معارك الغوطة الشرقية : كسر لشوكة الاحتلال وعرقلة لمسلسل التهجير "بيرقدار" لموقع نور سورية: النظام يخوض حرباً نفسية ضد الأهالي بغية تهجيرهم قسرياً

الكاتب : أسرة التحرير
التاريخ : ١٥ ٢٠١٧ م

المشاهدات : 3280


 معارك الغوطة الشرقية : كسر لشوكة الاحتلال وعرقلة لمسلسل التهجير

عانت غوطة دمشق الشرقية من حصار طويل خانق على مدار أربع سنوات، خاض الثوار خلالها معارك عديدة لمنع قوات النظام والميلشيات الحليفة له من السيطرة على المنطقة، وتهجير أهلها أسوة ببقية مناطق ريف دمشق.

وضغط النظام بكل ثقله في ثمانية الأشهر الأخيرة دون أن تسفر هجماته اليومية عن أية مكاسب، وترجع استماتة الأسد في السيطرة على الغوطة حسبما ذكر الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام "حمزة بيرقدار" لموقع نور سورية" ترجع إلى أهميتها الاستراتيجية الكبيرة، فهي المدخل الجنوبي الشرقي للعاصمة، وتشرف بشكل مباشر على مطار دمشق الدولي، المهم عسكرياً للنظام، فضلاً عن اتصالها المباشر بالطرق الصحراوية المؤدية إلى درعا والسويداء باتجاه الأردن، ومن جهة أخرى باتجاه الحدود العراقية، إضافة إلى كونها خزاناً زراعياً استراتيجياً مهماً لأهالي الغوطة الذي أنقذ سكانها من الموت جوعاً، بسبب حصار قوات النظام لأربعة أعوام ونيف.
وحسبما أفادت مصادر مطلعة فإن نظام الأسد استقدم تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ثكنة الدفاع الجوية بضاحية الأسد الجنوبية، على أطراف الغوطة، تمهيداً لحملة عسكرية ضخمة، بالرغم من توقيع اتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار في 30 من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
معارك استنزاف:
وفي أثناء ذلك يخوض جيش الإسلام معارك شرسة -بمؤازرة حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن- ضد ميلشيات العدو التي تتألف من قوات النظام وميلشيا حزب الله وحرس النظام الجمهوري وجيش التحرير الفلسطيني، حيث تحاول هذه القوات – بتغطية جوية روسية - اقتحام منطقة المرج في الغوطة من أربع جهات:جبهة أوتستراد دمشق-حمص، جبهة حوش نصري، جبهة حزرما-النشابية، و جبهة البلالية.
وشكل جيش الإسلام -بالإضافة إلى بقية الفصائل المرابطة- حصناً منيعاً حال دون إحراز نظام الأسد وميلشياته أي تقدم في المنطقة، رغم أن تلك القوات كثفت من هجماتها بواقع هجومين يومياً.
و وفقاً لحصيلة نشرها المكتب الإعلامي لجيش الإسلام فإن المعارك استنزفت قوات الاحتلال و أسفرت منذ مطلع العام الحالي عن مقتل 315 عنصراً للنظام بينهم 5 ضباط، وإعطاب وتدمير 18 دبابة، بالإضافة إلى تدمير عربتي بي إم بي و3 مدافع ثقيلة و رشاش، وإعطاب 4 بلدوزرات وإسقاط طائرتي استطلاع.
من جهته أكد الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام "حمزة بيرقدار" لموقع نور سورية : " أن النظام يحاول أن يمارس على أهالي الغوطة ضغطاً نفسياً لتهجيرهم قسرياً، بعد أن تفرد بالغوطة، وأفرغ بقية مناطق ريف دمشق من مقاتليها"
وأوضح "بيرقدار" أن الثوار يعملون وفق خطة تم وضعها تتناسب مع الإمكانات والظروف المحيطة بهم، مؤكداً صمودهم في وجه هذه الهجمة الشرسة".
ويرى محللون عسكريون أن قوات الأسد والميلشيات الطائفية تنتهج خطة الأرض المحروقة، لعدم قدرتها على التوغل في أرض مكشوفة، وتقوم هذه الخطة على إمطار مواقع الثوار بمئات القذائف المدفعية، بغية إرباكهم وخلق ثغرة يمكن اختراقها، إلا أن هذه الخطة لم تنجح حتى الآن، ويرجع "بيرقدار" ذلك إلى صمود الثوار خاصة وأنهم أبناء المنطقة والأدرى بشعابها.
مواجهات عنيفة وصمود أسطوري:
وكان الثوار قد أطلقوا خلال شهري آب وأيلول الماضيين معركة ذات الرقاع التي تُعدّ من أنجح المعارك القائمة على التخطيط العسكري، نظراً للخسائر الكبيرة في صفوف قوات النظام، قياساً بخسائر "جيش الإسلام" الضئيلة، كما أن هذه المعارك أربكت قوات النظام وقلبت معادلات النصر والهزيمة، حيث أسفرت عن مقتل 400 عنصر من قوات النظام والميلشيات الطائفية، وتدمير 11 دبابة، وإعطاب ثمان، وتدمير 5 مدافع، واغتنام دبابتي إنقاذ و"تركس" بينما خسائر جيش الإسلام لا تذكر.
وخلال سبعة أشهر خاض الثوار معارك استمرت 210 يوماً قتلوا فيها 1.328 عنصراً للنظام وأسروا 6 آخرين، كما أفشلوا 325 اقتحاماً، وشنوا 67 هجوماً، وكبدوا قوات النظام خسائر ثقيلة، حيث دمروا 63 دبابة و12 عربة بي إم بي، و5 شيلكا، كما أسقطوا مروحية وأعطبوا 24 بلدوزراً.
ويخشى نحو نصف مليون إنسان في الغوطة من أن يلقوا مصير أهالي بلدات أخرى كداريا وقدسيا والمعضمية و وادي بردى، والذين أجبروا على الخروج من أرضهم والتوجه شمال البلاد بعد إطباق فكي الحصار والموت عليهم.
ورغم أن نتائج المعارك الحالية لاتصب في مصلحة النظام، إلا أن الصمت الدولي المطبق عما يحصل في الغوطة من جهة، والدعم الروسي الإيراني السخي من جهة أخرى، قد يقلب معادلات اليوم ويضع الثوار في موقف محرج.
 

المصادر: