..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

تقارب تركي-إيراني، ومحاولات لاستقطاب الأردن للتحالف الجديد

المرصد الاستراتيجي

١٢ سبتمبر ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3607

تقارب تركي-إيراني، ومحاولات لاستقطاب الأردن للتحالف الجديد
000_Nic6290376-630x350.jpg

شـــــارك المادة

تتظاهر الولايات المتحدة وحلف الناتو أن تركيا لا زالت حليفا موثوقاً للغرب، وفي واشنطن تتصرف إدارة ترامب كما لو أنها تجري اتصالاتها بصورة اعتيادية مع الرئيس أردوغان وقادة جيشه، وفي زيارته لأنقرة (23 أغسطس) حاول وزير الدفاع الأمريكي ماتيس التظاهر أن العلاقات تسير كما هو معتاد؛ إلا أن العلاقات بين البلدين تشهد حالة من التوتر يحرص الطرفان على إخفائه.
فقد جاءت زيارة ماتيس لأنقرة عقب زيارة قام بها كبار قادة المؤسسات العسكرية الإيرانية  برئاسة رئيس الأركان الجنرال محمد باقري يرافقه قائد القوات البرية للحرس الثوري محمد باقبور  ونائب وزير الخارجية إبراهيم رحيمبور (15 أغسطس)، وأجروا أحاديث مطولة مع أردوغان ومع رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال خلوصي أكار فاختلفوا في بعض المسائل وتوافقوا حول سبل شن عمليات مشتركة ضد أكراد العراق وسوريا.
وفي  أثناء زيارته للأردن (21 أغسطس) صرح أردوغان عن إمكانية شن عملية عسكرية  مشتركة في مواجهة حزب العمال الكردستاني في منطقة قنديل على طول الحدود العراقية الإيرانية، مؤكداً أن العمل المشترك مع إيران أمر وارد جداً، وتم بالفعل إيفاد رئيس هيئة الأركان التركي برفقة وفد عسكري رفيع إلى طهران (24 أغسطس) لإتمام المفاوضات التي بدأت في أنقرة بهذا الشان.
وجاء الإعلان عن زيارة الوفد التركي بعد يوم واحد من زيارة ماتيس للعاصمة التركية، حيث لم يعد بوسع واشنطن إنكار قيام أحد أعضاء الناتو بالتنسيق والتعاون الأمني والعسكري مع الحرس الثوري الإيراني والسعي لشن عملية عسكرية مشتركة تستهدف الأكراد الذين يعتبرون حلفاء واشنطن الأوثق في محاربة داعش.
وتشير مصادر أمنية مطلعة إلى أن أردوغان قد عرض على الملك عبدالله الثاني فكرة الانضمام لمركز قيادة سورية-إيرانية-تركية لتنسيق العمليات العسكرية في سوريا، بصورة مستقلة عن مراكز القيادة الأمريكية المتواجدة في سوريا.
وأبدى أردوغان تعاطفه مع المخاوف الأردنية حيال اقتراب الميليشيات الإيرانية من الحدود الأردنية، موضحاً للملك عبدالله أن الطريقة الأمثل لمعالجة تلك المخاوف تكمن في التخلي عن الإسرائيليين، ومد يد التعاون مع المحور الروسي-التركي-الإيراني، خاصة وأنه لم يعد بالإمكان الوثوق بالقوات الأمريكية وحلفائها الغربيين الذين ينسحبون من المواجهة مع داعش.
ويبدو أن الملك عبدالله يفكر ملياً بتلك المقترحات وتبعاتها، فقد لاحظ المراقبون أنه وعلى الرغم من تزامن زيارتي ماتيس وأردوغان لعمان؛ إلا أنه لم يتم دعوة الوزير الأمريكي للقصر الملكي رغم أن زيارته هي الأولى له منذ أن تقلد منصب وزير الدفاع.
وعلى ضوء توقيع اتفاقية التعاون العسكري التي تم إبرامها بين رئيسي هيئة الأركان العامة التركية والايرانية خلوصي أكار ومحمد حسين باقري يوم 17 أغسطس؛ تشير المصادر إلى أن أردوغان قد استخلص من خلال تجربته العميقة في سوريا بأنه من الأفضل التفاهم مع إيران فيما يتعلق بالمسألة الكردية، حيث تتطابق مصالح أنقره مع مصالح طهران، إذ يعيش في كلا البلدين عدد كبير من المواطنين الكرد، الذين يرغبون في إنشاء دولة كردستان الكبرى على حساب أجزاء من أراضي إيران وتركيا وسوريا والعراق.
كما وجدت أنقرة وطهران مجالاً آخر للتفاهم بينهما، حيث تبدي الدولتان اهتماماً بالتعاون في استخراج النفط والغاز وعمليات نقله، وكانت إحدى أهم نتائج اجتماع رئيسي تركيا وإيران جرى في إسلام آباد الاتفاق على مشاركة أنقرة في تطوير أغنى حقول النفط والغاز في إيران، ويعمل أردوغان على إدارة لعبة جغرافية سياسية معقدة، تتمثل في مواجهة خطر المشروع الكردي الانفصالي، وتحويل تركيا من الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي إلى الإيراني بصورة تدريجية، والحصول على مساعدة طهران لكي تصبح تركيا حلقة وصل مركزية للغاز المتدفق من بلدان آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبي. وذلك للظهور أمام الأوروبيين بأنها هي الضامن الرئيس لأمن الطاقة في أوروبا، ودفعهم إلى استئناف المفاوضات حول انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي.
ووفقاً لتقرير "ديبكا" (1 سبتمبر 2017) فإن الزيارة التي قام بها قائد أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري قد أفضت إلى التوصل للاتفاق على ضمان استعادة قوات نظام الأسد السيطرة على الحدود الشمالية لسوريا وإفشال الاستفتاء الكردي المزمع في 26 سبتمبر، ومنع مشروع "روجافا" الذي يطمح الأكراد لتحقيقه بمساعدة واشنطن.
وتحدثت مصادر مطلعة عن نية أنقرة شن عملية عسكرية جديدة يطلق عليها: "عملية سيف الفرات" تهدف إلى إنهاء سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)  على منطقة عفرين السورية الشمالية المعزولة، حيث بدأت أنقرة في تنفيذ ضربات محدودة ضد عفرين، وذلك بالتزامن مع اتصالات رفيعة المستوى تجريها القيادة التركية مع النظام وحلفائه الإيرانيين، ومن المتوقع أن يصل رئيس الأركان الروسي، فاليري جيراسيموف، إلى العاصمة التركية لمناقشة مصير إدلب وعفرين.

 

للاطلاع على التقرير كاملاً: التقرير الاستراتيجي العدد 47
إعداد: المرصد الاستراتيجي 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع