تحرير عفرين.. نهاية للمشروع الأمريكي في سوريا

الكاتب : حسن الدغيم
التاريخ : ٢٠ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 2569


تحرير عفرين.. نهاية للمشروع الأمريكي في سوريا

معركة عفرين وتحريرها معركة مشروعة لإنهاء الكيان الوظيفي الانفصالي الذي كانت الولايات المتحدة عازمة على تشكيله في المنطقة لاستنزافها وتدميرها.

مشاركة الجيش الحر وكونه رأس حربةٍ في المعركة هي من أولوياته واختياراته السياسية والعسكرية المفيدة والراشدة، وخيرٌ له من الانزواء مثل ما حدث في مناطق شرق الفرات حيث استفردت القوات الانفصالية بشرعية مكافحة الإرهاب.

المعركة ليست لتصفيات عرقية أو قومية أو دينية بل هي لحسابات وطنية ثورية تخص وجودنا الجغرافي والسياسي في أرضنا، ولا يمنع فيها التعاون الاستراتيجي مع أهم حلفائنا في المنطقة.

الخطأ المعزول لا يذهب الحق الاستراتيجي كما أن الصواب التكتيكي لا يصحح الباطل المطلق، وعليه ومع إدانتنا للتصرفات الشاذة التي ظهرت في مدينة عفرين من نهب ٍ ولصوصية، ومطالبتنا بحساب المتورطين فيها، إلا أننا نؤكد أن ذلك لا يذهب حق الثورة السورية في كسب الاستحقاقات السياسية والادارية بتخليص عفرين من خاطفيها.

إن وجود صحفيين مهرة لالتقاط صورٍ مقززة في حالة فوضى ليس عفوياً بل هو دليلٌ على يقظة أجهزة المخابرات العالمية ووضعها لخططٍ مسبقة، لتشويه سمعة الجيش الحر، بعد أن نجحت في تشويه سمعة الفصائل الإسلامية فيما سبق.

والغاية من تشويه الإسلاميين سابقاً والجيش الحر حالياً هو ترسيخ صورة ذهنية في الفضاء السياسي أنه لا بديل عن جيش بشار الكيماوي جيش التعفيش والقتل والسلب

لا نبرر الجريمة ولا نهون الخطب ولكننا لسنا ملائكة من السماء وخاصة بعد أعوام من الانقطاع عن التعليم والحرمان من الدخل ورمي أهلنا في مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة.

مع دعوتنا للمحاسبة والانضباط فإننا ندعو أيضا لتشكيل جهاز التوجيه المعنوي في كل وحدات الجيش الحر والذي يقع على عاتقه توعية المقاتل وتعريفه بحقوق الإنسان وطرق التعامل الاخلاقية أيام الحروب والنزاعات.

إننا الطيف الوحيد الذي يقاتل متطرفيه في حين يغمض الشيعة عيونهم عن متطرفيهم ويغمض الكثير من إخواننا الكرد عيونهم عن متطرفيهم، بينما نحن نقاتل متطرفينا ونعيب على عسكرنا أخطاءه ونقول اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع عسكرنا، ولا نقول اجتهد فأخطأ ولا نلوي أعناق النصوص، بل نقول أخطأ ويجب أن يحاسب.

تحية لمن جاهد وحرر وبذل الوسع في حماية جغرافية الثورة ورفع تضاريسها من عرب وترك وكرد، والعار والشنار لمن يشوه صنيعة الأبطال ويغبر على جهاد الأبرار ونسأل الله تعالى حسن الخاتمة ونعوذ بالله من البوار.

المصادر: