نظرات في الربيع العربي والثورة السورية

الكاتب : غازي التوبة
التاريخ : ٩ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 2629


نظرات في الربيع العربي والثورة السورية

هذا كتاب تحدثت فيه عن موضوعين مترابطين، هما : الربيع العربي الذي انطلق في مطلع عام 2011، والثورة السورية التي هي جزء من فصول الربيع العربي.

وقسمته إلى بابين:

الأول : بعض قضايا الربيع العربي .

والثاني : أضواء على الثورة والسورية .

عالجت في الباب الأول عدة أمور مرتبطة بالربيع العربي :

●  وتساءلت في المقال الأول:" لماذا انفجر الربيع العربي وتحركت الشعوب؟" وبينت في هذا المقال أن علاقة الحكام بالشعوب بعد الحرب العالمية الثانية لم تكن علاقة صحية، بل كانت علاقة بطش وعنف من الحكام نحو الجماهير، وذلك ناتج عن قلة شعبيتهم، وعداء الجماهير لهم، ثم استعرضت العوامل التي كانت وراء سقوط نظام حسني مبارك في مصر، فعددّتها وهي خمسة عوامل.

● ثم انتقلت في المقال الثاني للحديث عن" الاستبداد المعاصر: مصادره وهزيمته"  فبينت فيه أن الاستبداد يأخذ مادته من الاستبداد الحديث والقديم، فهو يأخذ من الاستبداد الحديث أسوأ ما عنده من أجهزة مخابرات وآلات قمعية، كما يأخذ من الاستبداد القديم أسوأ ما عنده وهو تقديس الحاكم، لكننا موقنون بأن هذا الاستبداد سيهزم، والسبب هو القرآن الكريم الذي ولد على مدار العصور الإنسان المسلم الذي لا يخضع للاستبداد، ولأنه ينفذ قول الله تعالى: ﴿ اذهب إلى فرعون إنه طغى ﴾ هذا الأمر الذي يطلب من المسلم أن يواجه فرعون عصره، كما واجه موسى عليه السلام فرعون عصره.

● ثم تحدثت في المقال الثالث عن "المخاطر التي تتربص بثورات الأمة" ووضحت أن هذه المخاطر تأتي من ثلاث قوى، هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، وإيران. وبينت وسائل كل دولة في عرقلة مسيرة ثورات الأمة.

● ثم جاء المقال الرابع تحت عنوان "بماذا يجب أن تهتم ثورات الربيع العربي؟" وبينت أن ثورات الربيع العربي يجب أن تهتم باقتصاد البلدان التي ثارت شعوبها، وأن عليها أن تسد حاجتها وتكفيها مؤونة العيش الكريم، مع أنها لم تثر لهذا فقط، بل ثارت على الحكام الذين استخذوا أمام اسرائيل، وركعوا أمام أمريكا، وأن عليها أن تهتم كذلك بهوية الأمة: من قرآن كريم، وسنة مشرفة، ولغة عربية، فهذه الهوية تواجه تهديداً مستمراً لم يتوقف، كذلك عليها أن تواجه التفتيت الثقافي والتجزيء السياسي الذي تقوده أمريكا في كل من العراق وسورية واليمن وليبيا إلخ....

ثم تحدثت في المقالات الخامس والسادس والسابع عن الديمقراطية والمواطنة، وبينت عدة أمور منها: أن الديمقراطية والمواطنة ليستا جديدتين علينا، بل جاءتا مع مطلع القرن العشرين، وطبقتا في عدد من البلاد العربية، وبينت أن أحد العوامل في فشل التجربة الديمقراطية يعود إلى النقل الحرفي لها وعدم مراعاة واقعنا الموضوعي، أما بالنسبة للمواطنة فقد بينت أن هذه القيمة لم تترسخ لأنها قيمة لا تتولد بمجرد ادعائها وطلبها، بل لابد من من وجودها من خلال تفاعل عدد من العوامل لعشرات السنين، ونحن لدينا قيمة بديلة وهي قيمة "الأخوة الإسلامية".

ثم تحدثت في الباب الثاني "أضواء على الثورة السورية" والذي خصصته لوقائع وتطورات الثورة السورية:

● فذكرت في المقال الثامن "بماذا اتصف حكم البعث في سورية؟" وبينت أن حكم البعث اتصف بعدة صفات هي: الاستبداد والعنف، اللادينية، العنصرية، الفساد المادي، وبينت أن هذه الصفات جاءت من الفكر القومي العربي والاشتراكية وهما المبدآن اللذان قام عليهما حزب البعث.

● ثم بينت في المقال التاسع كيف أن آل الأسد يستغلون الطائفة العلوية، وأن المطلوب من الطائفة أن تتخلى عن أسرة آل الأسد لكي تنجو من إثم الجرائم التي يرتكبونها. ثم وضحت في المقال العاشر أسباب الثورة السورية وتطوراتها، وذكرت أن الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة السورية هي: انعدام الحياة السياسية وتأليه الحاكم، تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر المدقع، عداء الحزب للدين ومحاربة المتدينين، استخذاء النظام أمام اسرائيل، انعدام الكرامة، تفشي الظلم وانعدام المساواة، تغوّل الأجهزة الأمنية وسحقها للمواطن، ثم بينت تطورات الثورة السورية السياسية والعسكرية، وبينت كيفية استفادة النظام السوري من روسيا وإيران في تدعيم موقفه، واستمرار قدرته على البطش بالثوار من ناحية الاعتقالات والسجن والقتل.

● ثم بينت في المقال الحادي عشر وهو الذي أخذ عنوان" رسالة مفتوحة إلى الفلسطينيين في سورية" بينت فيه ضرورة مشاركتهم في الثورة السورية، لأنهم أبناء أمة واحدة مع إخوتهم في سورية، وعليهم القيام بواجب الأخوة ومساندتهم في الوقوف إلى جانبهم في ثورتهم ضد الديكتاتورية والظلم والفساد .

● ثم تحدثت في المقال الثاني عشر والذي جاء عنوانه "أضواء على مشروع الولي الفقيه" وبينت أن هناك مشروعين لتدمير الأمة هما: المشروع الصهيوني، ومشروع الولي الفقيه في تدمير المنطقة.

● ثم جاء المقال الثالث عشر بعنوان "صفات العالم: البوطي نموذجاً معكوساً"، وتحدثت فيه عن صفتين من صفات العالم التي يجب أن يتحلى بها العالم وهما: الربانية، الانحياز إلى الأمة، وعند دراسة شخصية سعيد رمضان البوطي وتاريخه نجد أنه لم يتحلّ بالصفتين السابقتين، فهو قد كان لصيقا بحاكم سورية حافظ الأسد، ثم ابنه بشار الأسد، ولم ينحز إلى الأمة بل انحاز إلى الحاكم عندما  ثار الشعب على نظام الأسد سواء في الثمانينات أم في عام 2011.

● ووجهت في المقال الرابع عشر" رسالة مفتوحة إلى أخوتنا الأكراد " دعوتهم فيها إلى الاستفادة  من تجربتنا -نحن العرب- في التعامل مع الغرب، ونكثه بكل وعوده في إقامة دولة موحدة، كما دعوتهم إلى الاستفادة من موقف القيادات القومية العربية المعادية للدين، وبينت أن عدم نجاح النهضة عندنا ناتج من العداء القومي للدين، وهو ما تقوم به قياداتهم القومية الكردية التي تعتبر أن الأمة الكردية تقوم على عنصري اللغة والتاريخ وتستبعد الدين، وهذا شيء بعيد عن الصواب.

أسأل الله –تعالى- أن يكون هذه الكتاب لبنة من لبنات بناء هذه الأمة العظيمة، وأن يكون نقطة ضوء في بناء الوعي الصحيح من أجل الوصول إلى الأهداف التي نتطلع إليها، وهي تحقيق الانتصار في مواجهة الطغاة والظلمة والجبارين والفراعنة، تحقيقاً لقوله تعالى: "ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون"(سورة الصافات، 171-173)، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

للاطلاع على الكتاب كاملاً اضغط هنا 

المصادر: