نحتاج للأدب أكثر من حاجتنا للعلم

الكاتب : أسامة حوى
التاريخ : ٢ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 3927


نحتاج للأدب أكثر من حاجتنا للعلم

إننا اليوم بحاجة لمزيد من الأدب أكثر من حاجتنا لمزيد من العلم...

إن أعمق طعنة يمكن أن يتلقاها أي فكر أو أي منهج أو أي كيان إنما تكون بيد أتباعه، حينما يسيؤون إليه وأكبر ظنهم أنهم يدافعون عنه وينافحون..

آيات وآثار كثيرة تلك التي تدعو إلى حسن التعامل مع المخالف واستعمال الحكمة في حواره وجداله، فأين نحن منها وعند أدنى خلاف تُسفح المودّة وتُنحر الأخلاق وتُمحى الأخوّة ويحصل التدابر والتنافر والتناحر والتقاطع والجفاء.. بل ويصل الأمر إلى حدّ الافتراء...

إلى متى وطاقاتنا مهدورة في الردود والمناكفات فيما لا يظهر حقا ولا يزهق باطلا، فتنبري الأقلام وتنشط الأدمغة وتتفتق المواهب في الردّ على المخالف عند أدنى خلاف... بينما تقصر الجهود وتنزوي العقول وتخور الهمم في بناء شخصية طالب العلم المؤهل للذّود عن حياض دين يتربص به المتربصون !!!

إنني أجزم أن المحاضن العلمية بحاجة إلى تجديد في الأسلوب يتناسب مع هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة..
نحن بحاجة لترتيب الأولويات وهذا دأب المحاضن العلمية عبر التاريخ الإسلامي، ففي كل زمن كانت الأولويات تطغى فيصطبغ ذلك الزمن بصبغة عامة تميزه عن الآخر، فنرى الأزمنة الذهبية للفقه وجهابذته، وكذلك المراحل المضيئة للحديث ورجاله، وكذلك لعلوم الآلة عصور زاهرة، ولمباحث العقيدة أزمنة ورجال ومجدّدون وقفوا كالطود الشامخ ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين...

فما هي أولوياتنا في بناء طالب العلم أولا وفي ميادين الدعوة ثانيا خلال هذه المرحلة الحساسة الحرجة، وفي ظل هذا التشرذم المريع والتشتت الفظيع ؟؟

إنني أكاد أقسم بأن التأدب بأدب الخلاف هو أشد ما يحتاجه طالب العلم اليوم، فالتأدب به كفيل بلمّ شعث الأمة والحفاظِ على الجهود المهدورة وإزالةِ الضغائن والتصالح بين أبناء الأمة.. وفي تطبيقه قضاء على الفجور الذي نراه ونسمعه ونعايشه في الخصومة بين أتباع المناهج المختلفة.

المصادر: