كفريا والفوعة بلدتان شيعيتان في إدلب تحكمهما إيران

الكاتب : هاشم العبد الله
التاريخ : ٤ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 3590


كفريا والفوعة بلدتان شيعيتان في إدلب تحكمهما إيران

حوّل نظام بشار الأسد بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، إلى نقطة تجمع وانطلاق لمئات المقاتلين من الميليشيات الشيعية التي تساند قوات النظام في قتال المعارضة واستهداف المدنيين، وتعتبر الفوعة وكفريا البلدتين الشيعيتين الوحيدتين بمحافظة إدلب، ويبلغ عدد سكانهما الستين ألف نسمة تقريباً، نزح عدد منهم إلى مدينة إدلب، وأسسوا لجاناً شعبية من الرجال والنساء بمرتب يقدر بـ150 دولاراً شهرياً لكل واحد منهم.

ويتطوع المئات من أبناء البلدتين الواقعتين شمال شرقي مدينة إدلب في ميليشيات أبرزها: "ميليشيا حزب الله"، و"لواء أبو الفضل العباس"، و"الحرس الثوري الإيراني"، وذلك ضمن مجموعات يبلغ تعداد كل منها 300 عنصر، ويوجد في بلدة الفوعة 5 مجموعات، وكفريا 3 ويشرف على تدريبهم ما يقارب 500 مقاتل أجنبي من إيران، وأفغانستان، والعراق، ولبنان، ولدى مقاتلي هذه الميليشيات أسلحة حديثة ومتطورة، ويتوزع المقاتلون على أطراف البلدتين.
وقد تحدث قائد كتيبة "آل البيت" التابعة لـ"الجيش السوري الحر" عماد السيد علي، لـ"السورية نت" عن الوضع العسكري والمعارك في بلدتي كفريا والفوعة، وقال: "تعتبر بلدتي كفريا، والفوعة، خزان الميليشيات الطائفية، والمرتزقة الأجانب، ولا توجد سوى أعداد قليلة من عناصر قوات النظام، بالإضافة لذلك فإن غالبية أهالي البلدتين تم تدريبهم، وحملوا السلاح في الفترة الأخيرة".
ويشير السيد علي، المرابط على خط التماس بين بنش والفوعة إلى أن الاشتباكات تدور يومياً بين قوات المعارضة والميليشيات المتواجدة في البلدتين، وتتزامن المواجهات مع قصف متبادل بقذائف الهاون، ويؤكد السيد أنهم يستثنون المدنيين أثناء قصفهم لمراكز الميليشيات، فيما تستهدف الأخيرة منازل المدنيين بالقذائف أثناء قصفها لقرى ريف إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
قصف الميليشيات على مدن وقرى ريف إدلب:
ويؤكد السيد علي أن عدداً من المدنيين استشهدوا بينهم نساء وأطفال جراء قصف الميليشيات على مدن وقرى ريف إدلب، لا سيما في بنش ومعرة مصرين. وتعتبر مدينة بنش المجاورة للفوعة من الناحية الجنوبية، من أبرز المدن التي انتفضت ضد نظام الأسد، وذاقت جميع أنواع العقاب، والانتقام، من قبل شبيحة الفوعة كما يسميهم الأهالي، وتعرض هؤلاء إلى القصف والقنص والخطف، فيما يرى كثيرون أن نظام الأسد أجج الشعور الطائفي الشيعي ـ السني، بين مدينة بنش وبلدة الفوعة الجارتين منذ عشرات السنين.
وكانت كتائب من "الجيش السوري الحر" أسرت عدداً من عناصر الميليشيات الطائفية في ريف إدلب، وذكر الأسرى خلال التحقيق معهم أن جميع المجموعات المسلحة المقاتلة في الفوعة، وكفريا لهم مرجعية واحدة يدعى حسن تقي من بلدة نبل الشيعية، الواقعة بريف حلب الشمالي، وبحسب الأسرى يتبع تقي لإيران ويتلقى الدعم والأوامر منها بشكل مباشر.
ويذكر أنه في الآونة الأخيرة ازدادت حدة المعارك بين المعارضة والميليشيات في ريف إدلب، وكان "الجيش الحر" والكتائب الإسلامية قد أعلنوا في وقت سابق معركة تحرير كفريا والفوعة من الميليشيات التي تسيطر عليها، لا سيما بعدما أوغل هؤلاء في قصف المدنيين بشكل يومي.
واستطاعت المعارضة مع بداية شهر شباط الماضي تحرير عدة نقاط استراتيجية في منطقة دير الزغب الواقعة بين بنش والفوعة، وتحرير عدد من المباني التي كانت الميليشيات تتحصن فيها. وفي أواخر الشهر ذاته، سيطرت فصائل المعارضة على ست نقاط استراتيجية على تخوم كفريا، ونفذوا كميناً محكماً أدى لمقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات.
ويبدو أن المعارك ستتواصل بين الجانبين خلال الأيام القادمة، إذ ذكر أبو محمود، المقاتل في "الجيش الحر"، لـ" السورية نت" أن 13 حافلة عسكرية مليئة بالميليشيات الشيعية العراقية تتجه نحو مدينة إدلب لمؤازرة الميليشيات في كفريا والفوعة وصد هجوم قوات المعارضة.
ويشار إلى أن إيران تلعب دوراً رئيسياً في إدخال الميليشيات للقتال إلى جانب نظام الأسد، وتتخذ طهران من "حماية المراقد الشيعية" حجة لتسهيل وصول الميليشيات إلى سورية، وتتهم المعارضة السورية هذه الميليشيات بارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين.

 

 

 


السورية نت

المصادر: