كلنا نردد مع القاشوش: طز فيك يا بشار

الكاتب : أحمد موفق زيدان
التاريخ : ٢٥ ٢٠١١ م

المشاهدات : 2626


كلنا نردد مع القاشوش: طز فيك يا بشار

أقل ما يقال بعد استشهاد بلبل الثورة السورية إبراهيم قاشوش على أيدي برابرة آل أسد حين جزوا حنجرته التي هتفت بأغنية الثورة السورية: يا الله.. ارحل يا بشار، وطز فيك وطز يا لي بحييك، والله قرفان طلع فيك، ويا الله ارحل يا بشار.. أقل ما يقال هو:

 

أن نكرر تلك الأنشودة التي تحولت إلى نشيد وطني للثورة السورية.. فبعد رحيل البطل الحموي المقدام هتفت سورية كلها بذلك الهتاف الرائع الذي جسد انهيار أسطورة الاستبداد الأسدي الذي سعى المجرم المؤسس حافظ أسد إلى بنائها وإقامتها على أنقاض الدولة السورية، وذلك بإقامة سبعة عشر جهاز أمني مجرم، مقابل خمس جامعات سورية، ومستشفيات لم تستطع معالجة حتى نائب الرئيس فاروق الشرع فسارع إلى مستشفيات لبنان ليعالج فيها..
كلنا في سورية نقولها وقلناها: طز فيك يا بشار، وسنظل نقولها حتى يرحل مع نظامه الفاسد المفسد الاستبدادي، وإلا فمن العجيب والغريب ألا يكون النظام السوري قد أدرك الرسالة التي هتفت بها الملايين من أبناء سورية في طول البلاد وعرضها، وذلك في 256 نقطة احتجاج على مدى ثلاثة أشهر تطالب برحيل النظام المجرم الأمني، وذلك في سابقة لم تعهدها الثورات العربية كلها التي كانت مقتصرة على نقاط جغرافية محدودة وغالبا في العواصم..
حماة، نهر العاصي أخذت منذ اليوم الأول لاسم نهرها نصيباً، فاستعصت على النظام السوري، وما يجري هو تكرار لعهود العصيان على الاستبداد والشمولية وخروج أبنائها عن بكرة أبيهم في جمعة ارحل، وجمعة لا حوار يعكس بشكل واضح الفجوة غير القابلة للردم بين النظام السوري وبين الشعب الذي أقسم على رحيل بشار، بغض النظر عن المواقف الدولية المنافقة والمراوغة لما يجري من حمامات دم في سورية…
إبراهيم القاشوش سيظل أيقونة الثورة تماماً كما كان حمزة الخطيب وهاجر الخطيب وتامر الشرعي، وآخرون لا تعلمونهم الله يعلمهم، وكفاهم بأن يعلمهم الله - تبارك وتعالى - ممن سطروا تاريخ سورية المجيد، ممن أعادوا لسورية ولشعبها الكرامة المهدورة على أيدي النظام السوري طوال عقود من الكبت والإرهاب والملاحقة الأمنية لكل أحرار سورية، ولكل من تجرأ وتجاسر على قول لا لأبدية آل أسد..
على المجتمع الدولي أن يدرك الرسالة وإلا فإن المزاج الشعبي السوري سينقلب كما هو عليه الآن ليس فقط على النظام السوري فحسب، وإنما على كل من يدعم ويساند هذا النظام في قتل وسحل واعتقالات شعبه، على المجتمع الدولي أن يكون يقظاً بأن سورية ليست دولة هامشية وما يجري فيها لا يمكن الصبر عليه إقليمياً ودولياً، بسبب حالات التأثير والتأثر وانعكاسات ذلك على المصالح الدولية المتشابكة في المنطقة، وبالتالي سرعة الوقوف إلى جانب الشعب السوري ستوفر الكثير من المعاناة على الشعب السوري وعلى المجتمع الدولي ومصالحه.

المصادر: