تفجير في دير الزور وقصف على حمص وإدلب وحلب وانشقاقات بأعداد كبيرة مع دبابات

الكاتب : الشرق الأوسط
التاريخ : ٢٠ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2931


تفجير في دير الزور وقصف على حمص وإدلب وحلب وانشقاقات بأعداد كبيرة مع دبابات

عادت وتيرة العمليات العسكرية التي ينفذها النظام السوري لتذكّر بتلك التي كان عليها قبل بدء تنفيذ خطة أنان، وقالت المعارضة السورية إن يوم أمس كان بمثابة الرد على مظاهرات الجمعة التي عمت مناطق سوريا عدة وحولت مدينة حلب إلى لاعب أساسي في خريطة الثورة السورية، إذ إضافة إلى التفجير الذي وقع في دير الزور وأوقع عددا من القتلى والجرحى، شمل القصف مناطق حمص وإدلب وحلب، بينما سجل عدد كبير في الانشقاقات في صفوف الجيش السوري من دون أن يتوقف استهداف المظاهرات، وسجلت لجان تنسيق الثورة السورية حتى بعد ظهر أمس، سقوط 22 قتيلا كحصيلة أولية.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سيارة مفخخة انفجرت في دير الزور وتحديدا في الشارع الذي يوجد فيه فرع المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية والمستشفى العسكري وتلا الانفجار إطلاق رصاص كثيف، وأدى الانفجار، بحسب المرصد، إلى سقوط العشرات بين شهيد وجريح، وغالبية الذين تأكد مقتلهم هم مدنيون من سكان المنطقة، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في مساكن المنطقة.

وفي حين اتهمت «سانا» ما سمته، «إرهابيا انتحاريا» بالتفجير، لافتة إلى أن فريقا من المراقبين عاين المكان، نفى الجيش السوري الحر علاقته بالتفجير، واتهم عمر أبو ليلى، المتحدث باسم «الجيش السوري الحر» في دير الزور، النظام السوري بالوقوف خلفه. مضيفا «التفجير استهدف منطقة حيوية ووقع بالقرب من مقرات أمنية أبرزها مبنى المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية، وبالتالي (الجيش الحر) غير قادر على الوصول إلى منطقة التفجير بسبب الإجراءات الأمنية المشددة»، مؤكدا أن دمشق افتعلت التفجير «لإيصال رسالة إلى المراقبين الدوليين الذين يزورون المحافظة»، لافتا إلى أن سرعة وصول التلفزة الحكومية إلى موقع التفجير «هي دليل على أن التفجير كان مدبرا». وقال المتحدث باسم «الجيش السوري الحر» إن المنشقين ملتزمون بوقف إطلاق النار وأن دمشق تفتعل العمليات «لكي يستدرج (الجيش الحر) إلى معارك طاحنة لكي يتذرع بها أمام العالم أن (الجيش الحر) لم يلتزم أيا من بنود المبادرة».

من جهته، أعرب «المجلس الوطني السوري» عن «إدانته البالغة لعمليات التفجير الإجرامية التي أدت إلى مقتل مدنيين في عدد من المدن السورية وآخرها اليوم في مدينة دير الزور»، محملا «النظام السوري المسؤولية الكاملة عنها»، ورأى في بيان له أن «عمليات التفجير المتكررة جزء من خطة النظام لإشاعة حالة من الفوضى والاضطراب عقب إخفاقه في قمع ثورة الشعب السوري، ومحاولة للانتقام من السوريين الذي لم تخفهم محاولاته القمعية وعمليات الاعتقال والتعذيب والتصفية والإبادة».

وإذ أكد «عدم صلة أي طرف من أطراف المعارضة السورية بتلك المحاولات»، دعا المجلس الوطني إلى «تشكيل فريق تحقيق دولي مستقل لتحديد مسؤولية تلك التفجيرات وصلة النظام بها»، كما دعا مسؤولي الأمم المتحدة إلى «تجنب إطلاق التصريحات الاستباقية التي يستفيد منها النظام ويحاول تبرئة نفسه من أي مسؤولية، خاصة أن النظام السوري سبق أن شكل جهازا أمنيا خاصا يشرف عليه مسؤولون كبار لإدارة العمليات الأمنية على الأرض بما فيها عمليات السيارات المفخخة».

وفي هذا الإطار، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري، أديب الشيشكلي، أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدا لأنه كلما اقتربت نهاية النظام السوري ستكون رد فعله العسكرية أشد وأعنف وستكون عصاباته أكثر بطشا، وسيعتمد أسلوب التفجيرات مستعينا بأطراف من خارج سوريا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «خير دليل على ذلك ما تشهده المناطق السورية في الأيام القليلة الماضية. عاد ليحاول السيطرة عسكريا وأمنيا ضاربا بعرض الحائط مهمة أنان والمراقبين»، لافتا إلى أن النظام السوري، أصبح يتصرف بمنطق «علي وعلى أعدائي»، بعدما شعر بأن زمام الأمور فلت من يده، والدليل على ذلك زيادة وتيرة الانشقاقات بأعداد كبيرة وعلى مستويات عالية ومع أسلحة ودبابات.

في حين أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن «مسلحين مجهولين» في مدينة الباب بريف حلب استهدفوا مقر شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بقذيفة «آر بي جي»، ودارت اشتباكات بعدها مع حراس المقر، كما سمع صوت انفجار وإطلاق رصاص في المدينة قرب دوار الليرمون - لفت إلى أن القوات السورية قصفت مناطق يسيطر عليها المعارضون للنظام عقب اشتباكات قال نشطاء إنها أسفرت عن سقوط خمسة من القوات بين قتيل وجريح في محافظة إدلب شمال البلاد. وأوضح المرصد أن أصوات انفجارات كانت تسمع منذ الساعات الأولى من صباح أمس في قريتي حنتوتين وبنين في منطقة الزاوية، ناتجة عن قذائف من القوات النظامية على أحراش حنتوتين. وتحدث نشطاء عن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري النظامي ومنشقين في بلدة سرمدا.

وفي إدلب، ذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين في (الجيش الحر)، في أطراف بلدة سرمدا، ووردت معلومات عن تعطيل 3 آليات عسكرية ثقيلة ما بين دبابة وناقلة جند مدرعة. كما ذكرت اتحاد تنسيقيات الثورة أنه تم تدمير 15 دبابة وانشقاق 88 عنصرا مع 6 دبابات وانضمامهم للجيش السوري الحر وأسر 15 آخرين في معبر باب الهوى الحدودي، والاستيلاء على راجمات صواريخ ورشاشات وأسلحة متنوعة.

وفي دير الزور: ذكر المرصد أن مسلحين مجهولين اغتالوا في مدينة دير الزور شقيق مسؤول منظمة تابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي في محافظة دير الزور. وفي محافظة حمص، قصف الجيش مدينة الرستن - معقل الجيش السوري الحر - لليوم الخامس على التوالي، وبث الناشطون صورا على الإنترنت تظهر جانبا من الخسائر البشرية والمادية جراء سقوط القذائف على منازل المدنيين.

وفي حمص، قال المرصد إنه سقط ثلاثة قتلى بينهم اثنان في مدينة حمص بأحياء تل الشور وجورة الشياح، ومواطن في قرية الحسينية بريف القصير توفي إثر إصابته برصاص قناصة صباحا.

كما أصيب 12 شخصا بجراح إثر إطلاق النار من رشاشات ثقيلة وقذائف هاون تعرضت له قريتا النزارية وجوسية بريف القصير.

ولفت المرصد إلى سماع صوت إطلاق رصاص من حواجز القوات النظامية المحيطة بمدينة الرستن، وأصوات انفجارات في حي جوبر ناتجة عن سقوط قذائف هاون على الحي.

كما أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بتعرض جوبر إلى القصف، وإطلاق عشوائي من رشاشات ثقيلة مصدره الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة الرستن تجاه البيوت والمنازل الآمنة ونداء استغاثة من مدينة الرستن بعد توقف الفرن الآلي عن العمل بسبب قصفه أول من أمس.

وفي ريف دمشق، أفاد مجلس قيادة الثورة في المدينة بأنه سمع دوي عدة انفجارات من جهة مفرق الريحان وتصاعد أعمدة الدخان من نفس المنطقة، كما انطلقت سيارتا إطفاء إلى الموقع ذاته، وشوهد حريق ضخم من جهة سجن عدرا المركزي. كما زار وفد من لجنة المراقبين المدينة صباحا لدقائق معدودة، وتابعوا سيرهم باتجاه ساحة الشهداء. وذكر المجلس أنه سمع صوت انفجارات من الجهة الشرقية (جسر مسرابا أو الشيفونية)، وانفجارات أخرى عنيفة ناتجة عن قصف الدبابات للمدينة من جهة شارع حلب.

وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إن قوات الأمن والشبيحة مزودة بالدبابات ومضاد الطيران اقتحمت الغوطة الشرقية، جسرين.

وسجل انشقاق عناصر من حاجزي المقسم والجوزة في سقبا، كما سمعت أصوات انفجارات ضخمة، ودارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة أطلقت من حاجز المقسم وحاجز الجوزة بعد انشقاق هذا الحاجز.

المصادر: