نحن أكثر أخلاقا و التزاما من الذي يطالبنا بالتزام القوانين الدولية

الكاتب : حسان العمر
التاريخ : ٢٠ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 6622


نحن أكثر أخلاقا و التزاما من الذي يطالبنا بالتزام القوانين الدولية

الكثير يتكلم عن حقوق الإنسان و أخلاق الثورة و ميثاق الأمم المتحدة كلما قتل عدد من الشبيحة والمجرمين من الجيش أو غيرهم من رجال العصابة النصيرية الصفوية الحاكمة في سوريا
وكأننا لسنا في حرب بل في مباراة كرة قدم و يجب أن تكون أخلاقنا رياضية رغم أن الثوار في سوريا لم يقتحموا قرية أو مدينة ولم ينفذوا مذبحة جماعية بحق أهل المناطق النصيرية أو الموالية للنظام ومع ذلك نرى منظمات حقوق الإنسان والعلمانيين يتشدقون بحقوق الإنسان التي لم يروها تنتهك أصلا في سوريا إلا حين طبقت على من قتل من المجرمين


ولا أعلم كيف يجرؤ أمثال هؤلاء الذين فقدوا كل أخلاق و كل حياء أن يطالبوا من قتل أولاده أمامه واغتصبت نساءه و ذبح إخوانه و هدم بيته و شرد من بقي من عائلته أن يبقى لديه عقل حتى يطالبوه بالقوانين والمواثيق الدولية، وأين هذه المواثيق الدولية والقوانين عندما يذبح السوريين كل يوم بالمئات ببراميل المتفجرات والإعدامات الميدانية والقتل بأبشع الطرق التي لم نجد لها مثيلا سوى عند العصابة الحاكمة في سوريا،  ثم يطالبونا بحقوق الإنسان فهل هذه المواثيق هي فقط تنطبق علينا أفلا تنص هذه المواثيق على المنع والتدخل لإيقاف الإبادة العرقية والطائفية فلماذا لا زال لم يحال إلى الآن أحد من العصابة الحاكمة إلى المحاكم الدولية رغم هذه الإبادة التي نراها أمام أعيننا كل يوم وأمام الشاشات فمن يطالبنا بالتزام هذه القوانين عليه أولا أن يلتزم بها وأن يتعامل معنا كبشر يجب أن يتم حمايتهم لا كحشرات ضارة يجب إبادتها .

فقبل أن يطالبنا أحد بعدم قتل المجرمين والقصاص منهم عليه على الأقل أن يمنع قصفنا بالبراميل وأن يجد ملجأ للاجئين والطعام والملبس للنازحين وأن لا يعامل مثل هذا النظام على أنه شرعي ويصفه مندوب الأمم المتحدة الإبراهيمي بالسيد الرئيس.
فإذا كان مثل هذا العالم الفاقد للحياء والأخلاق إلى الآن يرى أن العصابة الحاكمة في سوريا شرعية ويمكن التعامل معها فكيف يطالبنا أن نلتزم القوانين وميثاق الأمم المتحدة الذي لم ننتهكه أصلا رغم أننا يجب أن لا نلتزم به لأننا نتعرض لحرب إبادة وحرب وجود ويجب أن ندافع عن أنفسنا وهذا أبسط العدل وهو أن نفعل بهم ما يفعلوه بنا على أقل تقدير إذا لم نتجاوز ذلك. لأننا مظلومين بينما نرى العكس هوالذي يحدث فنحن نلتزم بقوانين مثالية تقريبا للحرب ولم نقم و لا بمجزرة واحدة في مقابل مئات المجازر التي قامت بها العصابة الحاكمة في سوريا التي لا زالت شرعية في نظر النظام العالمي ورغم أن طلب الالتزام بالأخلاق بالحروب طلب مثالي و غير واقعي و لم تفعله حتى أكثر الدول تقدما حسب النظام العالمي
فنحن نرى أمريكا كمثل من أجل ثلاثة آلاف قتلوا في أمريكا بتفجير قد يكون معلوم أو غير معلوم من قام به ولكن بالنسبة لأمريكا وجهت التهمة لطرف معين ومع ذلك قامت باحتلال الدول وتدميرها وقتل آلاف الأبرياء و أنشأت جوانتنامو واعتقلت فيه الأبرياء دون محاكمة.
كل ذلك من أجل تفجير واحد فكيف يطالبنا النظام العالمي بالتزام الأخلاق والقوانين و ميثاق الأمم المتحدة ومن يوجد في أراضيهم مقر الهيئة لم يلتزموا فيه و نحن تعرضنا لما لا يقارن بأي حال من الأحوال بما أصابهم
نحن نلتزم بالأخلاق لأنها نابعة من ديننا وإسلامنا قبل كل شيء و ليس لأنها موجودة في قوانين لايريدون سوى منا تطبيقها ونحن نلتزم بالأخلاق في ظرف لا يمكن لإنسان غيرنا أصابه ما أصابنا أن يلتزم ما نلتزم به .
لأن التزامنا نابع من داخلنا من ديننا قبل كل شيء فلسنا بحاجة لأحد ليطالبنا على أن نلتزم ما نحن ملتزمين بخير مما يطالبنا به.

المصادر: