وإجبار حكومة سوريا على رفع الظلم. 7- المنتظر من دول الجوار لسورية أن يسعوا لتخفيف معاناة إخوانهم النازحين من ظلم حكومة بشار الأسد، فيهيئوا لهم الأماكن المناسبة من مخيمات وخدمات صحية واجتماعية وغذائية، والحذر من تسليم أحد من أفراد الشعب السوري الذين تطلبهم الحكومة السورية؛ لأن ذلك إعانة على الظلم والقهر، ونشيد بموقف تركيا وأبناء لبنان لموقفهم باستضافة إخوانهم النازحين من حرب بشار وحزبه. 8- على العلماء الموظفين لدى السلطة السورية وبخاصة أهل السنة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أهليهم من أفراد الشعب السوري، وأن يحفظوا دمائهم وأعراضهم وأموالهم، وألا يسكتوا عن هذا الظلم فضلاً عن الوقوف مع الظالم الباغي، وأن يستعملوا مالهم من مكانة عند الحكومة بكف شرها عن الشعب السوري، فلعل هذا الموقف أن يكفر ما سبق من تخاذل أو تقصير، وأن يختموا حياتهم بالنصرة لإخوانهم، فذلك خير لهم في الدنيا والآخرة. 9- أن الواجب على أفراد الجيش والأمن بمختلف شعبه وأقسامه الكف عن قتل أهليهم وإخوانهم، فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وليست لحكومة ظالمة باغية، مصداقاً لقوله - سبحانه -: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}. 10- الابتلاء والامتحان سنة ربانية قدرها الله على عباده من الأنبياء الذين هم خير خلق الله في كل زمان، وأتباعهم الذين هم صفوة البشر بعد الأنبياء والرسل، وقد يكون في الابتلاء طهارة وتمحيص وتكفير للعباد من تبعة التقصير والخطأ والتخاذل، قال - تعالى -: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون} [الأنبياء: 35]. فاعلموا إخواننا في سوريا وفي كل مكان أن الله لا يقدر شراً محضاً، بل في مثل هذه الأحداث والمقاومات للحكومات المستبدة خير عظيم ورفع للظلم، وإن من أعظم الظلم محاربة شرع الله وعدم تطبيقه على عباد الله؛ {إن الشرك لظلم عظيم}، ولذا فلا بدّ من البعد عما يغضب الله أو رفع شعارات جاهلية قد تكون سبباً لتأخر النصر أو حرمانه. 11- يجب السعي بكل وسيلة ممكنة وبخاصة في الإعلام الحر لفضح التدخل الإيراني المباشر أو عن طريق عملائه؛ كالحزب المسمى بـ(حزب الله) في لبنان، وخطرهم على الأمة المسلمة لا يغيب عن منصف مطلع، علماً أن التجمع الصفوي الرافضي يسعى لدعم الحكومة النصيرية من أجل تحقيق السيطرة على سورية ولبنان، وهم متواطئون مع الغرب واليهود، كما حصل في العراق وغيرها لكل ذي عينين. 12- المطلوب من عموم الطائفة العلوية عدم الانقياد لجرائم النظام الباغي والانسياق معه في إبادة الشعب السوري، فان الأيام دول، وهم أقلية في الأمة فليحذروا العواقب، وقد عاملهم أهل السنة بالعدل منذ مئات السنين، ولا عبرة بمن شذ فظلم، ثم إن ظلم حكام سوريا وزمرته واقع على جميع الشعب السوري. وفي ختام هذا البيان: نَشيد بالموقف التركي الذي استقبل إخواننا النازحين من ظلم حكومتهم، كما نأمل من حكومة تركيا التدخل القوي والعاجل بالضغط على الحكومة السورية لإيقاف المجازر والمداهمات والحصار والتشريد والإبادة. فتركيا لها تاريخ سابق لا ينكر في قيادة الأمة ورعاية شئونها، وهي -ولله الحمد- تمتلك قوة سياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة جداً، فعليها المسارعة للنصرة، فتدخلها معين -بإذن الله- على رفع المعاناة عن الشعب السوري؛ {والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، وسنة الله الجارية: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}، والنصر قريب -بإذن الله-، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين،، صدر من رابطة علماء المسلمين يوم 10/شعبان/1432هـ رئيس الرابطة: الأمين الحاج أمين عام الرابطة: ناصر بن سليمان العمر
محمد لطفي الصباغ
رابطة علماء أهل السنة
مايكل مور
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة