احتقان شعبي في اللاذقية من المد الإيراني

الكاتب : المرصد الاستراتيجي
التاريخ : ٣٠ ٢٠١٩ م

المشاهدات : 2231


احتقان شعبي في اللاذقية من المد الإيراني

فقدت محافظة اللاذقية في شهر يونيو الماضي عدداً كبيراً من أبنائها الذين قتلوا في المعارك التي شنها النظام شمال البلاد، ما أدى إلى تصاعد وتيرة الانتقاد العلني لسياسات النظام، حيث أطلق عدد من الجنود القدامى ممن خدموا خلال السنوات الثمانية الماضية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “حقنا نتسرح”، وطالبوا بشار الأسد بإصدار مرسوم يسرحهم من الخدمة الإلزامية.
وتنامت مشاعر الاحتقان إثر الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل المعارضة على محاور متعددة في جبل التركمان شمال شرقي اللاذقية (9 يوليو)، وأدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، واضطرت قوات النظام إلى فتح خط نقل عسكري داخل المدينة لنقل المصابين، الأمر الذي لم تشهده المدينة منذ التدخل الروسي نهاية 2015، وتحدثت المصادر عن وصول 70 مصاباً إلى مستشفى اللاذقية العسكري، ونحو 30 إلى المستشفى العسكري القديم، إضافة إلى نحو 20 مصاباً تم إسعافهم في مستشفى تشرين الجامعي.
وأدى تجمهر المئات من ذوي الضحايا من “قوات الدفاع الوطني” و”كتائب حزب البعث” و”اللواء 44″ أمام المستشفيات إلى حالة من الفوضى، ما أدى إلى استنفار عناصر “المخابرات الجوية” و”الأمن العسكري” ونصبهم مجموعة حواجز داخل المدينة، وقيامهم بإطلاق النار لفتح الطرق أثناء مرور مواكب الإسعاف، وأدى ذلك إلى تفشي حالة من الفزع في المدينة جراء الخوف الذي سرى فيها، مترافقاً مع عودة نشر قوات الأمن.
أما المصدر الثالث للغليان الشعبي في محافظة اللاذقية فيتمثل في انتشار عدد كبير من القوات الإيرانية في المناطق الساحلية طلباً للحماية الروسية من القصف الاسرائيلي.
وتتحدث مصادر محلية عن قيام كبار الضباط الإيرانيين بحجز أفضل الفنادق والشقق المفروشة في سواحل اللاذقية واستحواذهم على طوابق بأكملها في فندق “ميريديان”، وفي شقق مفروشة بالعمارات المطلة على البحر، ونزول بعضهم في فيلل وقصور فخمة، ومنع السكان المحليين من الوصول إلى تلك المناطق حماية للقيادة الإيرانية التي نزلت في مناطق تعتبر آمنة من القصف الإسرائيلي.
وعبّر مئات السكان عن سخطهم من استمرار النظام في منعهم من دخول قراهم بريف اللاذقية، وتحويلها إلى مقرات لإقامة عناصر من الميلشيات الإيرانية في الريف الممتد نحو 50 كيلومتراً على طريق حلب، وكان الكثير منهم قد طلبوا من محافظ اللاذقية التوسط لهم للعودة إلى بيوتهم، إلا أن الرفض كان يأتي دوماً بحجة انعدام الأمن و”قصف الإرهابين الدائم للقرى”، فيما يقيم عناصر الميلشيات في بيوتهم دون أن يتعرض لهم أحد.
وتحدث مصدر مطلع عن قيام أهالي القرى المسيحية بمطالبة الكنيسة للتوسط مع الروس لتأمين عودتهم، إلا أن مطران الروم الأرثوذكس شرح للأهالي في اجتماع موسع صعوبة عودتهم، وطويت القضية لأجلٍ غير مسمى.
أما على الصعيد الطائفي؛ فقد أدى توقيف القوات الروسية أنشطة “المركز الثقافي الإيراني”، و”مركز جامع الرسول الأعظم للتنمية والدعم” وغيرها من المؤسسات الإيرانية باللاذقية إلى توقف المساعدات التي كانت تُقدم لأكثر من 4 آلاف عائلة علوية، إلى تركيز تلك المؤسسات جهدها على القرى الشيعية مثل “اشتبرق” و”كفرية” و”الفوعة”، ما أثار استياء العلويين الذين سُحبت أسماؤهم من الجمعيات المسجلة في اللاذقية لدعم النازحين.
ويشعر سكان اللاذقية يسخط شديد إزاء قدوم مئات الضباط الإيرانيين للمحافظة، لعدم قدرتهم على تأمين الحماية الذاتية إلا تحت المظلة الروسية، وبالقرب من قاعدتها الجوية، وتعاقد المئات منهم مع متعهدين لتأمين شقق لهم في ريف اللاذقية العلوي، إضافة إلى استحواذ الإيرانيين على طوابق خاصة لهم في المستشفيات العسكرية.
وأدى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية إلى تفشي ظاهرة الانتحار في المناطق الموالية للنظام، حيث أكد مدير عام “هيئة الطب الشرعي” التابع للنظام (2 يوليو) التابع للنظام تسجيل 59 حالة انتحار في الأشهر القليلة الماضية، بينهم 27 امرأة و11 قاصراً، وذلك من خلال إنهاء حياتهم بواسطة الشنق (20 حالة)، أو عبر إطلاق النار (13 حالة) أو السقوط من مكان شاهق (8 حالات)

المصادر: