القوات الإيرانية تعزز قواتها في سوريا والعراق بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي

الكاتب : المرصد الاستراتيجي
التاريخ : ١٨ ٢٠١٩ م

المشاهدات : 5636


القوات الإيرانية تعزز قواتها في سوريا والعراق بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي

تعمل شخصيات عسكرة إيرانية منذ مطلع الشهر الجاري على إنشاء ميلشيا جديدة في دير الزور، يطلق عليها اسم “جيش القرى”، وذلك بهدف ملء الفراغ الناتج عن الانسحاب الأمريكي، ومنع الميلشيات الموالية لروسيا من الاستحواذ على مناطق شرقي الفرات.
وقد تم البدء في التنسيب للميلشيا الجديدة بمركز “نصر الإيراني” في شارع بور سعيد بمدينة ديرالزور، حيث سجيل نحو 100 متطوع في التشكيل الذي يشبه “جيش العشائر” المدعوم روسياً، وذلك بالاعتماد على لجان تنتشر في ريف دير الزور، وتعمل من خلال إخفاء المظاهر العسكرية الرسمية، بعد تهديدات التحالف الدولي واستهدافها بغارات الطيران الحربي.
في هذه الأثناء؛ كشفت صور الأقمار الصناعية عن عملية “بناء مكثفة” تجري في “مجمع الإمام علي العسكري” التابع لإيران بالبوكمال، حيث تم نشر صور خمسة مبانٍ محصنة يمكن استخدامها لتخزين الصواريخ الموجهة وعشرة مخازن أخرى في نفس الموقع، وتتضمن تحصينات وطبقات حماية وطريق وممرات داخل وحول القاعدة.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد استهدف هذه القاعدة في 9 سبتمبر الماضي، إلا أن عمليات الرصد أثبتت قيام الحرس الثوري ببناء مستودعات محصنة بالقرب من الموقع المدمر بعد أسابيع من الغارة الجوية.
وتم الكشف عن تلك الأعمال الإنشائية بالتزامن إجراء القوات الإيرانية مناورات مشتركة مع قوات النظام والقوات الروسية شمال شرقي سوريا، شملت تحليقاً للطائرات وإطلاقاً للصواريخ، وذلك في رسالة إلى الولايات المتحدة التي تعمل على سحب قواتها من المنطقة على عجل.
في هذه الأثناء؛ يقوم عناصر من “حزب الله” اللبناني بالتسلل إلى منطقة شرق الفرات، وتدريب واستقطاب عناصر من أبناء القبائل العربية، بالاعتماد على مؤسسات النظام التي ما تزال قائمة هناك، كغطاء لعمليات التجنيد.


وتشير مصادر محلية إلى أن الحزب يقيم معسكرات “سرية” للتجنيد، حيث قام بتخريج دورتين في مراكز “الدفاع الوطني” بالقامشلي تحت مسمى “مهام خاصة” و”مجموعات اقتحام”، وضمت كل دورة نحو 200 عنصر، يتبعون للحزب بصورة مباشرة ويعملون تحت إمرته مقابل إعفائهم من التجنيد الإلزامي بقوات النظام.
ويشرف على هذا التشكيل قيادي في الحزب يدعى “الحاج مهدي”، والذي يتخذ من “مركز النقل” الواقع بين “دوار زوري” و”الفوج 154″ مقراً له، ومساعده “الحاج نضال”، وهما لبنانيان، يعاونهما في التدريب الميداني أربعة مدربين من عناصر الحزب الذي يمنحهم مكافآت في نهاية الدورة قدرها 35 ألف ليرة سورية، ويؤمن للخريجين رواتب شهرية عبر “المصرف التجاري السوري” بالقامشلي، ويصرف لهم بدلاً مالياً قدره 80 ألف ليرة سورية، عن كل مهمة مدتها 20 يوماً.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن قوات “قسد” تعلم بتلك التدريبات التي كانت تتم في مناطق سيطرتهم، وتغض الطرف عنها، نظراً لرغبتهم في تفادي الصدام مع الإيرانيين من جهة، وللعمل على ملء الفراغ الناتج عن الانسحاب الأمريكي من جهة ثانية.


ووفقاً لتقرير أمني (18 أكتوبر) فإن قيادة الحرس الثوري الإيراني تستغل انشغال القوات الأمريكية بترتيب عملية الانسحاب، لتنفيذ مشروع طموح للسيطرة على بغداد والمنطقة الخضراء، حيث تدفقت الأذرع الإيرانية عقب الاضطرابات الشعبية على المنطقة، وأنشأت أحياء محصنة في الناصرية والعمارة والديوانية والحلة على نسق معقل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية بلبنان.
وتحت ستار “الحماية الاحتياطية” للحكومة العراقية المهددة بالسقوط؛ احتشد الآلاف من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وعناصر “حزب الله” اللبناني في الأيام الماضية بالمنطقة الخضراء حيث تقع مقرات الحكومة والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في بغداد، كما تم إرسال 7000 عنصر إلى البلدات الشيعية بحجة توفير الأمن للإيرانيين الذين يصلون لإحياء أربعينية الحسين في كربلاء.
وتحدث التقرير عن إنشاء الحرس الثوري غرفة عمليات (6 أكتوبر) بالمنطقة الخضراء لإدارة العمليات العسكرية الإيرانية في العراق، حيث تم وضع نحو عشرة آلاف عنصر من الحرس الثوري و”حزب الله” تحت تصرف “أبو جهاد الهاشمي”، مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي، للمساعدة في حال تردي الوضع الأمني بالعراق.
ويبدو أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي متواطئ بصورة مباشرة في تنفيذ خطة إيران لتوطيد نفوذها في العراق بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي، حيث تحشد القوات الإيرانية عناصرها في بغداد للتأكد من بقائه في الحكم.


ومن المرجح أن يصب قرار الرئيس الأمريكي سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا في مصلحة إيران، حيث يستعد “الحشد الشعبي” العراقي لبسط السيطرة على النقاط الحدودية مع سوريا بانتظار الأوامر للعبور.
وكانت ميلشيات عراقية موالية لإيران قد احتلت أواخر العام الماضي ثلاثين نقطة حدودية بعد أن هجرتها “قسد” تحت وطأة هجمات تنظيم “داعش”، ويتوقع أن يعود “الحشد الشعبي” إلى تلك النقاط، ما يصب في مصلحة سيطرة إيران على معظم الحدود السورية-العراقية، ويعود بعواقب وخيمة على أمن المنطقة في حال تمكن “الحشد الشعبي” و”حزب الله” من بسط سيطرتهم على شرق سوريا وربط البوكمال بالقائم غرب العراق.
وتنتشر في مدن: البوكمال، والميادين، وحطلة، ومركز مدينة دير الزور، ميلشيات إيرانية أبرزها: “الحرس الثوري”، و”حركة النجباء”، و”حزب الله” السوري”، و”لواء القدس”، و”الفرقة 313".

المصادر: