الوحدات الكردية تحاول محاصرة حلب وتستخدم المدنيين دروعاً بشرية

الكاتب : أحمد العقدة
التاريخ : ٢٨ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2796


الوحدات الكردية تحاول محاصرة حلب وتستخدم المدنيين دروعاً بشرية

أعلنت مصادر إعلامية "كردية" عن تمكن مقاتلي وحدات الحماية الكردية من قطع "طريق الكاستيلو" الاستراتيجي، الرابط بين حلب وريفها الشمالي، لأول مرة منذ بدء الثورة السورية، وذلك عبر رصد الطريق بالرشاشات الثقيلة بشكل كامل، بعد خمسة أيام من القصف اليومي والقنص الذي طال سيارات المدنيين، في حين حذّر إعلامي "كردي" في تصريحات لأورينت نت من استخدام وحدات الحماية للمدنيين الأكراد "كدروع بشرية" بعد أن أقحمتهم في مشاكلها ومنعتهم من النزوح.


ولم يصدر أي تعليق رسمي من أي فصيل عسكري بحلب، إلا أن القائد العسكري في تجمع "فاستقم كما أمرت" أكد بأنه يجري العمل حالياً على بناء "ساتر ترابي"، في حين قالت وكالة "آرار نيوز" إن "جبهة النصرة وحركة أحرار الشام حشدتا قواتهما عند دوار الجندول وبحي بعيدين، ونصبتا مدافع جهنم بحي الإنذارات قرب البريد، وعند معبر نهر قويق ومعبر الشيخ رز، بانتظار الأوامر بالقصف".
وأبدت صفحات موالية للنظام فرحها بالخبر، وتناقلته على نطاق واسع مؤكدة أن قطع الطريق يعني خنق من تبقى من المدنيين في حلب التي باتت معزولة عن ريفها الشمالي! كما بدأت صفحات النظام ببث الشائعات عن غلاء الأسعار نتيجة الحصار!.
أصل الفتنة:
وبدأت الاضطرابات في حي الشيخ مقصود، بعد أن أعلن مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه "صالح مسلم"، نيتهم فتح معبر مع النظام من حي الشيخ مقصود، بعد بيان سابق من "الجبهة الشامية" منعت فيه أي فصيل عسكري من فتح أي معبر مع النظام، ونشر ناشطون لصور قالوا إنها لمعبر فتحته القوات الكردية بين حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرتها مع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بالتنسيق مع قائد الجبهة الشامية الموجود في الحي، الأمر الذي نفته الجبهة الشامية في بيان رسمي.
من جهته أكد الموقع الرسمي لتيّار المستقبل الكردي في سوريا أنه حصل على معلومات خاصّة من داخل حي الشيخ مقصود مفادها أنّ "الإشتباكات التي تجري منذ يومين بين وحدات الحماية الشعبية (YPG) وفصائل عسكرية تابعة للجيش الحر يعود سببها إلى قيام مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي بحملة اعتقالات ضدّ التاشطين والمدنيين منذ عدّة أيام، وحين طالبتهم الفصائل بإخلاء سبيلهم رفضوا ذلك وطالب حزب الاتحاد الديمقراطي مقابل ذلك إطلاق سراح قيادي من وحدات ي ب ك (أصله من عفرين) تمّ اختطافه من قبل جبهة النصرة قبل حوالي الشهرين وهدّدت في حال لم يتم إطلاق سراحه سيتم فتح طريق إمدادات لمناطق النظام في مدينة حلب وهو ما تمّ بالفعل".
وأضاف: "سمحت الوحدات الكردية بمرور ثلاث سيارات إليها، ما دفع غرفة عمليات حلب إلى التّدخل وفرض حصار على الشيخ مقصود حتّى تمّ إغلاق طريق الإمداد، المعلومات المتوفرة لدينا حتّى هذه اللحظة أنّ الاشتباكات ما تزال مستمرّةً بين الطرفين دون سقوط ضحايا أو جرحى كما لازال حصار الشيخ مقصود مستمراً وهناك مساعٍ لعقد اجتماع بين قوى المعارضة السورية هناك للوصول إلى وقف إطلاق النار".
تصرف متفرّد:
وأوضح قيادي في الجبهة الشامية فضل عدم الكشف عن اسمه، لأورينت نت، أنه تواصل مع الأكراد حول قضية فتح المعبر، حيث أجابه القائد المسؤول من قوات حماية الشعب الكردية في المنطقة أنهم قرروا فتح المعبر الأمر الذي جعل فصائل حلب الأساسية تدعو لاجتماع طارئ لاتخاذ إجراء حول هذه القضية، وعبر القيادي عن استغرابه لتصرف الأكراد المتفرد، خصوصاً وأن فصائل حلب كلها ترفض هذا الأمر، معتبراً فتح المعبر من قبل القوات الكردية "حرباً على الثورة"
وتزامنت الاضطرابات التي أثارتها وحدات الحماية في حي الشيخ مقصود، مع أعنف قصف بالبراميل المتفجرة منذ أشهر أدى لعودة المجازر في أحياء حلب ونزوح المدنيين منها، مما يدلل على حالة التفاهم والتنسيق الكبيرين بين النظام و حزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني المُدرج عالمياً على لوائح الإرهاب.
وأدت الاضطرابات إلى حدوث اشتباكات عنيفة، أدت صباح الأحد، إلى انسحاب فصائل الجيش الحر من النقاط العسكرية، في حي "الشيخ مقصود"، عقب حصار دام يومين، على الحي، الذي تتمترس فيه وحدات الحماية، ليصبح حي "الشيخ مقصود" بالكامل، تحت سيطرة مقاتلي الوحدات.
ساتر ترابي:
وتخلل الاضطرابات التي ابتدعتها وحدات الحماية مع الجيش الحر عمليات قنص للمدنيين على طريق الكاستيللو بعد استهداف سياراتهم بالرشاشات الثقيلة والقناصات، بما فيها سيارات الدفاع المدني، وهو ما أدى بالجيش الحر إلى رفع ساتر ترابي على طول طريق الكاستيلو.
وقد قال "بيبرس مشعل" مدير الدفاع المدني في حلب لأورينت نت إن امرأة استشهدت فيما أصيب 3 مدنيين آخرين بينهم طفل كانوا يستقلون سيارة "سوزوكي"، إضافة إلى احتراق سيارة شحن كبيرة أصيب سائقها. وأضاف المشعل أن ما حصل هو استهداف مباشر للمدنيين من قبل وحدات الحماية الكردية المتواجدة في الشيخ مقصود، حيث لم يكن هناك اشتباكات.
وفي حديث لأورينت نت مع الإعلامي ممتاز أبو محمد، أفاد الأخير أن القوات الكردية ومنذ 3 أيام تستهدف طريق الكاستيلو الذي يشهد حركة كثيفة للمدنيين النازحين من المدينة بسبب الحملة الشرسة التي تشنها قوات نظام الأسد عليها بالبراميل المتفجرة.
وأضاف أن القوات الكردية استعملت الرشاشات الثقيلة إضافة إلى قناصات في استهدافها للحركة على هذا الطريق، حيث أصابت بنيرانها الجمعة عدة سيارات بدون خسائر في الأرواح، كما استهدفت قبلها بيوم سيارة إسعاف كانت تنقل جرحى مصيبة السائق بجروح، وقال أبو محمد لأورينت نت إن القوات الكردية تستهدف سيارات المدنيين بشكل خاص، لكنها مساء يوم الجمعة الفائت استهدفت بقذائف الهاون سيارة للجيش الحر تابعة للفوج الأول مصيبة 3 مقاتلين بجروح .
من جهته صرح القائد العسكري في تجمع "فاستقم كما أمرت"، لأورينت نت إن مقاتلي الوحدات استهدفوا بالرشاشات الثقيلة؛ الآليات المدنية التي تحاول العبور نحو ريف حلب، إذ أدى إلى قطع طريق "الكاستيلو"، واحتراق عدد من السيارات. مضيفاً: نقوم الآن برفع ساتر تربي،وهذا الساتر هو مطلب شعبي للمدنيين في حلب، حيث يعتبر الطريق شريان الحياة الوحيد للمدينة، ومن المهم حمايته ليكون آمناً للجميع".
دروع بشرية:
من جهته حذّر المتحدث الإعلامي باسم تيار المستقبل الكردي "جيان عمر"، في تصريحات لأورينت نت من استخدام مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي للمدنيين الأكراد كدروع بشرية في قتالهم مع فصائل حلب، وقال : حسب المعلومات التي وصلتني من مصادر كُردية من حي الشيخ مقصود في مدينة حلب فإنّ الأمور تتجه نحو التّأزم والتصعيد بين مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحي فصائل فتح حلب".
مضيفاً: "يجب تحييد المدنيين وعدم استهدافهم أو اختطافهم أو استخدامهم دروعاً بشرية حيث تفيد المعلومات التي وصلتني أن المدنيين في حي الشيخ مقصود يرغبون في النزوح لحماية أولادهم وأرواحهم من جحيم المعارك التي قد تندلع هناك ولكن حزب الاتحاد الديمقراطي يمنعهم من النزوح.
وأوضح المتحدث أن "هناك قيادي من وحدات ي ب ك يُدعى (خليل عفريني) أصدر فرماناً يمنع بموجبه نزوح أي شخص من الحي وخاصةً ذوي الأصول العفرينية وأنّ عليهم البقاء هناك وأنّ (ب ي د) سيقوم بحمايتهم والدفاع عنهم ويقومون بترويعهم عبر الترويج بأنّهم سيتعرضون إلى الاختطاف من قبل المعارضة السورية في حال خروجهم من الحي".
وأكد "جيان عمر" نقلاً عن مصدر كردي مطلع أنّ "المدنيين لا يتم اعتقالهم من قبل فصائل المعارضة السورية، وأنّ حزب الاتحاد الديمقراطي بتصرفه هذا يُحاول استخدام المدنيين الكُرد دروعاً بشريةً يحتمي بهم ولكي يكسب تعاطف الشارع الكُردي"، مضيفاً: "إنّ تحميل المدنيين الكُرد مسؤولية سياسات وتصرفات (ب ي د ) هي جريمةٌ، كما أن استخدام حزب الاتحاد الديمقراطي للمدنين دروعاً بشريةً ومنعهم من الذهاب إلى مكان آمن يُعتبر أيضاً جريمةً سيُحاسب كل مسؤول عنها في المستقبل".
تخبّط:
وفي محاولة لتشريح الوضع أكثر، قال المتحدث الاعلامي باسم تيار المستقبل الكردي لأورينت نت إن "حزب الاتحاد الديمقراطي يتخبط في اتفاقياته ويترنح في خطاباته كونه من جهة مرتبط مع نظام الأسد ولا يستطيع الاستغناء عنه في محافظة الحسكة، ومن جهة أخرى مضطر للقبول بالتنسيق والتعاون أحياناً مع فصائل الثوار لكي يستمر في بسط نفوذه داخل أحياء حلب ذات الغالبية الكردية".
وأضاف: "لهذه الغاية يقوم بتوقيع اتفاقيات مع فصائل الثوار في حلب حسب حاجته وحين تنتهي مصلحته أو تتطلب منه موقفاً آخر نرى فوراً تغييراً مفاجئاً واحتداماً للمواجهة بينهم وبين تلك الجهات التي قام بتوقيع اتفاقيات هدنة هشة؛ لأنها كلها هدن مؤقتة وسيبقى الأمر هكذا حتى يتم فك ارتباط هذا الحزب عن نظام الأسد".

 

 

 

 

أورينت نت

المصادر: