مبادئ معلنة ومبادئ مبطنة

الكاتب : عمار النوري
التاريخ : ٢٢ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 6279


مبادئ معلنة ومبادئ مبطنة

تخلّى العالم عنّا وليس ذلك بغريب، أو أنه – ولأكون أكثر حيادية وموضوعية – مشى مع مصالحه سواء كانت مصالح اقتصادية أو سياسية أو غيرها. المهم أنّ العالم الحر تخلّى عن مبادئه المعلنة وكشف عن مبادئه المبطنة.

فمن كان يظن أن النصر من عند غير الله فليراجع نفسه أو لينسحب من الساحة، ومن كان يظن أن النصر من عند الله فلا يهن ولا يحزن فإنما هي أيام يداولها تعالى بين الناس ليعلم من آمن منهم وليمحصهم وليتخذ منهم شهداء.

 

 


خطوط حمراء تمّ تخطّيها، تهديدات عدّة تم "لحسها" وكأنها لم تكن، مجرم سورية يٌرَبّتُ على رأسه كالكلب المطيع ويقال له: "أحسنت بالانصياع لقرار تدمير الأسلحة الكيماوية"، وفي قرارة أنفسهم يهنّئون السفاح على ما قعل من تقتيل وتدمير وتذبيح وتشريد... فهم فيه شركاء.
الخطوط الحمراء استبدلت بأخرى خضراء، خضراء أو "كارت بلانش" Carte Blanche أن يعود المجرم لعادته ومهمته التي ابتدأها ولم يتمها بعد.
اقتل وشرّد وذبّح وهجّر من شئت، أعدنا لك عقارب الساعة، ولكن انتبه على الكيماوي فلا تدعه يصل لأيادي "غير أمينة"، فلا أيادي أمينة بنظرنا غير أياديك يا سفاح سورية، فافعل ما شئت حتى لو استخدمت أسلحة محرمة ولو كانت كيماوية، فيدك المجرمة مطلقة ولن يحاسبك أحد.
هذه هي الرسالة التي أظنها وصلت للسفاح المجرم وهي ما استقرأته من مقابلته مع الصحيفة الألمانية "دير شبيغل" Dear Spiegel، بغض النظر إن كان الغرب يعني مثل هذه الرسالة أم لا، ولن استغرب أبدا أن ساستهم يعنونها إذ "لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، ولكن أن يرضى بذلك من هم من جلدتنا ونتوجه معهم لقبلة واحدة، فهذا أمر مشين مخزي لمن تولّى أمورنا وسار بنا في اتجاه يخالف ما أمر به الله ورسوله.
لا ينحصر الأمر بسورية، بل يتعداها ليشمل كل مواقف تخص الإسلام والمسلمين. تخص فلسطين ومصر وتخص بورمة وكشمير وتخص غيرهم وغيرهم.
هناك من يقتل المسلمين من أبناء جلدتهم وحتى من جيوشهم، وهناك من يصفق ويهلل ويرقص لهم ويشجعهم سياسيا وماديا ومعنويا، وهناك من أخرس لسانه عن الصدع بكلمة الحق.... و "كل آتيه يوم القيامة فردا". 
فرح الصحابة رضوان الله عليهم لما سمعوه -صلّى الله عليه وسلم- يقول: "يحشر المرء مع من أحب" ويعقب راوي الحديث أنس –رضي الله عنه-  قائلا فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا. وهي بشارة والحمدلله لمن أحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحب من أحب رسول الله، أما من يقتل من أحب رسول الله وأما من يرقص ويهلل ويصفق له، فهذا الحديث لهم نذير أنهم سيحشرون مع من أحبوه وصفقوا له ودعموه ونصروه في هذه الحياة الدنيا.... فلينظر أحدنا من يخالل ولينظر أحدنا من يحب.
اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك والملائكة المسبحة بقدسك أني أحب رسولك -صلى الله عليه وسلم-، فاستعملني اللهم فيما تحب وفيما يرضيك.

 

المصادر: