بريطانيا تتواصل مع الجيش السوري الحر

الكاتب : الجزيرة نت
التاريخ : ٤ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3080


بريطانيا تتواصل مع الجيش السوري الحر

قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه سمح لممثلي الخارجية البريطانية بالتواصل مباشرة مع ممثلين للجيش السوري الحر في إطار مساعي لندن لتوحيد المعارضة السورية. من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مسؤولية تنفيذ تهديدات الجيش الحر باستهداف المطارات المدنية ستلقى على المنفذين ورعاتهم على حد سواء.

 

وأضاف وزير الخارجية البريطاني في بيان أمام مجلس العموم البريطاني (البرلمان) الاثنين أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة أمر لا مفر منه وأن نظامه متجه إلى السقوط، داعيًا المجتمع الدولي إلى التخطيط الآن لتأمين الدعم السريع لحكومة جديدة في سوريا لكونها ستواجه مجموعة واسعة من التحديات.

وأكد أن بلاده ضاعفت جهودها لدعم المعارضة "ولهذا السبب نقوم بزيادة عملنا بصورة كبيرة مع جماعات المعارضة والناشطين السياسيين من سوريا، ولا يزال الممثل الخاص للمملكة المتحدة يلتقي جماعات المعارضة في المنطقة، وأجزت له الشهر الماضي إجراء أول اتصالات محدودة له مع الممثلين السياسيين للجيش السوري الحر خارج البلاد".

وأشار إلى أن مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية يعملون الآن مع وزارتي التنمية الدولية والدفاع البريطانيتين ومع الحلفاء الرئيسيين في مجموعة أصدقاء سوريا -بما في ذلك دول في المنطقة- على تطوير وتنسيق خطط للمساعدة.

وانتقد هيغ النظام السوري قائلا إنه يستخدم القصف العشوائي والمقاتلات والمروحيات والمليشيات لترويع المدنيين، مشيرا إلى أن أكثر من عشرين ألف شخص قُتلوا حتى الآن منذ تفجر الصراع في سوريا ونزّح ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في الداخل وفرّ 230 ألفًا آخرين إلى لبنان والعراق وتركيا والأردن.

وحث هيغ روسيا والصين على العمل مع بريطانيا "لإنهاء الأزمة في سوريا والسماح لمجلس الأمن بأن يرقى إلى مستوى مسؤولياته" مؤكدا أن بلاده تعمل بشكل وثيق مع الممثل الخاص الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.

انتقاد أوروبي
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الاثنين إنه ينبغي الاستعداد لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا -في حديثه على هامش الاجتماع الوزاري الأول حول سوريا الذي انعقد في مقر وزارة الخارجية الإيطالية- أن "سقوط نظام الأسد عندما يحدث، ينبغي أن لا يجد إيطاليا غير مستعدة له".

كما انتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الرئيس السوري وقال إنه "دكتاتور يقتل شعبه وإن جزءا كبيرا من الشعب يعارضه", وعبر عن أسفه لاستمرار كل من روسيا والصين وإيران في "دعم النظام السوري".

وأضاف فابيوس في حديث مع محطة "بي أف أم تي في" التلفزيونية وراديو مونتي كارلو أن ما يحدث في سوريا حرب أهلية قتل فيها 25 ألفا وأصيب 250 ألفا وأدت إلى نزوح أكثر من مليوني لاجئ سوري، ووصف الوضع في سوريا بأنه "فظيع".

خط أحمر
من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الروسية الاثنين إن مسؤولية تنفيذ تهديدات الجيش السوري الحر فيما يتعلق باستهداف المطارات المدنية ستلقى على المنفذين ورعاتهم على حد سواء، معتبرة تلك التهديدات غير مقبولة لانتهاكها القانون الدولي وبالدرجة الأولى اتفاقية شيكاغو عام 1944 بشأن الطيران المدني الدولي.

وكان الجيش السوري الحر قد وجه إنذارا أخيرا إلى شركات الطيران المدني بوقف الرحلات الجوية إلى مطاري دمشق وحلب خلال فترة 72 ساعة ابتداء من يوم 1 سبتمبر/ أيلول.

وأضافت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن اعتبار المطارات المدنية أهدافا عسكرية "من وجهة النظر الأخلاقية والقانونية، يعني اقتراب المعارضة الشديد من الخط الأحمر الذي تكمن خلفه أعمال لا تختلف عن تلك التي يقوم بها تنظيم القاعدة".

شبه مستحيلة
على صعيد آخر قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن مهمته تبدو شبه مستحيلة، مضيفا أنه قبل المهمة وهو على علم بمدى صعوبتها, ويشعر بالذعر من ثقل المسؤولية خاصة أمام تزايد التساؤلات عن ما يمكن أن يفعله والناس يموتون.

وقال الإبراهيمي إن ما يزيد من صعوبة مهمته هو تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من قبل الثوار، وشلل مجلس الأمن الدولي من خلال استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد عدة قرارات بشأن سوريا.

وشدد الدبلوماسي الجزائري على أن حصول تغيير سياسي في سوريا مسألة أساسية وملحّة، غير أنه رفض تأكيد ما إذا كان يقصد بقوله هذا تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، كما تطالب به المعارضة السورية.

الصليب الأحمر
وفي مسار آخر يزور رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السويسري بيتر ماورر سوريا، ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس بشار الأسد وعددا من قادة النظام لبحث سبل تسهيل وصول بعثات الإغاثة إلى ضحايا النزاع من المدنيين.

وقال بيان صادر عن اللجنة إن محادثات الدبلوماسي السويسري مع سلطات دمشق ستتركز على الأوضاع الإنسانية المتدهورة والمصاعب التي تواجه محاولات عمال الإغاثة الدوليين والمحليين الوصول إلى ضحايا النزاع.

ويقول الصليب الأحمر -الذي ينشر خمسين عامل إغاثة في العاصمة دمشق- إن أعوانه لا يستطيعون التحرك داخل سوريا بسبب القتال العنيف, رغم الحاجة الملحة لتقديم الاحتياجات الإنسانية التي تتزايد بشكل مطرد بسبب حدة الصراع وامتداده.

المصادر: