حزب الله و حرب الاستنزاف

الكاتب : نجوى شبلي
التاريخ : ٢٥ ٢٠١٣ م

المشاهدات : 5056


حزب الله و حرب الاستنزاف

نستغرب كما يستغرب كلّ من يراقب المشهد السوري هذا الصمت الدولي المطبق والذي لاتقطعه إلا بعض التصريحات الهزيلة هنا وهناك عن ضرورة خروج حزب الله وإيران من سوريّة,وعدم تدخلهما فيما يجري في القصير وغيرها,وفي الوقت الذي يتدفّق فيه آلاف الشيعة إلى كلّ المدن السوريّة تحت سمع دول العالم وبصرها,بل أكثر من ذلك هو سكوت دولة النأي بالنفس عن هذا التدخّل, وإظهار عدم قدرتها على ضبط من من المفترض أن تكون لها السلطة عليهم وهم من رعاياها.

 

إنّ هذه المواقف الدولية تجاه ما يحدث مؤخرا في القصير تدفعنا للتفكير بأنّ هناك مخطّط ما ضدّ الثورة والدولة السوريّة يهدف إلى دفع حزب الله وإيقاعه بجريرة أعماله. إنّ الدولة اللبنانية التي لم تستطع لسنوات ماضية كبح حزب الله, وخاصّة بعد ما يسمّى حرب حزيران والتي سجّل فيها هذا الحزب نصرا وهميّا على إسرائيل, بل وأصبح يهدّد أمن الدولة اللبنانية, والتعايش بين أبناء الطوائف كلّها . كلّ ذلك يجعلنا نعتقد بأنّ هذه الدولة الضعيفة ربّما وجدت فرصة سانحة بتوريط حزب الله في حرب خاسرة ماديّا ومعنويا,بحيث تفقده مصداقيته في الممانعة والوطنيّة, كما هي فرصة لاستنزاف ترسانة أسلحته بيده, وبالتالي كسر شوكته في حرب مسرحها أرض سوريّة, والذرائع جاهزة, والمغامرون المندفعون بالحقد الطائفي جاهزون أيضا للقيام بهذه المهمّة. وإذا تجاوزنا دور الدولة اللبنانية,فإنّ إسرائيل لها مصلحة في هذا الصراع الدائر على أرض سوريّة, وفي إقحام حزب الله وإيران فيه, فالكلّ سيكون منشغلا عنها,وهي لا تأمن لا حزب الله, ولا إيران رغم العلاقات الظاهرة والخفيّة والتي أظهرت بعضها الأيّام والأحداث, وستظهر الأيّام غيرها, وكلّ هذا يجعل الدول الغربيّة بما فيها روسيا والولايات المتحدة تتغاضى عمّا يحدث في سوريّة, فهدفها هو أمن إسرائيل أوّلا, وهذا ما يجعل هذه الدول تعمل على إطالة أمد الحرب في سوريّة, وربّما تعمد إلى تسليح بعض كتائب المعارضة السوريّة المعتدلة كما تسمّيها, بحيث تكون النتيجة النهائية لا غالب ولا مغلوب, إضافة إلى تدمير الدولة السوريّة بكاملها في هذه الحرب الطائفية القذرة .

إنّ هذا العالم الظالم الذي يتشدّق ليل نهار بأهميّة الحفاظ على حقوق الإنسان ,بينما يرى المئات من أبناء الشعب السوري يتساقطون يوميّا بين قتيل وجريح في مجازر مروّعة تقشعرّ لها الأبدان, ولم يسبق أن حدث مثلها في أسوء مراحل التاريخ سوادا وإجراما ,يقوم بها اليوم بعض أبناء الشيعة الذين آتوا من كلّ مكان تحت شعار الجهاد المقدّس وحماية المراقد الشيعية, وقد تشبّعت نفوسهم حقا على السنّة وأهلها, وليس لهذا العالم من همّ إلّا الحفاظ على الدولة النشاز{إسرائيل } في هذه المنطقة . لقد فقد هذا العالم مصداقيّته ولم يعد الطفل الصغير قبل الكبير يثق به. إنّنا سئمنا من سماع الأكاذيب والوعود من هنا وهناك, وممّن يسمّون أنفسهم بأصدقاء الشعب السوري, والذين بدؤوا يتناقصون بعد افتضاح أمر صداقتهم,وليس أمام شعب عظيم كشعب سوريّة إلّا الصبر, والثبات, والاعتماد على الله أوّلا, وعلى النفس ثانيا, ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا .

المصادر: