يوميات مراقب في سورية

الكاتب : عبد العزيز السويد
التاريخ : ٢٧ ٢٠١١ م

المشاهدات : 2432


يوميات مراقب في سورية

أتمنى من مراقبي الجامعة العربية في سورية كتابة يومياتهم، لو كنت واحداً منهم لكتبت عن اللحظات الأولى: "بعد ساعات من وصولنا لدمشق سمعنا دويَّ انفجارات، حتى قبل أن نلقي نظرة من نافذة الفندق على المدينة، تم أخذنا على وجه السرعة في سيارات إلى مواقع الهجمات الإرهابية الوحشية، كانت لمبانٍ أمنية تهدَّم بعضها، مشاهد مرعبة لجثث قتلى، أشلاء دامية ممزقة تناثرت هنا وهناك، والمصابون أكثر عدداً.
أصبت بالغثيان حاولت التماسك رغم مخاوف انتابتني، فمنذ وصولنا وأنا أشعر بأن هناك من يراقبني، أنا مُراقَب أكثر من أني مُراقِب. بعد هذه الأعمال الإرهابية أشعر بعدم الأمان أكثر من أي وقت مضى في حياتي، صحيح أن حولي حماية رجال مسلحين لكني لا أعرفهم ولا أطمئن إلى نظراتهم، ومنذ وصولنا إلى موقع التفجيرات إلى حين مغادرتنا والإعلام السوري يضغط علينا للإدلاء بتصريح، لاحقونا حتى داخل السيارات كاد بعضهم يجر ألسنتنا من أفواهنا، سخروا من صمتنا، كأنهم ينظرون إلى ماكينات للحكي، يا إلهي كم أشعر بأني رهينة"!
يذكر دبلوماسي عربي أن دبلوماسياً غربياً قال له: "إنه يشعر بالأمان في سورية أكثر من أي بلد آخر!" – طبعاً هذا قبل اندلاع الثورة السورية –، وحينما سأله: "لماذا"؟ أجاب: "بسبب كثرة الأجهزة الأمنية"!
مع كل ذلك الأمن والأمان في تلك الفترة أيام الرئيس حافظ أسد لم يكن بالإمكان إطلاق نكتة عن الأسد ملك الغابة ولو همساً، ومخزون النكتة العربية مترع بالنكات على ملك الغابة، لكن في سـورية هـذا خـطر كبـير منذ أيام الأب القائد إلى الأبد.
الأسد ملك الغابة في سورية يطلق عليه السبع، ليس هناك سوى أسد وحيد في بلاد الشام، ويتم تناقل قصص مرعبة عن مصير من قال علناً نكتة عن الأسد فالوشاية جاهزة، لعدد لا يحصى من الأجهزة الأمنية على المتهم إثبات أنه لم يقصد الرئيس. وبعد أن حطمت الثورة تماثيل الرئيس الأب في أكثر من مدينة سورية تم تشييد تمثال ضخم للجندي السوري الأسبوع الماضي ودشن في حفلة شعبية مهيبة، هذا زمن الجنود وكأنه يخبر أن زمن الرؤساء إلى أفول.

المصدر: موقع أخبار الثورة السورية

المصادر: