انشقاق رئيس الوزراء السوري و3 وزراء.. وغموض حول وصولهم إلى الأردن

الكاتب : الشرق الأوسط
التاريخ : ٧ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2784


انشقاق رئيس الوزراء السوري و3 وزراء.. وغموض حول وصولهم إلى الأردن

أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب انشقاقه أمس عن نظام الرئيس بشار الأسد، بعد شهرين من تعيينه في منصبه، ولجأ إلى الأردن لينضم إلى الثورة السورية، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه محمد العطري.. في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول وصوله وآخرين إلى الأردن حتى عصر أمس.

 

في المقابل، وقبل ساعات قليلة من إعلان انشقاق حجاب رسميا، كان التلفزيون السوري الرسمي قد أعلن خبر إقالة حجاب (المنتمي إلى إحدى عشائر محافظة دير الزور) من منصبه دون ذكر مزيد من التفاصيل، ثم أعلن في وقت لاحق أن الرئيس بشار الأسد عين نائب رئيس الوزراء عمر قلاونجي بمهمة تسيير أعمال الحكومة.. وبينما أعلنت مصادر المعارضة صباح أمس عن إحباط السلطات السورية لمحاولة انشقاق وهروب وزير المالية جليلاتي واعتقاله، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تكذيبا لذلك، قائلة إن جليلاتي «على رأس عمله». كما قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لاحقا إن مجلس الوزراء السوري اجتمع أمس برئاسة رئيس الوزراء المؤقت عمر قلاونجي في جلسة قصيرة حضرها جميع الوزراء.

وتلا المتحدث محمد عطري بيانا نيابة عن حجاب أمس، قال فيه «انشق حجاب عن نظام القتل والإرهاب وانضم إلى صفوف الحرية والكرامة، وهو الآن يعتبر نفسه جنديا من جنود هذه الثورة المباركة»، مشيرا إلى أنه سيكون لحجاب إطلالة لاحقة ويتحدث بنفسه عن انشقاقه.

وكشف عطري أن حجاب كان قد بدأ التحضير لعملية الانشقاق والهروب منذ تعيينه في منصب رئاسة الوزراء قبل شهرين ونصف، مؤكدا أن الأخير خيّر وقتها بين القبول بالمنصب أو القتل.. لافتا إلى أن عملية انتقال حجاب إلى الأردن أشرف عليها الجيش السوري الحر، وأن عشر عائلات رافقته بينها عائلات أشقائه الثمانية ومنهم مسؤولون في وزارتي النفط والبيئة.

من جهته، أصدر المجلس الوطني السوري بيانا حول انشقاق حجاب، لفت فيه إلى «أنّ رئيس وزراء النظام السوري رياض حجاب أعلن انشقاقه عن النظام مع عدد من الوزراء، حيث وصل إلى الأردن برفقة عائلته وعدد من أقاربه، في نفس الوقت الذي تسارعت فيه وتيرة الانشقاقات العسكرية والسياسية».

ودعا المجلس «من تبقى من مسؤولين في ركب النظام الغارق للانشقاق العاجل عنه»، مرحبا بهذه الخطوة، ومؤكدا أن الثورة السورية هي الموطن الطبيعي لكل السوريين الذين يجب عليهم في هذه اللحظات المصيرية أن يقفوا إلى جانب شعبهم وثورته البطلة، وأن يساهموا في إسقاط هذا النظام وتقويض أركانه.

وأضاف البيان «إن سرعة الانشقاقات التي تصيب مفاصل النظام السوري السياسية والعسكرية هي دليل على سرعة تفككه وقرب انهياره، وإن أي محاولات يقوم بها حلفاء النظام لإسناده وإبقائه على قيد الحياة إنما هي محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح، وسيخيب مسعى هؤلاء، وستنتصر إرادة الشعب السوري في الحرية والكرامة، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن مرحلة بشار الأسد قد انتهت وأن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة سيكون عنوانها البناء والتنمية والاستقرار والحرية».

وفي حين رفض مصدر قيادي بالجيش الحر إعطاء المزيد من التفاصيل عن عملية هروب حجاب ووصوله إلى الأردن، نظرا لحساسية الموضوع ووجود معلومات يصعب الإفصاح عنها حاليا، أكّّد لـ«الشرق الأوسط» أنّ التنسيق بين الجيش الحر وحجاب - عبر وسيط - كان قد بدأ منذ تعيينه رئيسا للحكومة السورية. لافتا، إلى أنّ الأمر استدعى دراسة الحالة والحماية الأمنية المرافقة لحجاب والرقابة المشددة عليه لمنعه من أي محاولة للانشقاق، ثم تمّ التحضير لسيناريو محكم مع الأخذ بعين الاعتبار كلّ الاحتمالات، وبينها خروج عائلته وعائلات إخوته وأخواته، إلى أن تمّ التنفيذ ليل أوّل من أمس، وتم تهريب رئيس الحكومة بعدها إلى الأردن بعد إعلام السلطات الأردنية بأهمية الشخصية السياسية التي ستصل إلى أراضيها. مشيرا إلى «أنه تمّ اختيار الأردن نظرا إلى القرب الجغرافي من سوريا في ظل استحالة دخوله إلى لبنان حيث سيطرة حزب الله».

وفي غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول وصول حجاب إلى الأردن، حيث أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة أمس أن «حجاب لم يدخل الأراضي الأردنية حتى الآن (عصر أمس)».. بينما أكدت مصادر مطلعة أن حجاب وصل إلى الأردن هو وسبعة من أشقائه، حيث يعمل واحد منهم في وزارة النفط وآخر في وزارة البيئة.

وأشارت المصادر الأردنية إلى أن أفرادا من الجيش السوري الحر استطاعوا تهريب أفراد عائلة حجاب إلى الأردن عبر الشريط الحدودي مع اللاجئين الذين يصلون الأردن بأعداد كبيرة يوميا، موضحة أن «أفراد عائلة حجاب ستبقى في الأردن، وهي الآن في مكان آمن. وسيغادر حجاب إلى قطر دون تحديد الفترة التي سيمكثها في الأردن».

وهو ذات ما أكده المتحدث محمد عطري، الذي قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «رئيس الوزراء سيتوجه إلى الدوحة غدا (اليوم) الثلاثاء أو الأربعاء أو خلال أيام، لوجود الوكالات الإعلامية هناك». فيما قالت مصادر أخرى بالمعارضة إن «حجاب سيسافر إلى الدوحة خلال الساعات القليلة المقبلة، على الأغلب الساعة الواحدة بعد منتصف الليل (أمس)، في حين سيبقى أشقاؤه» في الأردن.. موضحة أن «العلاقة بين الحكومة الأردنية ونظيرتها السورية حساسة، ولا نريد إثارة بلبلة، وفور وصول حجاب إلى الدوحة سيتم إعلان تفاصيل انشقاقه كاملة».

من جهة أخرى، لفت القيادي بالجيش الحر فهد المصري إلى أنّ انشقاق حجاب و3 وزراء سوريين، تزامن مع انشقاق عدد من كبار الضباط أحدهم برتبه لواء من الطائفة العلوية، وأنه سيتم الإعلان عن أسمائهم لاحقا.. مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أنه «ومنذ إعلان انشقاق رئيس الحكومة تكثفت الاتصالات من شخصيات أمنية وعسكرية وسياسية عبر وسطاء، من أجل تأمين حمايتهم لإعلان انشقاقهم».

وأكّد المصري، أنّه «منذ مساء أوّل من أمس، بدأت قوات النظام بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق على طول الحدود الأردنية لمنع حجاب (ورفاقه) من الخروج من الأراضي السورية». واعتبر المصري، أنّ انشقاق رئيس الحكومة السورية، أي الرجل الثاني بعد الأسد في النظام، يشكل ضربة قوية في العمود الفقري له.. مضيفا أن «انشقاق أبرز رؤوس النظام يعكس بوضوح انهيار واضح لمنظومة التبرير التي يستخدمها مع خصومه، وجاء ليكذب ادعاءات ذلك النظام وحليفه الإيراني حول موضوع المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سوريا».

المصادر: