لماذا يعترف نظام الأسد بسقوط (ميغ) في السويداء؟

الكاتب : أيمن محمد
التاريخ : ٢٥ ٢٠١٥ م

المشاهدات : 2939


لماذا يعترف نظام الأسد بسقوط (ميغ) في السويداء؟

لأول مرة، ومنذ اندلاع الثورة السورية، تعترف وسائل إعلام النظام بسقوط طائرة حربية من نوع (ميغ) في ريف السويداء، ووقوع الطيار في أيدي تنظيم "الدولة"، كما نشرت صفحات محسوبة على النظام خبراً عن إسقاط طائرة ثانية من نوع (ميغ) من قبل عناصر التنظيم.  وكان هذا الإعلام ينكر كل الأخبار المتعلقة بخسائره العسكرية في باقي المناطق السورية، فلماذا يعترف بسقوط طائرتين وفي ريف السويداء تحديداً؟.

يرى محللون أن تهديد ووعيد مستشارة الأسد في قصر المهاجرين لونا الشبل لأهل مدينتها بالخيار بين (داعش) والأسد بات قريباً أكثر من أي وقت مضى، وما هذه الأخبار إلا لمحاولة جر شباب السويداء لحمل السلاح إلى جانب النظام وشبيحته والميليشيات الإيرانية في المحافظة وانخراطهم في العمليات العسكرية، فيما يرى آخرون أن هذا الخبر بمثابة رسالة لأهالي السويداء أن (داعش) على تخوم المحافظة وإياكم لو فكرتم بالخروج على نظام الأسد في المحافظة.
يقول أحد مثقفي السويداء: "رسالة الشبل مفادها يا أهل السويداء طالما أنتم مع بشار الأسد فأنتم بأمان، يا ويلكم إن فكرتم مجرد التفكير بالتخلي عنه، في الوقت الذي نرى فيه أن داعش الافتراضية هي (صناعة وطنية) بامتياز، ومختومة بختم المقاومة، والممانعة الأسدية الإيرانية".
ويرى البعض أن خبر إسقاط الطائرتين جاء في اليوم الذي كان من المفترض أن تشهد  بلدة المزرعة فيه تشييع أحد شهداء التعذيب في سجون بشار الأسد وهو (خالد فايز سليقة) فوجد أن العزف على وتر داعش هو السبيل لعدم خروج الأهالي، وتطويع حراكهم قبل أن يبدأ.
ويدرك نظام بشار الأسد أهمية محافظة السويداء لأنها المتنفس الوحيد لنظامه جنوب سوريا، وفي حال خروج المحافظة عن سيطرته فإن سقوط العاصمة دمشق سيكون سريعاً.
ومنذ اندلاع شرارة الثورة السورية، يحاول نظام الأسد كسب ود محافظة السويداء التي اختارت الحياد، ووقف أهلها في وجه كل محاولات النظام لجعلها منطلقاً لعملياته العسكرية جنوب سوريا، خاصة بعد تقدم الثوار في درعا والقنيطرة خلال السنة الأخيرة، ولم ينجح نظام الأسد عبر وفيق ناصر (قائد الاستخبارات العسكرية في جنوب سوريا)، وإيران وميليشيا حزب الله، رغم كل الامتيازات والوعود، لم ينجح تشكيل فصيل عسكري ينصاع لأوامره.
وأثار هذا الرفض حفيظة النظام واستياءه من أهالي السويداء، وخاصة بعد  امتناع شباب المحافظة  من الالتحاق بالخدمة الالزامية  أو الخدمة الاحتياطية في جيشه، رغم كل التهديدات والمضايقات على أهالي المحافظة، فلم يجد سبيلاً لذلك سوى باللجوء إلى فزاعة (داعش) من الجهة الشرقية والشمالية الشرقية بعد فشله على الجهة الغربية حيث ثوار حوران، وفقاً لنشطاء من السويداء.
وحاول النظام منذ أشهر إيهام الأهالي أن تنظيم "الدولة" بات على تخوم المحافظة من جهة حوران، في محاولة لجرهم لحمل السلاح وقتال أبناء وطنهم لخلق الشرخ بين سهل حوران وجبل العرب، إلا أنه فشل في ذلك رغم كل الأخبار الكاذبة التي نشرتها وسائل إعلامه وصفحات التشبيح، ووسائل الإعلام الإيرانية.
ودعا نشطاء من سهل حوران وجبل العرب أهالي السويداء ومشايخ العقل "لعدم الانجرار وراء الفتنة الكبرى التي يريد نظام بشار الأسد، وملالي طهران، وحزب الله  إيقاظها في  جبل وسهل حوران".
وقال أحد نشطاء السويداء: "إذا أراد النظام قتال صنيعته داعش فليقاتلها لأنهم والنظام واحد، وإلا كيف وصلوا بعد أشهر من إطلاق تهديداته إلى تخوم السويداء بالرغم من أن معاقل داعش في الرقة ودير الزور والقلمون الشرقي تبعد مئات الكيلومترات عن السويداء، من أين جاؤوا وكيف وصلوا؟".

الجدير بالذكر أن تنظيم الدولة أعلن أن الطيار وجد ميتاً وقد تم العثور على جثته، وهو يحتفظ بها. 

 


سراج برس

المصادر: