مقتل سليماني يقوض المشروع الإيراني في الجنوب السوري

الكاتب : المرصد الاستراتيجي
التاريخ : ٨ ٢٠٢٠ م

المشاهدات : 2108


مقتل سليماني يقوض المشروع الإيراني في الجنوب السوري

أكدت مصادر أمنية مطلعة أن مقتل سليماني جاء بعد رصد تل أبيب عمليات إيرانية غير معتادة في الجنوب السوري، حيث قام وفد من الحرس الثوري الإيراني بزيارة محافظة السويداء، وبحث إمكانية إنشاء قاعدتين للطائرات المسيرة بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية وشن هجمات ضد مواقع في الأردن وإسرائيل.

ودفعت تلك المعلومات بالولايات المتحدة لتعزيز قاعدتها في “التنف” بناء على طلب من الأجهزة الأردنية التي وردتها معلومات دقيقة حول نية طهران حشد بعض قبائل الأنبار لتشكيل ميلشيات موالية لها على طرفي الحدود السورية-العراقية، حيث وردت أنباء مؤكدة تفيد بتقديم الحرس الثوري الإيراني رواتب شهرية وأسلحة لشيوخ قبائل عراقية مقابل تعاونهم معها.

وأكدت المصادر أن سليماني اجتمع قبل مقتلة بنحو شهر مع ممثلين عن المجالس المحلية في محافظة درعا، إضافة لعدد من الأشخاص الفاعلين في تجنيد الشبان السوريين تحت إشراف “حزب الله” اللبناني، وتم التأكيد على ضرورة تكريس عمل المجالس المحلية في دعم الميلشيات الموالية لإيران عبر عدد من المشاريع التي ينفذها الحرس الثوري في المنطقة، وتجنيد المزيد من شباب بلدتي “كفر شمس” و”الحارة” بريف درعا الغربي في تلك الميلشيات.

وبدأت إيران بالفعل سلسلة من المشاريع الإنتاجية في محافظة القنيطرة والريف الغربي لدرعا، حيث سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي التي تعود ملكيتها للدولة، وعملت على شراء أكثر من 15 ألف رأس من الماشية، واستثمرت إيران في الثروة السمكية في سد “كودنة” بالقنيطرة، ووزعت بطاقات إلكترونية خاصة بالإنترنت اسمها “ايمتل”، وأوجدت العديد من المراكز لبيعها، بالإضافة إلى الاستثمار في مشاريع خدمية أخرى في المنطقة، وذلك لتوفير التمويل اللازم لخطة انتشار طويل الأمد وضعها سليماني في المحافظات الجنوبية، إلا أن الوضع تغير بصورة كبيرة عقب مقتل سليماني، حيث اعتمد الحرس الثوري خطة بديلة تهدف إلى تقييد حركة عناصره، والعمل بسرية مطلقة تجنباً لمزيد من العمليات ضد قادتهم في المنطقة، وسحب معظم قيادات الحرس إلى دمشق، بعد أن أخبرهم بشار الأسد رسالة من بوتين مفادها بأنه مضطر لاتخاذ إجراءات قد تكون مؤلمة بالنسبة للنظام والإيرانيين عقب مقتل سليماني.

وفي سياق آخر؛ توترت الأوضاع في السويداء نتيجة خروج تظاهرات شعبية (15 يناير 2020) أمام شركة اتصالات “سيرياتيل” التي يملكها رامي مخلوف، هتفت: “يا مخلوف ويا شاليش حلوا عنا بدنا نعيش”، إضافة لشعارات أخرى رفعها أهالي مدينة شهبا شمالي السويداء (18 يناير 2020) مثل: “بدنا نعيش” و”بدنا حقنا”، وطالبوا بمحاربة الفساد وتحسين المعيشة في ظل انهيار الليرة وارتفاع الأسعار.

ودفعت تلك الأحداث بأحد أقارب بشار الأسد بتهديد أهالي السويداء أنه سيكون: “أول من يطلق الرصاص على أجساد الخونة ‏والعملاء”، وذلك بالتزامن مع مقتل شابين وإصابة ثالث بإطلاق النار عليهم في من قبل مجهولين على طريق “الهيت-شقا” شمال شرق السويداء.

وفي محافظة درعا؛ تصاعدت مظاهر الفوضى واستهداف عناصر النظام، حيث حيث تم إطلاق النار على حاجز للأمن العسكري يقع على طريق الغارية الشرقية الزراعي في مدينة صيدا (16 يناير 2020)، وأسفر عن إصابة عنصرين من عناصر الحاجز، كما شن مجهولون هجوماً مسلحاً على “المجمع الحكومي” في ريف درعا الشرقي، وتم إطلاق النار في منطقة المسيفرة على قوى الأمن التابعة للنظام رداً على محاولتها اقتحام المنطقة بحثاً عن “مطلوبين”.

وخرج الآلاف من درعا البلد في تشييع الشاب “محمد اسماعيل أبازيد” الذي وجد مقتولاً، بعد اعتقاله من قبل عناصر “فرع الأمن السياسي”، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين ونددوا بسياسة الخطف الجديدة التي بدأ يتبعها نظام أسد عبر ميليشياته لتغييب معارضيه قسراً.

وفي 16 يناير 2020، قتل ضابطان وعنصر من النظام في هجوم مسلح استهدف حافلتهم جنوب غرب درعا على يد “مجهولين”، وذلك بالتزامن مع مهاجمة حاجزين لقوات النظام في قرية الشيخ سعد، وتجدد الاشتباكات في بلدة الصنمين، ومهاجمة ثلاث حواجز عسكرية أخرى في بلدة الكرك الشرقي، واحتجاز أهالي قرية ناحتة نحو 20 عنصراً من النظام رداً على حملات الاعتقال الأخيرة.

ودفعت تلك التطورات بوجهاء وزعماء العشائر في منطقة درعا البلد للتوقيع على ميثاق مشترك (18 يناير 2020) لمحاربة عمليات الخطف والقتل الأخيرة التي حدثت في المنطقة تحت مظلة النظام، مؤكدين أنهم لن يقبلوا بالظلم أو الفساد، وسيوحدون الجهود للقضاء على الفساد بجميع أشكاله ومحاسبة من تورط وتوغل في دماء أبنائهم.

وفي القنيطرة؛ وقعت اشتباكات بين ميلشيا عراقية تحت إمرة “حزب الله” اللبناني مع ميلشيا أخرى محلية تتبع للدفاع الوطني في مدينة البعث، وأسفرت عن مقتل خمسة عناصر من الميلشيا العراقية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح فيما سقط قتيلان من ميلشيا الدفاع الوطني.

وجاءت تلك المواجهات على خلفية اتهام الميلشيات العراقية واللبنانية عناصر الدفاع الوطني بالعمالة لإسرائيل وتزويد قواتها بإحداثيات دقيقة لقصف مواقع الميلشيات الأجنبية التابعة لإيران.

المصادر: