روسيا والصين تنقذان الثورة السورية

الكاتب : صالح عبد الله السليمان
التاريخ : ٢٣ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 5729


روسيا والصين تنقذان الثورة السورية

غضب الكثير ممن يقفون مع ثوار الكرامة في سوريا بسبب استخدام روسيا والصين لحق النقض ( الفيتو) ضد إصدار قرار تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة , كما أسعد هذا الفيتو الروسي الصيني الكثير من مؤيدي نظام بشار الأسد .

ولكن إذا ابتعدنا خطوة إلى الوراء , ودرسنا الموقف على أرض الواقع , نجد هذا الفيتو جاء إنقاذا لثورة أحرار سوريا .


وأحرج كل المؤيدين لنظام الأسد بما فيهم إيران أو نظام المالكي في العراق أو حزب الله وحتى روسيا والصين .  وقد يستغرب البعض لما أقول . وسأبين الأسباب .
* أول  سبب هو الحالة على الأرض في سوريا , فالجيش الحر يتزايد أعداده , والانشقاقات تحدث كل ساعة وبرتب عليا , وحتى ضمن الطائفة العلوية , وبعض القيادات في منطقة الساحل . حيث أن التدخل الغربي كان هو الحجة التي يتغنى بها النظام, ولم تعد قائمه .
* ثانيا , الحجة  التي يدعيها النظام هو التدخل الخارجي ,  بينما نجد الدليل ليس إلى صالحه , وأصبح واضحا أن التدخل الأكبر والأقوى هو التدخل الخارجي  إلى جانب النظام الحاكم وليس إلى جانب الثورة , فسقطت حجة التدخل الخارجي . وبقيت كلمات جوفاء يرددها الإعلام السوري حول مؤامرة خارجية ويذبح الشعب السوري بناء على مؤامرة لم تظهر على ارض الواقع , و النظام يحصل على السلاح والدعم المالي والسياسي من روسيا وإيران.
* ثالثا , بهذا الفيتو اعتقد النظام أن العالم أعطاه الضوء الأخضر لفعل ما يريد في سوريا , فاستعمل الدبابات والصواريخ والطيران في قصف جميع المدن بما فيها العاصمة دمشق , وهذه أول مرة في التاريخ يقوم حاكم بقصف عاصمة دولته , مما أثر على الكثير من الكتلة الصامتة في سوريا فأصبحت مؤيدة للثورة , وتحولت إلى حاضنة للثوار , وخصوصا الطبقة ما فوق المتوسطة والتي عادة ترغب في الاستقرار لأنها تحصل على الكثير من الميزات . وهذه خسارة كبيرة للنظام وكسب كبير للثوار
*رابعا , الغرب يحاول اختراق الثورة السورية , وان يحملها جميلا بالإدعاء  بأنه ساعدها ويساعدها , ولكن هذا القرار وتصريحات بوتين , وتصريحات المسئولين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا , تبين وبوضوح عدم استعدادهم لمساعدة الثورة السورية .
هذا يجعل من انتصار الثوار في سوريا عملية سوريه شعبية داخلية , وليس بمساعدة لا شرقية ولا غربية .
*خامسا , رد الثوار على هذا الفيتو كان سريعا وفعالا بتحرير المنافذ الحدودية بين تركيا وسوريا , والعراق وسوريا . ورد العراق وتركيا بقفل المعابر المحررة ومنع استخدامها تجعل الصورة واضحة بان النظام هو من يحصل على الدعم وليس الثوار , وهذا أيضا يحرر الثورة من عبئ تحمل فضل لغير الله سبحانه وتعالى عليهم .
*سادسا , إعلان إسرائيل أنها ستتدخل إذا أرسل النظام السوري أسلحة كيماوية إلى حزب الله , بينما يعلم الجميع أن السلاح الكيماوي تم نقل الكثير منه إلى دير الزور  حيث يكون قريبا من العراق كما ذكرت الكثير من وكالات الأنباء , ويرسل إلى حكومة المالكي ولا يسقط في أيدي الحكومة التي سيؤسسها الثوار , وهذا التهديد إذا في حقيقته هو استعداد إسرائيل للتدخل إلى صالح النظام ومحاولة إسقاط الثورة إذا ما تعقدت الأمور اكثر. وهذا التصريح لا يمكن أن يصدر لولا الفيتو الروسي الصيني .
وهكذا فضح الفيتو الروسي الصيني النظام السوري , وحرر الثوار السوريين من تهمة التبعية للغرب , وجعل القرار بيد الثوار , بل وسرّع الفيتو في حدوث انشقاقات كبيرة وكثيرة في صفوف الجيش السوري , بعدما تبين حقيقة الدعم الخارجي هو للنظام وليس للثوار . وستظهر أثار هذه الانشقاقات قريبا , وعندما تعلن ساعة الصفر لإسقاط النظام والمتوقعة خلال أيام .
لذا حقا علينا شكر الفيتو الروسي الصيني , لأنه حفز ثوار سوريا , وأزال تهمة التبعية للخارج , وبيّن للكثير من أحرار الجيش السوري أنهم على الجانب الخطأ . واتضحت صورة الثورة السورية , فهي  ثورة شعبية خالصة , لا فضل لأي قوى خارجية عليها بل بالعكس , ثورة حوربت من الداخل والخارج .

نصر الله أحرار سوريا , ونصر سوريا الحرة .

 

المصدر: موقع صالح بن عبدالله السليمان

المصادر: