سقوط الأقنعة

الكاتب : أبو أمجد
التاريخ : ١٣ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 7028


سقوط الأقنعة

في بداية الأمر كان الإسلاميون مستبعدون من العمل السياسي أو التدخل في شؤون الحكم في جميع الدول العربية والإسلامية.
طبعا ولا ندخل إيران في هذا. لأن مصيبتها أعظم وهي أنها دولة طائفية دكتاتورية لا تسمح بوجود مذهب إسلامي غير الاثنا عشرية الجعفرية، مع العلم أنه يوجد في طهران العديد من الكنائس اليهودية، لكن لا يوجد مسجد واحد لأهل السنة هناك.

 


وقلت الإسلاميين، أقصد بذلك الإخوان المسلمين والسلفيين بجميع أحزابهم وتشكيلاتهم السياسية والحركية ولم أقصد الشيعة.
لأن الشيعة في دول الربيع العربي لديهم دولة ترعاهم وتقدم لهم الدعم الكامل ماديا وسياسيا حتى جعلتهم يحكمون بالقوة ولكنهم لم يسقطوا طاغية واحدا، فضلا عن دعمهم لبعض الطغاة.
الآن أصبح الإسلاميون يحكمون دولهم وإن لم يكن ذلك بشكل كامل ومع وجود عوائق كبيرة  ومخذلين كُثر، لكن يتفق الجميع أن وضعهم الآن أفضل من ذي قبل.
وينتظر الشعوب الآن منهم: سد جوعهم وإعادة الكرامة الضائعة أو بالأصح المسلوبة منهم .
وينتظر العالم وبكل شوق نتيجة حكم الإسلاميين.
البعض ينتظر النتيجة ليثبت فشل الدين الإسلامي في حكم الشعوب. ليعلن انتصار العلمانية.
والبعض ينتظر النتيجة ليثبت أن الإسلام هو الحل.

أملنا في الله كبير وأتمنى أن لا يخيبوا ظننا فيهم، وكما أزال الله سبحانه الطغاة سيعيد بحوله وقوته حكم الإسلام.
أما في سوريا التي تشهد ثورته عداء لم يسبق له مثيل، فلعل في ذلك خير لهذه الأمة، وإن كان الوضع يجعل الولدان شيبا.
لكن ما عسى أن يفعل العاجز والمقعد وبقدر البلاء الذي يصيب إخوتنا في سورية يكون الأجر إن شاء الله.
ولعل ذلك يكون تمحيصا وتهذيبا ليبدأ عهد الشام الجديد، ولعل من ثمرات هذه الثورة أن أسقطت الأقنعة من على وجوه الرافضة في إيران وفي حزب اللاة في لبنان و الحوثيون في اليمن الذين أضجروا مسامعنا بالموت لأمريكا وهاهم اليوم يقتلون الشعوب التي تطلب كرامتها وأمريكا واليهود سالمون منهم .
وظهر وجه الغرب البشع لتلك الحكومات التي لا تتحرك ولا تلهث إلا وراء المادة والمال والمصلحة فلا إنسانية تحكمها ولادين يرعاها.
نعم سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه البشعة لعامة الناس على حقيقتها. وبدأ العد العكسي لانهيار دول الطغيان والفجور .
أصبح الجميع يعرف قواعد اللعبة الغبية. التي يلعبها اليهود مع إيران والتشابه الكبير بينهما.
أصبح الجميع يعرف أن إيران وإسرائيل يلعبان بنفس الطريقة والأسلوب. وأصبح الجميع يعرف أنه لولا إيران لسقط الأسد سقوطا مدويا ولولا اليهود المحتلون لما قام حكم عائلة الأسد واستمر اربعون عاما.
إيران وما أدراك ما إيران أستاذة الكذب بامتياز، التي تحتل جزر الإمارات ومع ذلك فالإمارات تهتم بتقوية العلاقات مع إيران وتوفر لإيران متنفسا كبيرا من خلالها في الاقتصاد وغير ذلك ويعيش الإيرانيون الرافضة في الإمارات أفضل مما يعيشون في بلدانهم . ولا نسمع ممانعة أو مقاومة للإمارات إلا في الإعلام.
في المقابل نلاحظ كيف تعامل حكومة الإمارات المتدينين من الأشقاء العرب بحجة الانتماء إلى حركة الإخوان المسلمين أو الإرهاب. مع أن الواقع يشهد أنهم لم يقوموا بأي عمل تخريبي ضد أي دولة من دول الخليج كالأعمال التخريبية التي يقوم بها الحرس الثوري.
ألا تلاحظ أخي القارئ بوجود تناقض .
ولو استقوت الإمارات بنفسها وحلفائها واستقوت بالسنة الذين يعيشون في أراضيها بدلا من مضايقتهم وترحيلهم لاستعادت أراضيها وحافظت علي سيادتها. ولكن يبدو أن الإمارات لا تريد لجزرها العودة إليها بل إنها تريد أن تهدي باقي أراضيها لإيران. 
وما يحدث في الإمارات ضد إيران يشبه تماما ممانعة نظام الأسد مع إسرائيل بخصوص الجولان. والفارق أن اليهود لا يرغبون في العيش في سوريا فالعيش في كنف حكومتهم خير لهم.
الثورة السورية في شامنا الحبيب أصبحت في حكم المنتصرة، على نظام الكفر الأسدي البغيض.
وبانتصارها سيتكتل الإسلاميون تكتلا عقديا دينيا عملاقا وبالمقابل سيصبح عملاء الغرب واليهود والأمريكان وإيران تكتلا قزما تتسارع انهياراته .
فمن حقق هذه الثورات ضد طغاة عتاولة، لا أعتقد أنه سينهزم أمام شراذم العملاء.
وأهم ما في الأمر أن الخطوة الأولى قد انطلقت، وسقطت الأقنعة.

المصادر: