من دمشق صَدَرَ العلماء.. وكريم راجح ليس بدعاً من القوم

الكاتب : عبد الله الحريري
التاريخ : ٩ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 10507


من دمشق صَدَرَ العلماء.. وكريم راجح ليس بدعاً من القوم

دمشق عاصمة الأمويين، والعلم والعلماء، والحضارة والثقافة، والشعر والأدب، والفقه والسياسة والحياة.
ففي الماضي كان العلماء فيها، ووَفَدَ طلاب العلم والأخيار إليها، وفيها ارتووا، وعنها صدروا وتصدروا مجالس العلم والعلماء من أمثال:

الذهبي، والمزي (من المزة)، والزملكاني (من زملكا)، والداراني (من داريا)، وابن الكمال، والعز بن عبد السلام.

 


وفيها تعلم أئمة أعلام من أهل حوران من أمثال:
ابن القيم، وابن كثير، والنووي، والأذرعي، وابن أبي العز الحنفي، وغيرهم، وغيرهم كثير عاشوا فيها، وتعلموا وعملوا وصنّفوا، وصدعوا بالحق قولاً وفعلاً.
وفي العصر الحديث انطلق منها علماء ودعاة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وينشرون العلم الشرعي، ويحملون لواء الدعوة والإصلاح والجهاد.
ففي حقبة الاستعمار الفرنسي، كان للعلماء جهوداً جبارة فيما سبق ذكره، ومن ذلك ما قام به الشيخ علي الدقر، والشيخ هاشم الخطيب بما سمي وقتها بـ"نهضة المشايخ"، فأنشؤوا (الجمعية الغراء)، التي افتتحت عدداً من المدارس، تخرج منها الكثير من الوعاظ والخطباء، الذين نشروا الوعي الشرعي في بلاد الشام طوال نصف قرن فكان منهم:
الشيخ حسن حبنكه، والشيخ عبد الكريم الرفاعي، والشيخ أحمد المقداد البصراوي الملقب بـ"الشافعي الصغير"، والشيخ نايف العباسي المؤرخ الفرضْي - رحمهم الله - جميعاً.
وشيخ هؤلاء جميعاً بدر الدين الحسني، الذي طاف مع الشيخ علي الدقر، وهاشم الخطيب سوريا يحثون الناس على الجهاد والقتال في سبيل الله.
ومن علماء دمشق، مفتي سوريا في عصره الشيخ الدكتور محمد أبو اليسر عابدين، وهو من شارك في الثورات السورية ضد الفرنسيين، وكان من أمهر الرماة.
والشيخ محب الدين الخطيب، والشيخ محمد كامل القصّاب أسَّسا اللجنة الوطنية العليا أيام الفرنسيين، تحولت بها دمشق وسائر المدن السورية إلى ثكنات عسكرية، وصارت الأمة أمة مسلحة. وانتقل القصّاب إلى فلسطين وتعاون مع الشيخ عز الدين القسّام في الإعداد للجهاد هناك. والشيخ محمد بهجة البيطار حامل لواء الدعوة في الشام والصادع بالحق.
والشيخ الدكتور محمد أمين المصري صاحب الدراسات الشرعية والتربوية، صاحب القول المأثور: "إن الطفل في الأسرة المسلمة، يجب أن ينام على أحاديث الجهاد ويستيقظ عليها".
والشيخ محمد عبد القادر المبارك، والذي وقف بقوة ضد المشروع العلماني في مجلس النواب السوري بعد الاستقلال الأول.
والدكتور محمد خير العرقسوسي الذي سخّر علمه في خدمة إسلامه وتطويع علوم التربية وعلم النفس إلى مبادئ الإسلام الحنيف.
وخطيب الشام وأديبها الشيخ علي الطنطاوي الذي عطّرت أحاديثه العذبة الشاشات، وذكرياته عن الشام، وأهل الشام ملأت الدنيا.
والشيخ هاشم المجذوب الحرستاني، إمام مسجد السنجقدار والذي كان يلقب بـ"الشافعي الصغير"، والذي كان يلقّن البوطي الآيات القرآنية التي يتلعثم بها البوطي في درسه "فقه السيرة"، والذي أفتى بالثمانينات بمروق الطائفة النصيرية من الإسلام، وسجن على إثرها ما يقرب من خمس وعشرين سنة، ولم يكلف البوطي نفسه في التوسط له، أو السؤال عنه بله زيارته!!.
هذه هي الشام، فيها أئمة أعلام أولياء لله، مما حدا بابن تيمية، أن يحلف بالله لجند الشام - يوم غزى التتار بلادهم- أنهم المنصورون، تصديقاً لخبر الرسول –صلى الله عليه وسلم-، عن الطائفة المنصورة في بلاد الشام.
وبعد هذا وذاك فلا يصح شرعاً، ولا يجوز عرفاً، أن تكون دمشق الأموية الأبية العصية على الباطنية مركزاً للصفوية المجوسية، المزدكية، والشبيحة الطائفية.
ولا أن ينطق فيها حبش أو حنش، أو أن يخطب على منابرها البوطي، ويكذب على الله، وعلى عباد الله، جهاراً نهاراً، في النوم واليقظة، منافحاً في ذلك عن ملك بشار وآل الأسد.
فدمشق قلعة الإسلام في القرون الأولى، واستمرت على هذه الشاكلة، تردُّ العاديات، وتغيث عند الملمات، وقائدة الأمة عند الكبوات، وستبقى -بمشيئة الله- إلى آخر الدهر، مركزاً للعلم والهدى والنور، والصدع بالحق، ومحطمة لرؤوس الدجاجلة إلى أن ينتهي الأمر بنزول عيسى بن مريم - عليه السلام -، عند المنارة البيضاء، شرقيّ دمشق، فيطلب كبير الدجاجلة -المسيح الدجال- فيدركه بباب لدّ فيقتله.

المصدر: أرفلون نت

المصادر: