فاروق الشرع سني غير مقبول من السنة ولا يمتلك أي صلاحيات

الكاتب : العربية نت
التاريخ : ١١ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2901


فاروق الشرع سني غير مقبول من السنة ولا يمتلك أي صلاحيات

قابل السوريون اليوم الأحد ما أشيع عن موافقة روسيا تسليم الرئيس بشار الأسد صلاحياته لنائبه فاروق الشرع، بسيل من النكات والسخرية، أبرزها أنه قد يعلن انتحاره على طريقة محمود الزعبي وغازي كنعان.

 

إن كانت هذه الموافقة تعد تقدماً كبيراً بالنسبة للسياسة الدولية والعربية، فإنها ربما لا تشكل بالنسبة للشعب السوري أكثر من لعبة أخرى يتقنها النظام ليبقى مطبقاً على خناق الناس وحريتهم، فمن هو فاروق الشرع؟ وهل يمكن بحال من الأحوال أن يعيد المتظاهرين إلى بيوتهم؟

يبدو الرجل السني ذو الـ 74 عاماً والذي من الممكن أن يصبح رئيس سوريا الجديد، محنكاً في السياسة مجرداً من أي صلاحية حقيقية، غير مقبول من السنة، وإن كان متحدراً من أصول درعاوية (مهد الثورة السورية) لكنه لم يكن على مستوى تلك الأصول (من وجهة نظر المتظاهرين ومطالبي إسقاط النظام).

فاروق الشرع الحاصل على إجازة في الأدب الإنكليزي، والدارس للقانون الدولي في جامعة لندن، هو من أكثر من رافق حافظ الأسد ونظامه التصاقاً ووفاء له، وعلى الرغم من أن الرئيس الحالي بشار الأسد، وبمجرد تسلمه للسلطة، بدأ بالتخلص من "الحرس القديم" الذي ورثه مع حكمه من عهد أبيه، فإن الشرع احتفظ بوجود نظري في الحياة السورية السياسية، ونُحي عملياً بترقيته ليصبح نائباً للرئيس، فتقلصت مهماته ودخلت علاقاته السياسة- التي عمل على تنشئتها أكثر من عقدين من خلال عمله السابق الديبلوماسي- في سبات لم يلبث أن تحول إلى موت سريري وفعلي، ما جعله يخسر حتى حضوره الإعلامي والشعبي حتى في ذاكرة السوريين.
ظهور سلبي

لم يظهر الشرع منذ أن بدأت الثورة السورية إلا مرات قليلة ومعدودة، لم تترك أي أثر واضح لا شعبياً ولا إعلامياً، فظهوره على شاشة التلفزيون السوري في لقطة قصيرة، معلناً عن قرارات هامة ستصدر عن القيادة السورية متمثلة برئيسها لم يكن ذو قيمة لجهة تصديق الناس لما أعلنه، وإنما كان رداً في حينها على الإشاعات التي انتشرت وقويت في الشارع السوري عن خلافات ضمن النظام الحاكم بطليها فاروق الشرع وماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، على خلفية ما سمي حينها "مجزرة الصنمين" في درعا مسقط رأس نائب الرئيس، وراج محلياً وعربياً، أن الشرع طالب بإعدام المتورطين بالمجزرة، ليأتيه الرد من ماهر الأسد بطلق ناري استقر في بطن الشرع، وبقيت تلك الحكاية قيد التداول إلى أن ظهر ذلك الظهور اليتيم على شاشة التلفزيون.

وإن كان ظهوره الأول أتى باهتاً، خالياً من أي مصداقية، فإن ظهوره الثاني لم يكن بحال أحسن، إذ إنه كلف من قبل الرئيس بشار الأسد بمحاورة المعارضة في مؤتمر الحوار الوطني (المرفوض من الشعب حينها)، ليظهر الرجل بلا موقف تقريباً، وبلا فعالية حقيقية كنائب لرئيس الجمهورية، ولتترسخ القناعة لدى الناس بأنه ليس أكثر من واجهة للنظام الأسدي، يحمل القلم ويوقع على ما يؤمر أن يوقع عليه.
مادة للسخرية

اعتاد السوريون على قصص انتحار المسؤولين "المغضوب عليهم" التي تعلن رسمياً من قبل النظام الحاكم، كما حدث مع رئيس الوزراء السوري في عهد حافظ الأسد محمود الزعبي، في عام 1999، وأيضا انتحار ضابط الأمن الرفيع والمخيف غازي كنعان عام 2005.

وما إن اقترحت المبادرة العربية أن يستلم الشرع مسؤوليات رئيس الدولة حتى راجت النكات حول قرب سماع خبر انتحار نائب الرئيس فتم تصميم «بوسترات» تم تغيير صورة الأسد فيها بصورة الشرع وتحتها كلمة «بنحبك» مع إطلاق شعار «الله.. سوريا.. والشرع وبس»، و«غير بتلاتة ما منروق.. الله وسوريا وفاروق»..

وأما أكثر ما كان لافتاً وطريفاً فهو توقع الشعب السوري أن يتم قتل الشرع وتعيين ماهر الأسد نائباً للرئيس، واعتبر البعض أن تولي فاروق الشرع لمنصب رئيس جمهورية سوريا يعني أربعين سنة جديدة مقبلة من شعارات: بالروح بالدم نفديك يا شرع»، بينما اقترح البعض أن تكون شعارات أيام الجمع المقبلة "الشعب يريد انتحار الشرع".
بطاقة شخصية‏

ولد فاروق الشرع في مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا والقريبة من الحدود الأردنية في عام 1938 من أبوين سوريين، وتخرج من كلية الآداب ( اللغة الانكليزية) في جامعة دمشق لعام 1963. وانتقل بعدها لدراسة القانون الدولي في جامعة لندن بين عامي 1971/1972 وبدأ حياته العملية في شركة الطيران السورية منذ عام 1963 وحتى عام 1976 وشغل فيها عدة مناصب منها مدير لمكتب الشركة في دبي ثم مدير اقليمي في لندن ومدير تجاري في دمشق.

وبعدها اختاره الرئيس الأسد ليحتل مركز سفير سوريا لدى إيطاليا بين عامي 1976 و1980.
في عام 1980 عين وزير دولة للشؤون الخارجية وحتى 1984 حيث عين وزيرا للخارجية السورية. ‏

الشرع متزوج من سيدة مثقفة وكانت تشغل منصبا في وزارة الخارجية السورية ثم تفرغت بعد تسلمه وزارة الخارجية. وللشرع ولد وبنت، وابنه "مضر" طيار مدني.
احترقت أوراق الشرع لدى الشعب السوري بشكل كامل مع بداية الثورة السورية، حيث انتظر الناس منه موقفاً كونه سنياً وابن مدينة درعا، إلا أن عجزه عن القيام بأي حركة باتجاه الشعب، وعدم قدرته على الالتزام بأي وعد قد يصدر عنه أفقده احترامه لدى الناس.
 

المصادر: