أنصار الأسد في دمشق يفقدون الثقة به وباتوا يسلمون بسقوطه في نهاية المطاف

الكاتب : الشرق الأوسط
التاريخ : ٢٩ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2969


أنصار الأسد في دمشق يفقدون الثقة به وباتوا يسلمون بسقوطه في نهاية المطاف

حتى في ظل تأكيد القوات الموالية للرئيس الأسد سيطرتها على أغلب مناطق دمشق، يقول سكان العاصمة إنهم يشعرون باتساع الهوة بينهم وبين النظام الذي طالما دعموه، وباتوا على ثقة من سقوطه في نهاية المطاف. وأسفر هجوم كبير شنته قوات الأسد الأسبوع الماضي عن إبعاد المقاتلين الثوار عن أجزاء كثيرة من دمشق، واستمر القصف العنيف ليلا ونهارا هنا خلال الأسبوع الحالي مما أدى إلى اضطرابات في المدينة التي ظلت بمعزل عن أعمال العنف التي شهدتها أنحاء البلاد الأخرى خلال الثورة التي اندلعت منذ 16 شهرا.

 

وكان الدخان الكثيف المنبعث من الركام يلفّ شوارع دمشق، وأصوات أسلحة المروحيات تدوي في الجو والصفوف الطويلة تنتظر أمام المخابز. واضطر السكان، الذين يتقاسمون منازلهم مع السوريين الذين فروا إلى العاصمة هربا من أعمال العنف، للنجاة بأنفسهم خلال الأسبوع الماضي. ونزح أكثر من مليون شخص بسبب القتال الذي يحدث في سوريا بحسب بيانات صادرة من الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.

وقال رجل يبلغ من العمر 62 عاما: «في نفوسنا كراهية الآن تجاه النظام لا يمكن أن تنمحي». ويمتلك الرجل أربعة منازل في العاصمة، لكن لا يعتقد أن أيا منها آمن بحيث يمكن البقاء به. ورفض ذكر اسمه، مثله مثل كثيرين، لقلقه من العواقب المحتملة.

واضطر بعض سكان دمشق، الذين عادوا إلى بيوتهم، لمواجهة عواقب العنف المهلكة، فقد تم ذبح أسرتين بالكامل في ميدان عام في حي الميدان، حيث تسيطر قوات النظام بعد نحو أسبوع من القتال الشديد، على حد قول أحد السكان الذي يبلغ من العمر 30 عاما. لقد هُدمت المنازل ونُهبت المتاجر وتم اقتحام منزله على يد قوات الأمن التي ظلت تنتقل من منزل إلى آخر بعد القتال على حد قول الشاب. وأوضح قائلا: «لا يمكننا البقاء في حي الميدان، فلم تعد به حياة».

وقال الشاب الذي عمل كموظف حكومي وكان يتم دفع المال له لفض المظاهرات المناهضة للأسد من خلال استخدام العصي الكهربائية ضد المتظاهرين. مع ذلك قال إن أي ولاء يشعر به تجاه النظام قد تبدد من نفسه. وتساءل: «كيف يمكنك العمل لحساب نظام يقصف ويدمر الحي الذي تسكن به؟».

باتت المناقشات السياسية هذه الأيام معتادة وأصبح الكثيرون خاصة سكان المدينة من كبار السن يقارنون تكتيكات الأسد الحالية بتكتيكات الاحتلال الفرنسي لسوريا منذ عام 1918 حتى عام 1936. ويقول البعض هنا إن المحتلين القدامى كانوا أرحم منه. ويقول أحد الموظفين الحكوميين المتقاعدين وهو أب لأربعة أبناء إن النظام مثل نيرون الذي حرق روما.

ويحظى الجيش السوري الحر بدعم كبير في الكثير من المناطق بالعاصمة بما فيها الجزء الجنوبي من المدينة وحي برزة في الشمال. ويهلل الشباب للمقاتلين عندما يدخلون المناطق المضطربة، وقال سكان حي الميدان إن سكان الأحياء يقدمون لهم الطعام والمياه أثناء مرورهم بتلك الأحياء، لكن مع مجيء وذهاب الثوار المقاتلين، يقول الناس هنا إنهم يشعرون بأن باقي العالم تخلى عنهم.

وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 62 عاما: «يواجه السوريون مأساتهم بأنفسهم» مشيرا إلى أن جماعات حقوق الإنسان نأت بنفسها عما يحدث. وأضاف: «يا له من عار على المجتمع الدولي بأكمله أن يشاهد المذابح المستمرة ولا يحرك ساكنا».

وفي ظل عدم ترجيح القيام بأي تدخل خارجي، تولى الناس أمر الأمن بأنفسهم، حيث يتسلح الشباب بعصي طويلة وسكاكين وكثيرا ما يُشاهدون خارج منازلهم ليلا لحراسة الأحياء من أي هجمات محتملة من قبل الشبيحة المأجورين من النظام. ومع تزايد عدد السوريين الذين يتعرضون للعنف، يقول الناس هنا إنه بات من الصعب أن يستمر الأسد ونظامه، رغم اعترافهم بأن انتصار المعارضة قد يستغرق أشهرا. وقال الموظف الحكومي السابق البالغ من العمر 62 عاما والذي عمل لدى الحكومة لأكثر من 30 عاما: «سقوط النظام أمر حتمي، فلا يمكنه الاستمرار».

المصادر: