خيارات المعارضة بعد انتصارها بمعركة ريف إدلب

الكاتب : أنس الكردي
التاريخ : ٨ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2722


خيارات المعارضة بعد انتصارها بمعركة ريف إدلب

تشهد الخارطة السورية هذه الأيام فصلاً جديداً قد يكون جذرياً على مستوى الثورة المستمرة للسنة الخامسة على التوالي، وما الانهيار السريع لقوات النظام في ريف إدلب الجنوبي الممتد غرباً ليلامس سهل الغاب ويصل إلى الساحل السوري، إلا تأكيد على أن المرحلة المقبلة تمهد إما لحل سياسي يقتنع به جميع الأطراف، أو الذهاب بعيداً في المعركة الكبرى في الساحل السوري.


وتبدو المعارضة أكثر انضباطاً وتكتيكاً وخبرة واستفادة على المستويين السياسي والميداني، فقواتها العسكرية حقّقت تقدماً مهماً ميدانياً في ريف إدلب، إذ تمكنت خلال ثلاثة أيام فقط من السيطرة على قرى محمبل وبسنقول وعين الحمرا وعيناتا والنحل وسنقرة وطبايق ومعسكر القياسات وحاجز المعصرة.
انهيار خطوط الدفاع الرئيسية لقوات النظام:
وانهارت خطوط الدفاع الرئيسية لقوات النظام مع سقوط مدينة جسر الشغور، وبلدة محمبل، والتي كانت آخر خط دفاع لهذه القوات عن القرى الموالية له في سهل الغاب والساحل السوري، ولها أهمية استراتيجية بسبب ارتفاعها بين عدة تلال، ما يُسهّل كشف سهل الروج وسهل الغاب، وضمنت بعد ذلك تلة الجب الأحمر الاستراتيجية في جبل الأكراد قرب قمة النبي يونس في ريف اللاذقية.
واستنجد النظام بإيران التي سرعان ما أرسلت آلاف المقاتلين، وعمد خلال الفترة الماضية إلى إنشاء تحصينات تفرّد بها عما كان يقوم به في المناطق الأخرى، إذ سيطر على عدّة قمم جبلية على قوس تبدأ من قمة الـ45 قرب بلدة كسب في منطقة التركمان مروراً بقريتي كفرية ودورين، وانتهاء بقمة النبي يونس في جبل الأكراد، تتخللها عشرات القمم التي تمّ تجهيزها كنقاط استناد ودشم. كما قام بإنشاء خنادق دفاعية تحيط بهذه التلال، تسوّرها حقول من الألغام. وجرى تسليح كل نقطة بمختلف أنواع الأسلحة لتكون خطاً دفاعياً قوياً، وقد أنشأ خطاً دفاعياً آخر بعمق 3 إلى 5 كيلومترات.
المعركة الكبرى في سهل الغاب والساحل السوري:
وعلى الرغم من أن الكثير من المراقبين والمطلعين لا يقللون من شأن انتصارات المعارضة، لكنهم يرون في حال فشل تطبيق اتفاق سياسي في هذه المرحلة، أن المعركة الكبرى في سهل الغاب والساحل السوري ستكون العنوان الرئيسي في الأيام المقبلة.
ومن المرتقب أن تكون جورين، القرية التي تتبع منطقة السقيلبية في أقصى الشمال الغربي لمحافظة حماة، أم المعارك في حال أراد "جيش الفتح" التقدّم إلى الأمام، إذ شهدت الأشهر الماضية انسحاباً متسارعاً لقوات النظام إلى بلدة جورين، الخزان البشري للنظام، وهي نقطة تلاقٍ بين المقاتلين القادمين من الساحل والمقاتلين القادمين من حماة بقيادة إيرانية.
عبور المعارضة جورين يمهّد لمعركة قمة النبي يونس، النقطة الاستراتيجية الأهم، التي ترتفع نحو 1565 متراً عن سطح البحر. وتتميز القمة بطبيعتها الصخرية التي يصعب اجتيازها بسبب تشظيها وانعدام إمكانية تخفّي القوات المهاجمة، وفي حال تمت السيطرة عليها، فسيؤمن ذلك السيطرة على محطة البث التلفزيوني المجاورة على قمة النبي متى، ويؤمن أيضاً سرعة الوصول إلى بلدة صلنفة والسيطرة على القصر الجمهوري والتمهيد لتحرير مدينة اللاذقية، فيما لن يكون أمام النظام مجال للتراجع والانسحاب، لأن المعركة ستكون وجودية بالنسبة له.
تأتي هذه التطورات مع تغييرات أخرى سياسية، إذ عمد رئيس الائتلاف الوطني المعارض خالد خوجة، إلى المجلس العسكري الأعلى، وتتواصل اللجنة التنفيذية المكلفة من رئيس الائتلاف، مع الفصائل والألوية والكتائب العسكرية الفاعلة على الأرض بهدف الوصول إلى قيادة عسكرية عليا.
كما يتواصل التحضير لمؤتمر الرياض، الذي سيضم ممثلين عن الفصائل العسكرية الفاعلة وناشطي المجتمع المدني، وذلك بهدف تمكين القوة السياسية تطبيق نتائج أي مفاوضات يتم التوصّل إليها، وجاءت دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، خلال لقاء مع معارضين سوريين في جنيف الجمعة الفائت، الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرحيل عن السلطة، لتفتح الطريق أمام تسوية سياسية في سورية، بحسب ما نقلت صحيفة "ديلي بيست" الأميركية.

 

 

 

 

العربي الجديد

المصادر: