ماذا أربح من صلاة الجماعة؟

الكاتب : عبد الوهاب خيتي
التاريخ : ٢١ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 2237


ماذا أربح من صلاة الجماعة؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فهذه رسالة قصيرة في فضل صلاة الجماعة بعنوان:

ماذا أربح عندما أؤدي صلاتي مع جماعة المسلمين في المسجد؟ وماذا أخسر عندما أؤديها منفردًا في البيت أو في العمل؟

قيل لشيخ تجاوز السبعين، وتجاوز – بفضل الله – مرضًا شديدًا أصابه، قيل له:

لمَ لا تصلي في البيت وتريح جسمك المتعب من عناء الذهاب إلى المسجد، وتوفر على نفسك عناء نزول الأدراج وصعودها؟ والمسافة إلى المسجد ليست قصيرة، والأجواء متنوعة بين برد شديد، وريح قاصف، أو حر شديد، أو مطر هاطل؟ وقد تجاوز الله الرحيم بعباده عن الشيخ الكبير والمريض وذوي الأعذار المختلفة ما لا يطيقون من العبادات، أو يجدون فيها شدة وعنتًا؟

يقول الشيخ: نعم نعم! جزاكم الله خيرًا على نصيحتكم، وبغض النظر عن رحمة الله بعباده، وما يسره للمسافر والمريض في ما افترضه عليه من العبادات، ولكنني سأنظر لنصيحتكم من وجهة نظر واحدة هي الربح والخسارة، ومن منا لا يرغب بالربح؟ أقول: ماذا أربح إذا أديت صلاتي في المسجد؟.وماذا أخسر لو أديتها منفردًا في البيت؟

 

أولاً- الأربــــاح:

1-النية: يبدأ الأجر من النية؛ فإذا نويت أن تصلي جماعة في المسجد فلك أجر نيتك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات".

2-أجر الوضوء وإعداد نفسك للخروج من البيت من لبس الثياب، وأخذ شيء من الطيب.

3-دعاء الخروج من البيت، ومما ورد فيه قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا خرج الرجل من بيته فقال: "بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله" قال: يقال له: هديت وكفيت ووقيت " ويتنحى عنه الشيطان"، فيقول شيطان آخر: كيف لك برجل كفي ووقي وكفي؟!

ودعاء آخر هو قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي"

4-دعاء الذهاب إلى المسجد: "اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم أعطني نورًا".

5-الدعاء عند دخول المسجد: " بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم".

6-أداء صلاة ركعتي تحية المسجد قبل إقامة صلاة الجماعة.

7-انتظار إقامة الصلاة مع ما فيه من ذكر أو استغفار، أو قراءة للقرآن وغير ذلك، وما أعد الله لمن ينتظر الصلاة من أجر وثواب، ولنذكر قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط).

هذه الفضائل السابقة كلها وعد بها المسلم ولم تقم الصلاة بعد.

8-أداء الصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد وأجر هذه تعادل (25) أو (27) مرة من أجر الصلاة منفردً ا.

9-أداء الأذكار الواردة بعد كل صلاة، وما في ذلك كله من أجور عظيمة.

10-إذا تيسر للمصلي البقاء في المسجد للذكر، أو قراءة القرآن أو غير ذلك، وما في ذلك من أجور عظيمة.

11-الدعاء عند الخروج من المسجد، وقد ورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم".

12-العودة إلى المنزل، وفي كل خطوة يخطوها له فيها أجر فقد ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضائل عديدة للمشي (ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة...) متفقٌ عليه.

13-كما أن كل خطوة تمحى بها سيئة وتكتب حسنة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهباً وراجعا) رواه أحمد

14-ثم إنه كلما كان بيتك أبعد عن المسجد كلما كان أجرك أعظم....
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم...) متفقٌ عليه، وفي رواية للإمام أحمد وأبو داوود أنه - صلى الله عليه وسلم- قال: (الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً)

15-وبكل خطوة الى المسجد صدقة، والدليل: (وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة...) متفقٌ عليه.

16-كما أن الذي يذهب إلى المسجد يعد الله له نزلاً في الجنة، الدليل: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح) متفقٌ عليه.

17-الذي يذهب إلى المسجد له أجر الحاج المحرم وهذا كنزٌ ثمينٌ جداً، الدليل: قوله عليه الصلاة والسلام: (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم...) رواه أبو داوود وهو حديثٌ حسن.

18-المشي الى المساجد ضمان على الله بالرزق ودخول الجنة عند الموت، الدليل: (ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة، من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله....) رواه أبو داوود.

19-أحب البلاد الى الله المساجد، الدليل: (أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) رواه مسلم.
ماذا تنتظر وأنت ترى وتسمع وتقرأ هذا الفضل العظيم لمجرد الذهاب إلى المسجد والصلاة فيه بنية خالصة لله تعالى!!... لماذا كل هذه الأجور الكبيرة لعملٍ بسيط مثل المشي إلى المساجد؟!
وذلك لأن هذه نعمةٌ عظيمة غفل عنها الكثيرون أنعمها الله على عباده الصالحين لكي يحصلوا على أكبر قدرٍ من الحسنات والدرجات قبل الموت عسى أن يزداد ميزان الحسنات ويقل ميزان السيئات وترفع الدرجات ويكون الفوز العظيم بالجنة دار الخلود فلا ننسى دائماً إخلاص النية لله تعالى في كل الأعمال الصالحة وحتى البسيطة منها..

20-العودة والدخول إلى البيت والسلام على الأهل: فعن أنس- رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يابني ! إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ".

وبعد: فهذه هي الأرباح لمن يؤدي كل فريضة في المسجد، ولا خسائر والحمد لله.

وننتقل إلى المسلم الذي يؤدي صلاته منفردًا في بيته، أو في معمله، أوفي مكان عمله فما الأرباح وما الخسائر؟؟

 

أولاً – الأرباح:

من الأرباح ال (20) التي سبق ذكرها نجد ربحا واحدًا هو أنه أدى صلاة الفريضة التي افترضها الله عليه، وقد يؤديها بأركانها وركوعها وسجودها وخشوعها، وكثيرًا ما يؤديها- في وسط بيته ومشاغله – وقد ابتعدت عنه الطمأنينة والخشوع.

ثانيًا- الخسائر:

1- خسر المصلي في بيته أو سوقه أو (المنفرد) أجر النية بالصلاة مع جماعة المسجد.

2- خسر المصلي المنفرد أجر التهيؤ للخروج من البيت ولبس أجمل ما عنده من لباس مع أخذ شيء من الطيب.

3-خسر المصلي المنفرد أجر دعاء الخروج من البيت إلى المسجد.

4- كما يخسر أجر كل خطوة يخطوها للمسجد.

5- ويخسر دعاء الدخول إلى المسجد.

6- ويخسر أجر صلاة السنن؛ تحية المسجد، والسنن الراتبة إن تيسر الوقت لأدائها.

7- يخسر مضاعفة الأجر في أداء صلاة الجماعة (25 أو 27) ضعفًا، بل ينال أجرًا واحدًا.

8- يخسر المصلي المنفرد أجر البقاء في المسجد بعد الانتهاء من الصلاة؛ إن تيسر له ذلك.

9- ثم يخسر أجر دعاء الخروج من المسجد.

10-يخسر المصلي المنفرد أجر كل خطوة يخطوها عائدًا إلى بيته.

11-وأخيرًا يخسر المصلي في بيته (المنفرد) أجر دعاء الدخول إلى بيته والبركة الحاصلة له من السلام على أهله.

ولا يفوتنا أن نشير إلى أن أصحاب الأعذار الذين لا يتمكنون من أداء الصلاة في المسجد-لعذر مقبول شرعًا- ينالون أجر صلاة الجماعة إن كانوا قد اعتادوا أداء صلواتهم في المسجد، وإن صلوها في البيت أو المستشفى أو سفر، أو أي مكان آخر لا يتمكنون فيه من الصلاة في المسجد.

اللهم أعنَّا على أداء ما افترضته علينا، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك.

المصادر: