محمد كناص_الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3138
شـــــارك المادة
إيحاءات جنسية، وحذف لواء الإسكندرون من الخريطة، والخطأ في الاقتباس من الكتاب المقدس، ونشر قصائد سطحية ركيكة، ذلك بعض ما ميّز المقررات الدراسية لنظام بشار الأسد، وأثار سخرية سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أثار غضب مؤيدي النظام. فقد تضمنت بعض تلك المناهج الجديدة إيحاءات جنسية في كتب المرحلة الابتدائية حيث أظهر أحد الكتب طفلا وهو يتحدث عن "لطف" صاحب الدكان معه إذ أعطاه قطعة من الحلوى غالية الثمن وأوصاه ألا يخبر بذلك أحدا. بل إن المقرر ولفهم النص يطرح سؤالا على الأطفال الإجابة عليه وهو وصف شعور الطفل بعدما عامله البائع بتلك الطريقة. أيضا، وفي ما يخص الخريطة الجغرافية لسوريا، حُذف لواء الإسكندرون من الخريطة، وهو منطقة جغرافية تقع على البحر الأبيض المتوسط وتتنازع ملكيتها سوريا وتركيا، وتعدها سوريا جزءا منها وتصفها "باللواء السوري الـ15"، أما تركيا فتخضعها فعليا لسيادتها وإدارتها المباشرة منذ عام 1939، عندما ضمتها إلى أراضيها وأطلقت عليها اسم "ولاية هتاي". وبعدما اكتشف مؤيدو النظام ما وقع في الخريطة قدمت وزارة التربية الوطنية اعتذارا ووعودا في جريدة البعث الرسمية بإعادة النظر فيها. التربية المسيحية لم تخل أيضا من "أخطاء" حيث تداول مؤيدو النظام صورا من تلك الكتب على صفحات التواصل الاجتماعي يعبرون فيها عن غضبهم الذي طال نصوصهم الدينية التي يؤمنون بها، ومنها على سبيل المثال تغيير كلمة "منزل" في الكتاب المقدس وجعلها "الفندق"!
الفيل يستحم ! وشكلت القصائد الشعرية في المناهج المدرسية الجديدة مادة دسمة للسخرية في أوساط مؤيدي النظام وحتى معارضيه، حيث استبدل النظام من القصائد الشعرية المعروفة التي كتبها شعراء مشهورون ودُرست قصائدهم على مدار عقود في سوريا قصائد لشعراء بالكاد سمع بهم السوريون، وذلك فقط لأنهم أثبتوا ولاءهم للنظام. وتميزت تلك القصائد بالركاكة والسطحية، ووصفت بـ "الطلاسم"، وبينها قصدة "الفيل يستحم" وجاء فيها "طش طش.. انهمرَ الماءُ.. حلت ضوضاءُ.. إش إش.. قال المحار.. الجبلُ انهار.. النورسُ قال.. يبدو زلزال.. هربَ التمساح.. من دونِ صِياح)!
شاعر "إرهابي" من أكثر ما أثار حفيظة مؤيدي الأسد ما قالوا إنه تسلل أحد "شعراء الإرهابيين" إلى المناهج الجديدة، حيث وردت قصيدة للشاعر ياسر الأطرش، من مدينة سراقب بريف إدلب الخارجة عن سيطرة النظام، في كتاب القراءة بالمرحلة الابتدائية، وفيها يشبه الشاعر ياسر الأطرش المدرسة بالأم التي ترحب بالطلاب في عامهم الدراسي الجديد. إلا أن موقف الأطرش المعارض للأسد جعل مؤيدي النظام وحتى أعضاء في مجلس الشعب السوري يستشيطون غضبا ويطالبون بحذف القصيدة ومحاسبة وزير التربية، وبالفعل استجاب النظام لمطالب مؤيديه. في هذا السياق قال الشاعر ياسر الأطرش للجزيرة نت إن القصيدة التي كتبها لا تحمل أي مدلول سياسي، وهذا إقحام للمناهج من قبل النظام في حقل السياسة. وأوضح الأطرش أن المحتوى التعليمي الذي أعده النظام جاء ليتناسب مع النظرية التي وضعها بشار الأسد في خطابه الأخير عندما تحدث عن الربح الذي حققه نظامه بعد سبع سنوات من الحرب وتهجير وقتل الملايين ألا وهو "المجتمع المتجانس". وحسب الأطرش فتلك المناهج جاءت لصناعة أجيال تتمم وتخدم "المجتمع المتجانس"، حيث لا يوجد فيها من يخرج عن رؤية الأسد ونظامه. وكتبت صحيفة الوطن السورية المقربة من مراكز صنع القرار أن الأخطاء التي ميزت مقررات دراسية هي هفوات ستعمل وزارة التربية على تجاوزها، وحسب تصريح عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود لصحيفة الوطن، فإن الوزير اعترف بتلك الأخطاء وقال إنه لن يقبل بوجودها في المناهج الدراسية. ولا تزال مناطق المعارضة تعتمد المناهج القديمة بعد حذف كل ما يمجد النظام فيها أو يشير إليه.
المرصد الاستراتيجي
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
مجلة العصر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة