نشرة أخبار سوريا- الثوار يستعيدون مناطق خسروها في ريف دمشق ويسيطرون على حاجزين بريف حماة، ونظام الأسد سيشارك في مفاوضات آستانا -(9-1-2017)

الكاتب : أسرة التحرير
التاريخ : ١٠ ٢٠١٧ م

المشاهدات : 2847


نشرة أخبار سوريا- الثوار يستعيدون مناطق خسروها في ريف دمشق ويسيطرون على حاجزين بريف حماة، ونظام الأسد سيشارك في مفاوضات آستانا  -(9-1-2017)

عناصر المادة

جرائم حلف الاحتلال الروسي - الإيراني - الأسدي:
عمليات المجاهدين:
الوضع الإنساني:
نظام أسد:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء المفكرين والصحف:

39 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي معظمهم في دمشق وريفها، ونظام الأسد يواصل حملته على قرى وادي بردى، بينما حزب الله يمنع العائلات من الخروج، من جهتهم الثوار يستعيدون كتيبة الصواريخ في حزرما بريف دمشق، ويسيطرون على حاجزين بريف حماة، وتقرير يوثق إلقاء النظام 12958 برميلاً متفجراً، وتدمير روسيا ونظام الأسد نحو 1200 مركز حيوي مدني، وفي الشأن الإنساني: منح دراسية للسوريين في الأردن ابتداءً من 5 يناير الجاري،وأهالي دير الزور يطالبون بتحييدهم وإيقاف القصف العشوائي عليهم، أما دولياً: بشار الأسد مستعد لخوض مفاوضات أستانا لكنه يجهل موعدها والأطراف الممثلة للمعارضة.

جرائم حلف الاحتلال الروسي - الإيراني - الأسدي:

39 قتيلاً (تقبلهم الله في الشهداء):
وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 39 شخصاً -يوم أمس الأحد- على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي، معظمهم في دمشق وريفها، بينهم سيدتان.

وقد توزع الضحايا على مدن وبلدات سوريا كالتالي:
16 شخصاً قضوا في قصف على وادي بردى بريف دمشق، و13 في حلب، و4 في حمص، و3 في كل من الحسكة ودير الزور

10 صواريخ أرض أرض على وادي بردى، وحزب الله يمنع العائلات من الخروج:
واصلت قوات النظام وحزب الله استهدافها قرى وادي بردى بالقنص وقذائف الهاون، حيث أشار ناشطون إلى سقوط أكثر من عشرة صواريخ أرض أرض على المنطقة دفعة  واحدة.
وصدّ الثوار هجوماً هو الأعنف لقوات النظام  ومليشيا حزب الله على محاور قرى الحسينية وعين الفيجة وكفير الزيت وبسيمة في وادي بردى، في حين دمروا  دبابة وقتلوا طاقمها على جبهة كفير الزيت.
وأعلن الإعلام الحربي التابع لقوات النظام أمس الأحد إنهاء الهدنة في قرى وادي بردى بريف دمشق، وأفادت تقارير بأن الإعلان يأتي بعد رفض الثوار عرضاً من روسيا بسيطرة قوات النظام على نبع عين الفيجة الذي يغذي العاصمة دمشق بالمياه.
وفي سياق متصل منعت قوات النظام وحزب الله خروج مئات العائلات من قرى وبلدات وادي بردى بريف دمشق، وأكدت مصادر أن عدداً قليلاً من العائلات استطاع الخروج عبر حاجز على أطراف بلدة دير قانون في وادي بردى، بعد أن اضطرت لدفع مبالغ مالية كبيرة لقوات النظام وحزب الله التي تحاصر المنطقة.

قصف واشتباكات في ريف دمشق وحماة، والثوار يفشلون هجوماً ل"قسد" في ريف حلب:
قال ناشطون إن 4 مدنيين قتلوا وأصيب آخرون بجروح، نتيجة غارات شنتها طائرات التحالف الدولي على قرية "هتاش" بريف الرقة.
واستهدفت قوات النظام بلدة مضايا المحاصرة بصواريخ أرض-أرض مما أدى إلى إصابة 6 مدنيين بجروح، بينما قتلت امرأة وجرح اثنان في قصف مدفعي مكثق لقوات الأسد على قرى وادي بردى في ريف دمشق.
وتتواصل المعارك العنيفة في منطقة وادي بردى بين الثوار وقوات الأسد وميلشيا حزب الله، في محاولة للأخير للسيطرة على المنطقة، حيث تمكن الثوار من تدمير دبابتين وقتل وجرح عدد من عناصر الأسد، وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف جداً.
من جهة أخرى تستمر المعارك العنيفة على جبهة كتيبة الصواريخ في بلدة حزرما بالغوطة الشرقية، عقب تمكن الثوار يوم أمس من استعادتها.
وشهدت مدينتا اللطامنة وكفرزيتا غارات جوية، فيما طال قصف مدفعي لقوات الأسد قرى "عيدون والدلاك وتلول الحمر" بريف حماة، بينما طال قصف مدفعي "حي الراشدين وسوق الجبس" غرب حلب، تزامناً مع قصف على بلدتي "خان طومان وخلصة" جنوبي حلب.
وشن طيران الأسد غارات جوية استهدف فيها مدينة دركوش بريف إدلب، وفي درعا قصفت المدفعية الثقيلة والدبابات،أحياء درعا البلد جنوب سوريا، وسط اشتباكات متقطعة على جبهات حي المنشية، كما تعرض اللواء 52 في مدينة الحراك لقصف مدفعي مماثل.

وفي سياق متصل، تصدى الثوار لمحاولة تسلل فاشلة لميليشيا "قسد" في قريتي كلجبرين وكفر خاشر بريف حلب الشمالي.

عمليات المجاهدين:

كتيبة الصواريخ في "حزرما" بريف دمشق تحت سيطرة الثوار من جديد:
استعاد الثوار مساء أمس الأحد، مواقع كانوا خسروها في وقت سابق، قرب بلدة حزرما في غوطة دمشق الشرقية.
وأكد جيش الإسلام أنه -وبمشاركة بقية الفصائل- استعاد السيطرة على كتيبة الصواريخ قرب حزرما، بعد معارك أسفرت عن مقتل عدد من قوات النظام والمليشيات الطائفية، بالإضافة إلى تدمير عربة شيلكا وعربة بي إم بي، واغتنام عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة منها رشاش 14.5 ،واستعادة آليتين كانت قوات النظام قد استحوذت عليهما.

رداً على خروفات النظام: الثوار يسيطرون على حاجزي الطير والعكيدي بريف حماة:
سيطر الثوار -اليوم الاثنين- على حاجزي الطير والعكيدي الواقعين على أوتستراد السلمية-حمص، وذلك ضمن عملياتهم الهادفة للتخفيف عن حصار أهالي وادي بردى من قبل قوات النظام وميلشيا حزب الله.
وأكدت غرفة عمليات حمص أن الثوار سيطروا على الحاجزين بعد أن قتل الانغماسيون العشرات من قوات النظام، مشيرة إلى أن نسف حاجز العكيدي سهل في السيطرة عليه.
واغتنم الثوار خلال العملية كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والذخائر، فضلاً عن تدمير سيارة ذخيرة وآلية عسكرية.
وتأتي هذه المعركة رداً على خروقات النظام و الميليشيات الطائفية لاتفاق وقف إطلاق النار ومحاولة السيطرة على وادي بردى بريف دمشق .
وكان عدد من قادة الفصائل الموقعة على اتفاق أنقرة توعدوا بالرد على خروق ميليشيات إيران في مختلف المناطق السورية، معتبرين أن الهدنة انهارت بعد عجز روسيا عن الوفاء بوعودها عبر الضفط على إيران ونظام الأسد لإلزامهم بوقف إطلاق النار.

الوضع الإنساني:

منح دراسية للسوريين في الأردن، التسجيل عليها ابتداءً من 5 يناير الجاري:
أعلن الاتحاد الأوروبي عن منح لنيل درجة البكالوريوس في جامعة الزرقاء الأردنية وكلية القدس الواقعة في مدينة إربد الأردنية، وبدأ التسجيل لكلا المنحتين منذ 5 من يناير/كانون الثاني الجاري، على أن يستمر بقبول الطلبات لمنح البكالوريوس حتى24  من الشهر الجاري، و قبول الطلبات للتعليم التقني حتى 20 من ذات الشهر.
و حدد الاتحاد الأوروبي الممول لمشروع  EDU-Syria شروطاً يجب توفرها في المتقدمين، وهي: أن يكون الطالب من حملة الجنسية السورية و بحوزته شهادة اللجوء من مفوضية الأمم المتحدة، فضلاً عن حيازنه بطاقة أمنية ممغنطة، وأن تكون بحوزة الطالب الشهادة الثانوية العامة الأصلية مصدقة حسب الأصول، وأخيراً أن يكون الطالب قد تقدم بطلب قبول في جامعة الزرقاء أو كلية القدس، ابتداء من الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2016/2017، وحصل على الرقم المرجعي.
كما أشار الاتحاد إلى أن شروط القبول تخضع للقوانين والأنظمة المعمول بها في جامعة الزرقاء و كلية القدس، كما يتوجب على الطلبة الراغبين بالالتحاق بكلتا المنحتين الذهاب لجامعة الزرقاء "لدراسة البكالوريوس" والذهاب لكلية القدس "لدراسة التعليم التقني والمهني" من أجل الحصول على ورقة قبول مبدئي يقوم بإرسالها عبر طلب إلكتروني كطلب رسمي للحصول على المنحة عبر الرابط هنا

أبناء دير الزور بين مطرقة النظام وسندان التنظيم، مناشدات تدعو لتحييدهم:
ناشدت الفعاليات المدنية والثقافية والهيئات الإغاثية والإعلامية  بمحافظة دير الزور -في بيان لها- المجتمع الدولي والدول الإقليمية بالتدخل لوضع حد لممارسات كل من نظام الأسد، وتنظيم الدولة على المدنيين في المحافظة، التي يقطنها أكثر من 600 ألف مدني.
وأكد البيان أن المدينة تتعرض لحصار مزدوج من قوات الأسد وتنظيم الدولة، بالإضافة إلى استهداف المدنيين بكل أنواع القذائف بما فيها المحرمة دولياً كالعنقودية والفوسفورية الحارقة، فضلاً عن ممارسات تنظيم الدولة ضد المدنيين، التي لا توفر الحرق والذبح وتعذيب المدنيين والتنكيل بهم.
وطالب البيان بإيقاف القصف العشوائي وتحييد المدنيين وعدم استخدامهم كدروع بشرية، وتوفير أبسط مقومات الحياة، وأشار إلى أن نظام الأسد، لا يتورع عن قصف المدنيين تحت ذرائع تبدأ بوجود تنظيم الدولة في المنطقة وتنتهي باتهام أهالي المنطقة بالإرهاب، كما لفت إلى استخدام تنظيم الدولة للمدنيين، وإقامة مقراته بين بيوتهم، وزج الآلاف منهم في سجون وأقبية تحت الأرض.
وحول المساعدات المقدمة من قبل الأمم المتحدة، التي ألقيت جواً للمناطق المحاصرة، أشار البيان بذهاب غالبيتها للنظام وحلفائه، مع استمرار معاناة المدنيين من ويلات الحصار.
وعبر البيان عن الأسف عن قتل شعب كامل من قبل نظام مجرم، وتنظيم إرهابي، يكملها قصف من طيران النظام وحلفائه وطيران التحالف الدولي، تحت ذريعة محاربة الإرهاب،كما شدد على عدم اعتبار المدنيين حاضنة للتنظيم، مؤكداً أن أبناء دير الزور هم أشد من عانى من إرهاب التنظيم.

نظام أسد:

شبكة حقوقية: نظام الأسد وروسيا دمرا نحو 1200 مركز حيوي مدني العام الفائت:
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نظام الأسد وروسيا استهدفا مالا يقل عن 1198 مركزاً حيوياً مدنياً خلال العام المنصرم.
وقالت الشبكة الحقوقية -في تقرير نشرته أمس- إنها وثقت 1373 حادثة اعتداء على المراكز الحيوية، منها 761 للنظام، و437 حادثة لروسيا، فيما استهدف تنظيم الدولة 31 مركزاً، والتحالف الدولي 43 مركزاً.
ومن أبرز المنشآت التي اعتدي عليها: 421 من البنى التحيتة، 271 من المراكز التربوية، 224 من المراكز الدينية، 277 من المراكز الطبية، 109 من المربعات السكنية، 17 من المراكز الثقافية، 23 من الشارات الإنسانية الخاصة، 31 من مخيمات اللاجئين.
وذكر التقرير أن شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي شهد 120 حادثة اعتداء على منشآت حيوية مدنية، 81 منها للنظام، و28 لروسيا، و5 لقوات التحالف الدولي، وتركزت الاعتداءات على 36 من البنى التحتية، و36 من المراكز التربوية، و17 من المراكز الدينية، و14 من المراكز الطبية.

مروحيات الأسد ألقت 12958 برميلاً متفجراً على المدن السورية العام المنصرم:
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان -في تقرير نشرته اليوم- إلقاء مروحيات الأسد مالا يقل عن 12958 برميلاً متفجراً على مناطق سيطرة الثوار بسوريا العام الفائت.
وذكر التقرير - الذي يراعي معايير عالية في التوثيق – أن حصة محافظة ريف دمشق كانت الأعلى بواقع 6599 برميلاً متفجراً، تلتها محافظة حلب ب4045 برميلاً، ثم حماة ب909 ، وإدلب508، ودرعا 402 ، وحمص 338، واللاذقية 128، والقنيطرة 18، ودير الزور 8 ، والسويداء 3.
وشهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني أعلى نسبة براميل، حيث بلغت 1946 برميلاً، في حين بلغ في شهر يناير/كانون الثاني 1428 برميلاً متفجراً.
كما تسببت تلك البراميل بمقتل 635 مدنياً، منهم 166 طفلاً و86 سيدة، قضى 506 منهم في حلب، بينما قتل 45 مدنياً في دمشق، و25 مدنياً في حمص، نتيجة البراميل المتفجرة.
وأشار التقرير إلى تضرر ما لايقل عن 97 مركزاً حيوياً مدنياً نتيجة إلقاء البراميل المتفجرة، منها 23 مسجداً و12 مدرسة، 20 منشأة طبية، و8 سيارات إسعاف، ومركزاً ثقافياً و3 أسواق، بالإضافة إلى 5 محطات للطاقة، و17 مركزاً للدفاع المدني.
وسجل فريق الشبكة الحقوقية ما لايقل عن 648 برميلاً متفجراً خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، منها 341 برميلاً في ريف دمشق، و225 في حلب، أدت إلى مقتل 59 مدنياً بينهم 22 طفلاً، و11 سيدة، بالإضافة إلى تضرر 14 مركز حيوي مدني.

المواقف والتحركات الدولية:

دون أن يعرف متى ومع من!! بشار الأسد يعلن استعداده للمشاركة في مفاوضات أستانا:
أكد رأس النظام السوري، بشار الأسد، استعداد نظامه للمشاركة في مفاوضات "أستانا" التي ستنعقد في 23 يناير/كانون الثاني الجاري بالعاصمة الكازاخستانية.
وأدلى الأسد بتصريحات أظهرت جهله بتفاصيل العملية التفاوضية التي تديرها روسيا وإيران بالنيابة عنه، وذلك  في حوار خاص مع ثلاث وسائل إعلام فرنسية هي "فرانس آنفو" و"إر تي إل" و"إل سي إي" وبُث اليوم الاثنين.
وأوضح الأسد أن نظامه مستعد للتفاوض حول كل شيء، وأضاف: " كل شيء متاح وليست هناك حدود لتلك المفاوضات"
وحول مناقشة المحادثات المزمع عقدها لمنصب الرئيس في سوريا، سأل الصحافيون الأسد "هل أنت مستعد حتى لمناقشة منصبك كرئيس؟". فردّ رئيس النظام: "نعم.. لكن منصبي يتعلق بالدستور.. والدستور واضح جداً حول الآلية التي يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه".
وصرح الأسد بأنه لا يعرف مع من ستتفاوض حكومته في هذه المفاوضات وأن تاريخ بداية هذه المحادثات لم يتم تحديده بعد، وقال متسائلاً: "نحن نجهل حتى الآن من سيكون ممثلاً في هذه المحادثات، وهل سيتعلق الأمر بالمعارضة السورية الحقيقية؟
وكانت المعارضة السورية قد أكدت سابقاً أنّ محادثات أستانا ستكون بناء على بيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وينص بيان جنيف 1 على أن مستقبل سوريا السياسي سيكون من دون رأس النظام السوري بشار الأسد، وذلك من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات
وتعليقاً على تصريحات الأسد، قال رئيس المكتب السياسي لـ"تجمع فاستقم كما أُمرت"، زكريا ملاحفجي،إن "الأسد يوجّه رسائل لروسيا والمعارضة، لأنه يعلم أن أي شيء يصدر عن "أستانا" سيكون ملزمَاً به نتيجة الضغط الروسي، وبات يعلم أن روسيا لا يمكن أن تبقى داعمة له إلى ما لا نهاية، بل يجب عليه طرح حلول ترضي الطرفين"
وبيّن ملاحفجي أن "اجتماع أستانا سيقوم على ما توصّل إليه بيان جنيف 1، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات في سوريا من قبل المعارضة والنظام، وبالتالي يعني أن الأسد لا مكان له في مستقبل سوريا.

آراء المفكرين والصحف:

تكون المعارضة السورية أو لاتكون
الكاتب: معن طلّاع


مضت عجلة الحراك الثوري السوري إلى الأمام خلال ست سنوات طاحنة، تغيرت فيها ثوابت كثيرة، وشهدت تغييرات عديدة، وعلى المستويات كافة. ودخلت هذه العجلة في مراحل متعدّدة، اختلطت فيها لحظات الانتعاش مع الانكسار، الوجع مع الأمل، التمدّد والتقلص ...إلخ، وشهدت انعطافات وانتقالات متسارعة في مستويات عملها، واتسمت مآلاتها باحتمالات ظهور متغيّر، يمنحها هوامش عمل جديدة، يعيد خلط الأوراق، ويؤجل الحسم لأي طرفٍ كان، إلا أنه، وبعد زلزال حلب أخيراً، والتداعيات السلبية المتدحرجة على بنية المعارضة وتوجهاتها ووظائفها، وما لحقها من استثمار سياسي روسي، أنتج ما عرف بإعلان موسكو الذي يعرّف الملف السوري بالاتساق مع المخيال الروسي الصرف، فقد بات لزاماً على المعارضة السورية إدراك أزمتها العميقة، وطبيعة امتحاناتها الحالية والمؤجلة. حيث إنه، وعلى الرغم من أن أحد أهم قراءات نتائج معركة حلب بأنها نتاج طبيعي لتضافر (وتنامي) عدة سياقات، تتعلق بمفهوم "إدارة الأزمة"، أفرزت استفراداً روسيّاً أخلّ "التوازن النسبي" الذي كان متحكّماً في المعادلة العسكرية خلال سني الصراع المسلح، إلا أن أهم هذه القراءات وجوهرها يؤكد على العوامل الذاتية الكامنة وراء الخسارة الاستراتيجية لحلب، وفقدان عنصر التأثير في جيوب وجبهات كثيرة، لا سيما في الجنوب وحول العاصمة، وتتمثل في سياسة معظم فعاليات المعارضة (السياسية والعسكرية والمدنية والدينية) في دفع استحقاقاتها إلى الأمام، بغية التهرّب منها، لعدم امتلاكها القدرة على مواجهة تلك الاستحقاقات على المستوى البنيوي تارةً، ولعدم امتلاك القرار الوطني المفضي إلى مواجهة التحديات والامتحانات الداخلية تارات عدة.
وأمام أسئلة واقع "ما بعد حلب" التي لم تعد تقبل التأخير والتسويف والمماطلة، تتدافع ثلاث دوائر مهمة في المجال العام للمعارضة والثورة للإجابة عنها، فالأولى أتت من داخل الجسد العسكري، ولا سيما شقه الفصائلي "الإسلامي"، باحثاً عن "توحيد عابر للفصائلية"، إلا أنه يتجاهل قصداً تحديات الاندماج والتوحيد الفكري ومتطلبات مراجعة المستندات الناظمة لهذا العمل، فنجدها لا تزال تتجاوز الثورة لصالح مشاريع سلطة عقدية سياسية بديلة، ولا تراعي ما تكتنفه الجغرافية السورية من ارتكاساتٍ تتحمل بوصلات عمل هذه الفصائل الجزء الأهم منها، هذا البحث عن صيغ جديدة، بالمضامين الفكرية والسياسية نفسها، لا يخرج عن كونه حركة براغماتية ضيقة الأفق، ستجعل أسباب الحريق والتشظّي السوري مستمرة.
. .ينتظر من المعارضة السورية في هذه المرحلة أن تدرك خطورة بقائها كما كانت عليه (سياسةً وأدوات وهياكل)، وأن تجهد في اتباع استراتيجيات ثلاث. الأولى استيعاب الأزمة، والعمل على احتوائها عبر إبداء "التوازن" السياسي للحركة العامة، وعدم الإغراق بجلد الذات بهدف جلد الذات فقط، والتمسّك بأوراق القوة المتبقية في حوزتها، كالشرعية التمثيلية، سواء على المستوى السياسي الدولي والإقليمي، أو على المستوى المحلي ونماذج الحكم المحلي الناشئة، أو حتى ما هو متعلقٌ بتوازن الردع في دمشق ومحيطها، والابتعاد عن اندماجات غير متسقةٍ ومتسرعةٍ، تحمل في طياتها أسباب الانحلال والتصدّع النهائي، وذلك كله بالتوازي مع تفويض مجموعة ورش عمل مغلقة للتقييم والمراجعات والحسم في تعريف العلاقة مع كل المشاريع العابرة للثورية، وللتباحث أيضاً في آليات التغيير، وتذليل كل أسباب العطالة، وامتلاك مقومات الصمود والاستمرار.

تنبع الاستراتيجية الثانية أولاً من ضرورات صد استراتيجية النظام التي تطمح لتركيع مناطق سيطرة المعارضة في الوسط والجنوب السوري، عبر سلاح المصالحات، وذلك بإعداد خطةٍ متكاملةٍ لتحويلها إلى هدن تتوازن فيها شروط كل الأطراف، وتقوم على عنصرين رئيسيين، تثبيت جبهات الصراع بإشراف دولي، ووحدة مصير المناطق المهادنة، والتي ستضمن عرقلة سياسة الاستفراد التي ينتهجها النظام، كما ترتبط هذه الاستراتيجية عضوياً بخيار المواجهة الوجودي مع المشروع الإيراني، والعمل على الاستمرار بضربه سياسياً وعسكرياً. بينما تتعلق الاستراتيجية الثالثة بخيارات المواجهة الدبلوماسية، وقبول كل التحديات المفروضة، وعدم ترك أي شاغر في سياق أي مفاوضات محتملة، واستكمال أي أعمال تتعلق ببرامج ورؤى وآليات تنفيذية، تسهم في التغيير والانتقال السياسي. وهذا نابعٌ من ضرورات الحضور التي تفرضه الواقعية أولاً، والانتقال إلى أدوات النضال السياسي، بحكم التقهقر العسكري ثانياً.
ولعلي أختم بالقول إن كتب مؤرخي التاريخ في صفحاتهم أن المعارضة السورية استطاعت عبور هذا النفق المظلم، فذاك حكماً سيكون مردّه تبلور مفهوم الارتقاء إلى مستوى الحدث ومسؤولياته، ولقدرتها على العودة، والالتحام مع ثورة شعبٍ، يستحق العزة والحرية والكرامة. وإن لم يكتب أولئك المؤرخون ذلك، فلا تلومن المعارضة إلا نفسها، لأنها أضاعت الفرصة، وفشلت في امتحانها الوجودي، وساهمت، بشكل أو بآخر، في مأساة الوطن والمواطن السوري
 

 

العربي الجديد

 

 

 

المصادر: