مدنيو الزبداني يدفعون ثمن فشل مفاوضات المعارضة مع الوفد الإيراني

الكاتب : تيم القلموني
التاريخ : ١٧ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 6888


مدنيو الزبداني يدفعون ثمن فشل مفاوضات المعارضة مع الوفد الإيراني

 مصلحة سوريا على المدى البعيد، وتحسين الوضع الإنساني للمدنيين، وإيقاف التغيير الديموغرافي للمنطقة، هي أطراف المعادلة التي استندت عليها حركة (أحرار الشام) في المفاوضات، والتي لم تتفق مع مطالب الوفد الإيراني المفاوض بإفراغ الزبداني من مقاتليها؛ لتعود الكلمة للسلاح مجدداً.

المكتب الإعلامي لأحرار الشام أعلن، السبت الماضي، إيقاف المفاوضات الجارية في تركيا مع الوفد الإيراني؛ بعد العجز عن التوصل لاتفاق يقضي بحل أزمتي الزبداني من جهة وكفريا والفوعة من جهة أخرى، لتعود المعارك على أشدها في كلتا الجهتين المذكورتين.

وجاء ذلك في ظل مساعٍ كانت تبذل من الطرفين لتمديد هدنة مؤقتة كانت ستنتهي فجر السبت، لتستمر لـ 24 ساعة أخرى، إلا أن فشل المفاوضات بشكل عام قضى على الهدنة بشكل كامل.

- قصف وانتقام:

ويتحدث عامر برهان، مسؤول الهيئة الطبية في الزبداني، لـ"الخليج أونلاين"، عن وضع إنساني صعب "إثر القصف الانتقامي من النظام السوري عقب فشل المفاوضات، والذي أدى لسقوط قتلى وجرحى، في محاولة منه لتغطية تقدم جنود حزب الله برياً من المحور الغربي والجنوبي، إلا أن صمود مقاتلي المعارضة كان كفيلاً بصد أي محاولات تقدم هناك، وبقاء الوضع كما كان عليه أثناء المفاوضات".

ويشير إلى "أن مجزرة راح ضحيتها 17 شهيداً جلهم من الأطفال وقعت في منطقة وادي بردى المجاورة، إثر قصف النظام السوري للمنطقة بالبراميل المتفجرة، عقب إعلان ثوار الوادي قطع مياه (نبع الفيجة) عن دمشق لزيادة الضغط على النظام السوري؛ لإيقاف حملته على الزبداني، إلا أن ضغط الأهالي على المقاتلين عقب المجزرة جعلهم يعيدون فتح مياه النبع باتجاه دمشق من جديد".

ويؤكد برهان "أن ثوار الزبداني ما زالوا متمسكين بأرضهم ومستعدين للدفاع عن كل مدني موجود في البلدة، رافضين أي مطلب يقضي بخروجهم منها وتسليمها للإيرانيين؛ لأن حدوث ذلك يعني تحويلها لمنطقة تتبع لإيران، وسيستحيل عند ذلك عودة أبنائها إليها مستقبلاً؛ لأن معظمهم من المعارضين للنظام السوري ولا يتوافقون مع سياسات إيران التشييعية".

- تغيير ديموغرافي:

وعن فشل مفاوضات إسطنبول أكد الناطق الرسمي باسم أحرار الشام أحمد القره علي، "أن السبب هو إصرار الإيرانيين على تغيير الوضع الديموغرافي للمنطقة، بجعل معظم دمشق وريفها والحدود اللبنانية بما فيها الزبداني، امتداداً للساحل، منطقة ذات أغلبية شيعية وتحت سيطرة إيران، وتفريغ تلك المناطق من كل الموالين للثورة السورية والمعارضين للنظام السوري ونقلهم لشمالي سوريا إلى المناطق المحررة".

وأوضح أن من بين الأسباب أيضاً "عدم اكتراثهم بالوضع الإنساني سواء كان للمدنيين المحاصرين في الزبداني أو في كفريا والفوعة، والتشديد مقابل ذلك على تفريغ الزبداني وما حولها من الثوار، وهذا ما قوبل بالرفض من قبل وفد الأحرار المفاوض".

وأضاف القره علي أن وفد أحرار الشام "اهتموا بشكل أساسي في مطالبهم بتأمين سلامة المدنيين من كافة الأطراف وتجنيبهم أهوال الحرب، وأنهم كانوا مستعدين للسماح لمدنيي كفريا والفوعة بالخروج مقابل إخراج من يرغب من المدنيين والجرحى العالقين في الزبداني، مع إدخال ملف هام وهو التفاوض على إخراج ما يقارب 40 ألف أسير من سجون النظام السوري، إلا أن عدم وجود التزام واضح من قبل الوفد الإيراني بتطبيق هذه المطالب؛ بسبب تركيزه على مطلب إفراغ الزبداني من الثوار والمدنيين دون الاكتراث للناحية الإنسانية، جعل تطبيق هذه البنود أمر غير متوقع".

وأشار إلى "أن البنود التي طرحوها في المفاوضات أتت بعد التشاور مع عدة جهات مدنية وعسكرية تتبع للمعارضة السورية، وبالارتكاز على معادلة أطرافها مصلحة سوريا على المدى البعيد، إضافة لوقف مشروع التمدد الإيراني والتغيير الديموغرافي للمنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الإنساني وسلامة المدنيين بشكل أساسي، وهذا ما لم يتناسب مع مطالب الوفد الإيراني؛ ما جعل حركة الأحرار تبدأ بالتصعيد العسكري مجدداً على جبهتي كفريا والفوعة في سبيل ضغط أكبر للقبول بمطالبهم بالمفاوضات".

وأفاد ناشطون بقيام الجناح العسكري لحركة أحرار الشام عقب إعلان سقوط المفاوضات بالبدء مباشرة بقصف النقاط العسكرية في كفريا والفوعة، التي يتحصن فيها مقاتلون إيرانيون وعناصر من حزب الله، وشن حملة عسكرية جديدة عليهما؛ وبالمقابل قام النظام السوري بحملة تصعيد عسكرية على الزبداني بقصفها بعشرات البراميل المتفجرة عقب إعلان فشل تمديد الهدنة المنعقدة بين الطرفين.
 

 

الخليج أونلاين

المصادر: