هل تعطي قمة طهران الضوء الأخضر لمعركة إدلب؟

الكاتب : رامي القليوبي، أمين العاصي
التاريخ : ٦ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 1920


هل تعطي قمة طهران الضوء الأخضر لمعركة إدلب؟

تتجه أنظار ملايين المدنيين المقيمين في محافظة إدلب ومحيطها إلى قمة طهران بين روسيا وإيران وتركيا بشأن سورية، غداً الجمعة، لحسم مصير شمال غربي سورية. وفي ظل أنباء عن تباين بالرؤى بين الثلاثي الضامن لاتفاقات مسار أستانة، رجّحت صحف روسية أن تسفر القمة المرتقبة عن اعتماد خطة العملية العسكرية في إدلب رغم الاعتراضات التركية.

وزاد تأكيد وزارة الدفاع الروسية تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية في إدلب من تساؤلات الصحف الروسية حول ما إذا كانت قمة طهران ستعطي الضوء الأخضر للعملية العسكرية.

وفي مقال بعنوان "القمة تحسم مصير إدلب" نشر في عددها الصادر اليوم الخميس، توقعت صحيفة "كوميرسانت" أن تسفر القمة المرتقبة عن اعتماد خطة العملية العسكرية، وأكد مصدر دبلوماسي- عسكري أن "تفاصيل العملية سيتم الاتفاق عليها بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران في لقاء طهران، على ألا تنفذ أي أعمال عسكرية مباشرة قبل ذلك".

من جهته، اعتبر الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، هو الآخر أن تجدد الغارات الروسية على إدلب، والتي كانت متوقفة منذ 15 أغسطس/ آب الماضي، "قد يكون دليلا على أن الاستعدادات للتقدم دخلت مرحلتها الختامية".

وفي مقال بعنوان "كيف يمكن تقسيم إدلب؟ لا مفر من عملية عسكرية جديدة في سورية"، نشر بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية، توقع سيميونوف أن تناقش قمة طهران أطر العملية، حيث "قد تقبل تركيا بانتقال بعض المناطق شمال غرب سورية إلى سيطرة نظام الأسد، على ألا يؤدي ذلك إلى إلحاق هزيمة بفصائل المعارضة أو نزع سلاحها أو خسارتها أي مواقع حيوية، مما سيسمح لجميع الأطرف بحفظ ماء الوجه".

وفي حين حذرت الولايات المتحدة من أن أي استخدام لسلاح كيميائي من قبل النظام سيؤدي إلى رد باستخدام القوة، توقع سيميونوف أن "التصريحات الأميركية قد تبقى تصريحات، مثلما حدث خلال المعارك في الغوطة الشرقية وجنوب سورية، في حال امتنع الأسد عن استخدام أسلحة الدمار الشامل". 

 التحذيرات تتوالى والنظام يقصف بالصواريخ العنقودية

وفي سياق التحذيرات من الهجوم على محافظة إدلب، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إن العالم والولايات المتحدة يرصدان تطورات الأوضاع في سورية. وأضاف: "وضع مثير للحزن في محافظة إدلب، إذا وقعت مذبحة فسيكون العالم غاضباً للغاية".

بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو "نبذل جهوداً مكثفة لمنع الهجمات على إدلب ومنع النظام من انتهاك وقف إطلاق النار".

وأضاف جاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة مع نظيره الألماني هايكو ماس، مساء الأربعاء، أن "النظام يريد مهاجمة إدلب والسيطرة عليها، وهذا واضح، لكن هناك ضامنين للنظام، إيران وروسيا، واتصالاتنا معهما مستمرة".

ميدانياً، أفاد ناشطون محليون بأن قوات النظام واصلت اليوم الخميس قصف مناطق في محافظة إدلب، موضحين أن القصف الذي وصفوه بـ "الكثيف" بالصواريخ (أرض – أرض) العنقودية تركز على قرى وبلدات في الريف الجنوبي الشرقي، منها: التح، البريصة، جرجناز، التمانعة. 

في المقابل، تستعد فصائل المعارضة السورية لكل الاحتمالات في الشمال الغربي، إذ يؤكد قادة فيها أن احتمال اندلاع المعركة لا يزال قائماً، على الرغم من الحراك السياسي المعلن وغير المعلن من الأطراف كافة. 

المصادر:

العربي الجديد