220 حاجزا في دمشق.. ومصادر «الحر» تؤكد قرب «تحرير مقر المخابرات الجوية» في حلب

الكاتب : الشرق الأوسط
التاريخ : ١٢ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2640


220 حاجزا في دمشق.. ومصادر «الحر» تؤكد قرب «تحرير مقر المخابرات الجوية» في حلب

أكد ناشطون سوريون معارضون أن مدينة دير الزور شهدت أمس أعنف الضربات الجوية منذ اندلاع المواجهات في المحافظة، بينما تكثف القصف الجوي والبري على منطقة رأس العين الحدودية التي يسيطر عليها المعارضون منذ أربعة أيام، بالتزامن مع دخول المنطقة المحيطة بمقر المخابرات الجوية في حلب دائرة الاشتباكات المباشرة، في يوم حصدت فيه التطورات داخل أنحاء سوريا ما يزيد على 60 قتيلا، بحسب لجان التنسيق المحلية.

 

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الطيران الحربي شن غارات على معبر راس العين الذي سيطر عليه الجيش الحر بالقرب من الحدود التركية. ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين إشارتهم إلى أن المروحيات السورية أطلقت صواريخ على المعبر، وأظهرت صور التقطت من الجانب التركي للحدود قصفا عنيفا تعرضت له المدينة وسحبا من الدخان الأسود. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مركز إكثار البذار في قرية تل حلف قد احترق بالكامل نتيجة القصف. وترافق ذلك مع «اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب جنوب مدينة راس العين» بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

إلى ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر وقعت في محيط مقر المخابرات الجوية في حلب، ترافقت مع قصف مدفعي عنيف على الحي الذي يقع في المقر.

وقال مصدر بارز في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن المقر الواقع في حي الزهراء في المدينة حاصره مقاتلو الجيش السوري الحر قبل 12 يوما وقطعوا عنه خطوط الإمداد، لافتا إلى أن التقديرات الميدانية تشير إلى أن سقوط المقر سيتم خلال يومين على أبعد تقدير.

وأشار المصدر إلى أن هذا المقر تتحصن عناصر المخابرات الجوية فيه، بالإضافة إلى عناصر من كتيبة المدفعية التي تقصف على الأحياء من داخله، مؤكدا أن الذخيرة في هذا المقر بدأت تنفد مع اشتداد العمليات العسكرية عليه، وبحكم قطع خطوط الإمداد عنه، وسيكون تحريره وشيكا.

وكانت حلب شهدت سقوط قذائف منتصف ليل السبت الأحد على أحياء الشعار والسكري وحلب الجديدة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى تعرض أحياء الزهراء الحيدرية والمشارقة بمدينة حلب وبلدتي كفر حمرة وحريتان بريف حلب للقصف، مضيفا أن اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة دارت في حيي بستان القصر والزهراء. وأشارت لجان التنسيق إلى تعرض منطقة حي مساكن هنانو للقصف العنيف، بالإضافة إلى حريتان والحمرة وخان العسل.

في المقابل، أفادت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) أن القوات النظامية في حلب استهدفت عددا من تجمعات الإرهابيين عند دوار أغيور والليرمون والكاستيلو وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين، ودمرت عددا من السيارات بعضها محمل بالأسلحة والذخيرة وأخرى مزودة برشاشات متوسطة. وأضافت الوكالة أن القوات النظامية قضت على عشرات الإرهابيين خلال عملية نوعية نفذتها اليوم (أمس) ضد تجمع للمجموعات الإرهابية المسلحة عند دوار السكن الشبابي في منطقة الحيدرية بحلب.

وفي العاصمة دمشق أفاد المرصد السوري عن وقوع اشتباكات منتصف ليل السبت الأحد بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة حرستا، قال ناشطون إن القوات النظامية صعدت في الفترة الأخيرة حملتها العسكرية في ريف العاصمة السورية، ضد مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. وبث الناشطون صورا أظهرت آثار القصف الذي شمل مزارع في الغوطة الشرقية وبعض الأبنية التي تضررت جراء القصف.

وشهدت مدينة دوما قصفا عنيفا بالطائرات، بينما أفادت لجان التنسيق المحلية عن تعرض منطقة الجسرين والغوطة الشرقية وبييلا للقصف، مشيرة إلى حملات أمنية على مداخل هذه المناطق. وأشارت إلى إعدام شخصين ميدانيا في منطقة شبعا، ومقتل عدد من السوريين في قصف تعرضت له بيت سحم والمليحة الشرقية وحرستا.

وذكرت اللجان أن كفر سوسة في العاصمة، وأحياء من منطقة المزة، شهدت حملات أمنية واسعة، بينما خرجت مظاهرة حاشدة في حي القابون في دمشق.

في هذا الوقت، أفاد المرصد بوقوع اشتباكات في مدينة حرستا يرافقها قصف من قبل القوات النظامية على المدينة، كما تجدد القصف على بلدة بيبلا بريف دمشق مما أدى إلى خسائر مادية. وأضاف أنه في مدينة دمشق قتل أربعة رجال في حي جوبر، أحدهم متأثرا بجراح أصيب بها جراء القصف منذ يومين، وثلاثة إثر القصف على الحي أمس في حين سقطت عدة قذائف على حي التضامن الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب، كما عثر على جثتي رجلين في مخيم اليرموك كانا خرجا صباحا من منزلهما باتجاه سوق الخضار.

وجاءت تلك التطورات الميدانية في وقت أعلن فيه ناشطون عن دخول «شبيحة جدد» إلى الأحياء الدمشقية، وهو ما اصطلح النظام على تسميتهم «اللجان الشعبية». وشرحت مصادر بارزة في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل طبيعة عمل هذه اللجان لـ«الشرق الأوسط» قائلة إنهم «مرتزقة مدنيون مهمتهم قتل الشعب السوري».

وقالت المصادر، إن «تشريع هذه اللجان يعد محاولة يائسة من النظام لجعل الشعب يقتل بعضه البعض، بعد استهلاك القوى الأمنية واستنزاف الجيش في معركة شرسة على الشعب السوري». وأوضحت المصادر أن هؤلاء شباب غرر بهم لقتل أهلهم، فأقاموا الحواجز في الشوارع من غير أن يحملوا أي صفة رسمية أو أمنية، إلا رخصة بالقتل من غير تبرير، وقد منحوا صلاحيات تفتيش النساء وإهانة سكان دمشق وقتل من لا يعجبهم.

وأشارت المصادر إلى وجود 220 حاجزا في دمشق، يقف فيه أمنيون أو مدنيون بصفة لجان شعبية أو شبيحة، بمعدل حاجزين أو ثلاثة في كل شارع، وهو ما لم تشهده برلين إبان الحرب العالمية الثانية. ولفتت المصادر إلى توزيع مكثف للسلاح على المناصرين البعثيين، بحجة مقاتلة الإرهابيين وجماعات القاعدة.

في المقابل، ذكرت «سانا» أن وحدة من القوات النظامية اشتبكت مع مجموعة إرهابية في حي التضامن بدمشق وصادرت ما بحوزتها من أسلحة. وذكر مصدر مسؤول للوكالة أن الاشتباك أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين بالقرب من جامع الزبير في الحي وإصابة آخرين. وأشارت الوكالة إلى أن القوات النظامية اشتبكت مع مقاتلين معارضين في الحجيرة بمنطقة السيدة زينب.

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات المقاتلة قصفت صباح أمس مدينة البوكمال في محافظة دير الزور. وذكر ناشطون إن طائرات النظام أغارت منذ الصباح الباكر على المدينة. وأضافوا أن الغارات استهدفت السوق التجارية في المدينة وحي طويبة، مما أدى إلى تهدم عدد من المنازل ودمار واسع في المحال التجارية.

وذكر المرصد أن مدفعية النظام قصفت أحياء الجبيلة والشيخ ياسين والحميدية في دير الزور المدينة يرافقه تحليق للطيران الحربي. وبث ناشطون صورا تظهر تصاعد سحب دخان من أنبوب لنقل النفط بعد تعرضه لقصف جوي. وقال ناشطون إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في قصف من طائرات النظام على حيي الجبيلة والموظفين.

من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية أن الطيران الحربي حلق في سماء المدينة ويقصف منطقة البريد. وأشارت إلى اشتباكات في حي الرشيدية، وفي حيي الجبيلة والموظفين. وقالت إن انفجارا عميقا هز منطقة البوكمال، من غير الإدلاء بتفاصيل.

في محافظة إدلب، تعرضت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض بلدة كورين في ريف المحافظة للقصف. وأفاد ناشطون بأن الجيش الحر أحبط محاولة لقوات النظام لاقتحام معرة النعمان.

المصادر: