وول ستريت جورنال
تصدير المادة
المشاهدات : 4261
شـــــارك المادة
جي سولومون -ول ستريت جورنال
قال الكاتب "جي سولومون": "إن الولايات المتحدة رغم القمع الدموي الذي يشنه نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتظاهرين والذي بلغ عدد ضحاياه قرابة 1100 شخص، لا تزال تكتفي بعبارات الإدانة والاستهجان ولم يصدر عنها أي دعوة للأسد إلى التنحي عن السلطة". وأضاف في مقاله الذي نشرته وول ستريت جورنال الأميركية: "أن الرئيس باراك أوباما الذي حلم يوما ما بأن في إمكانه تحويل الأسد من عدو إلى حليف، لم يصل بعد إلى مرحلة التخلي عن حلمه". ويرجع "سولومون" تمسك إدارة أوباما بالأسد إلى جهود بذلتها على مدى سنتين لإقناعه بالابتعاد عن عدو الولايات المتحدة الإقليمي إيران، كما تخللت تلك السنين وعود متكررة للأسد بالإصلاح. وفي الشأن الإسرائيلي بذلت الإدارة الأميركية أيضاً جهوداً مضنية لإقناع سوريا بالعودة إلى المفاوضات، بل إن مصادر مطلعة قالت: "إن السيناتور جون كيري -مبعوث أوباما غير الرسمي إلى الأسد- ناقش بشكل سري إعادة إحياء عملية السلام مع إسرائيل". طبيب عيون: وبما أن لدى هذه الإدارة مثل تلك الطموحات الكبيرة، فقد يفسر لنا هذا سبب تمسكها إلى حد الآن بطبيب العيون الشاب، وخريج جامعات لندن الذي أصبح رئيس سوريا عام 2000م خلفاً لوالده حافظ الأسد. وعندما اجتاحت المظاهرات المطالبة بالديمقراطية البلدان العربية، نستطيع أن نقول -مجازاً-: "إن الرئيس أوباما قاد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من يده إلى خارج القصر الرئاسي، وأرسل طائراته لتحاول المشاركة في إسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي، ولكن إلى يومنا هذا لم يصدر عن أي شخص في إدارة أوباما دعوة علنية للأسد إلى التنحي عن السلطة". يقول سولومون: "إن أوباما أتى إلى البيت الأبيض وكله طموح لبناء جسور مع أعتى أعداء أميركا بمن فيهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، إلا أن مستشاريه رأوا في بشار الأسد أكبر فرصة لتحقيق طموحات أوباما". ورغم دعوات الجمهوريين للإطاحة بالأسد فإن سولومون عزا إلى مسؤولين أميركيين قولهم: "إن الولايات المتحدة تخشى أن يؤدي سقوط الأسد إلى تفجر صراع مذهبي واسع النطاق، ويشاركهم في هذا القلق اثنان من حلفاء أميركا الإقليميين: تركيا والمملكة العربية السعودية". فتور وانتعاش: ويستعرض سولومون تطور العلاقات الأميركية السورية منذ مجيء أوباما فيقول: "لقد كانت العلاقات مع سوريا تمر بمرحلة فتور عندما دخل أوباما إلى البيت الأبيض، لأن إدارة الرئيس السابق جورج بوش اتهمت سوريا بتسهيل مرور مقاتلي القاعدة إلى العراق عبر أراضيها، وأنها تعمل على تطوير أسلحة نووية سراً بالتعاون مع كوريا الشمالية". وقد لا نجد ما يبرهن على تطور العلاقات مع سوريا من استذكار عشاء زوجة الرئيس الأسد وزوجة كيري في مارس/ 2009م في أحد مطاعم دمشق العتيقة على بعد أمتار من موقع يعتقد بأنه يضم رفات يوحنا المعمدان. ورغم الانتكاسة التي مرّت بها العلاقات في مايو/2009م نتيجة دعم النظام السوري للجماعات المتشددة والتي أدت إلى إعادة العقوبات الأميركية ضد النظام، فإن كيري قاد حملة إصلاح الأوضاع ونجح في ذلك، حتى إن الوفود إلى سوريا أخذت طابعاً رسمياً بعد ذلك بقيادة جورج ميتشل الذي كان في وقت ما يمتلك في يديه خطة لإنهاء الصراع الإسرائيلي السوري بشأن الجولان. وبالعودة إلى الوقت الحاضر، يقول سولومون: "إن إدارة أوباما -كما هو الحال مع كيري- غير مهيأة للتعامل مع الانتفاضة التي ضربت سوريا في الأسابيع الأخيرة". ويعتقد الكثير من المسؤولين الأميركيين أن نظام الأسد قمع الحراك السياسي الذي أتى على النموذج التونسي والمصري. وفي 19/ مارس الماضي ورغم الوضع الملتهب في سوريا والمنطقة العربية، وقف كيري في واشنطن وكال المديح للأسد، وبعدها أشعلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون غضب ناشطي حقوق الإنسان السوريين عندما أيدت ما ذهب إليه كيري وقالت: "إن الأسد قد يتبنى إصلاحات سياسية". عقوبات: وعندما اتسعت دائرة المواجهات بين الشعب السوري ونظام الأسد نأت الإدارة الأميركية بنفسها وفرضت عقوبات على بشار الأسد شخصياً وعلى عدد من مساعديه والمقربين منه، كما اعترفت بأن فرصة التوصل إلى اتفاق سلام بين نظام الأسد وإسرائيل أصبحت شيئاً من الماضي. ولكن رغم ذلك فإن طريقة تعاطي الإدارة الأميركية مع النظام السوري تغضب ناشطي حقوق الإنسان الذين اجتمعوا في تركيا مؤخراً، وأبدوا مخاوفهم من استمرار تمسك الإدارة الأميركية بالرئيس السوري. يقول الناشط عمار عبد الحميد الذي يتخذ من واشنطن مقراً له: "المشكلة هنا أن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تعطي الشرعية لبشار الأسد وغير متناسبة مع موقف الشعب الذي يتظاهر في الشارع".
المصدر: موقع الجزيرة نت
فكرت بيلا
عربي 21
زاكري لوب وجوناثان ماسترز
فورين بوليسي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة