فضيحة انسحابات هيئة تحرير الشام

الكاتب : صالح الحموي (أس الصراع في الشام)
التاريخ : ٢ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 4256


فضيحة انسحابات هيئة تحرير الشام


- بعد أن فككت الهيئة معظم فصائل الثورة لأجل الهيمنة والسيطرة لا لدين ولا لمحاربة الفساد كما ادّعوا، صارت ملزمة بحماية المحرر وسد الثغور، ‏وسنبين بالتفصيل أن الهيئة انسحبت من المناطق عن سابق قصد بل خربت غرف عمليات للجيش الحر، ولا يهمها خسارة أرض ولا تقدم نظام، المهم هو الهيمنة ولو على سرمدا فقط.
منذ قرابة الشهر، وتحديداً عند بداية سقوط المناطق بريف حماه الشرقي، تداعت الفصائل لتشكيل غرفة عمليات، وبجهود مباركة من إخوة مستقلين تم تشكيل ‏غرفتين الأولى اسمها (رد الطغيان) وتتكون من فيلق الشام وجيش النصر وجيش إدلب الحر وجيش النخبة والجيش الثاني ولواء الأربعين، وكان محورهم قرية الخوين وما حولها، ‏الثانية اسمها (إن الله على نصرهم لقدير) وتتكون من الزنكي وجيش العزة وأحرار الشام وجيش الأحرار وكان محورها قرية عطشان وما حولها.


بالتزامن مع ذلك كان التركستان سيعملون على قرية الزرزور كتنسيق مع الغرف فقط، كذلك كان المتفق عليه أن تعمل الهيئة من محور جبل الحص لوحدها وتم الاتفاق على ساعة الصفر.
-هدف العمل بمجموعه هو حصار النظام بين جبل الحص وبين محور الخوين-أبو دالي، وفتح الله على الجيش الحر والتركستان،‏ لكن تفاجأ الجميع صبيحة العمل بانسحاب الهيئة من جبل الحص وسقوط ١٠٠ قرية ودون إخطار غرف العمليات، وبالتالي تم تفريغ العمل من أهميته الاستراتيجية (حصار النظام).


هنا وبجهود المخلصين تم توحيد الغرفتين (رد الطغيان-على نصرهم لقدير) ضمن غرفة واحدة وتم تقسيم العمل إلى قطاعين: شمالي للهيئة والتركستان وجنوبي للغرفة الجديدة، وبدأت الغرفة الموحدة بإمرة أبو أسيد الحوراني (فيلق الشام) بالتحصينات وبناء الدشم ونشر القوات لبدء العمل الهجومي في قطاعهم الجنوبي، ‏تزامناً مع ما يفترض بدء العمل في القطاع الشمالي من قبل الهيئة والتركستان، وصبيحة العمل تفاجأ الجميع بسقوط القرى التالية من محور الهيئة في ريف حلب الجنوبي وهي (الذهبية_تل جاسم -عطشانة الشرقية والغربية وآخرها أم الكراميل)، وإنصافاً لم يتقدم النظام من محور التركستان فقط من محور الهيئة، هنا اضطرت الغرفة في القطاع الجنوبي لتعليق العمل الهجومي والتعامل مع الوضع الطارئ في محور الهيئة من القطاع الشمالي، كذلك تم تعليق عمل آخر في محور بعيد عن البادية للتعامل مع الوضع الطارئ، وقام جيش إدلب الحر والفيلق بإرسال المدفعية وكثير من المشاة لوقف تدهور الوضع في محور الهيئة.


وطبعاً كل هذا حدث وسط غياب كامل لقادة الهيئة وعدم تلقي أي رد منهم أو استفسار حول هذه الانسحابات الدراماتيكية.
طبعاً مطار (أبو الظهور) الهيئة انسحبت منه قبل شهر من سقوطه وأفرغته ورفعت سواتر غربي المطار وكانت مجموعات محلية هي تناوش النظام هناك أثناء تقدمه مع عناصر من الهيئة بشكل فردي، كما أن الهيئة كانت تتوج كل عملية انسحاب بمفخخة لتشغل الاعلام والمراصد بالتكبيرات، علماً أن أغلب المفخخات لاتصل إلى هدفها بل تنفجر قبل ذلك بكثير.


كذلك منذ أسبوع يتجهز عمل كبير في الساحل بمشاركة كبيرة من الفرقة الساحلية الأولى وأحرار الشام وفيلق الشام، وقامت الهيئة بإفشاله من خلال المماطلة في المشاركة، ثم دخلوا إلى نقاطهم ليلاً وانسحبوا بحجة العدو كشفهم، وطبعاً العمل كان سيبدأ بعد تسللهم، وعندما فشل تسللهم اضطرت الفصائل للانسحاب.
تواصل معي كثير من القادة الميدانيين وهم يبكون حرقة على إفشال هذه الأعمال، ولولا الخوف على حياتهم من الهيئة لذكرت أسماءهم.
-
في إحدى جلسات قيادة الهيئة قالوا بالحرف: الفصائل تريدنا أن نستنزف مع النظام في البادية، ثم هم يحكمون المحرر، وهيهات، لذلك سننسحب ولنرى الفصائل وقتها ماذا ستفعل، ولتسقط المناطق، المهم نحافظ على نفوذنا في المحرر ونبقى نحكمه كما نريد وخاصة المعابر.
واسألوا أهل كفرنبل وأريحا والأتارب وبنش هل من ٢٠ يوم أتاكم شهيد من الهيئة؟ الهيئة تكذب في عدد الشهداء وتكذب في كل شيء فالكذب عندهم دين.

 

ولمن يشكك بكلامي عن هذه الانسحابات، اسألوا أهل المناطق من العشائر الكريمة واسألوا حتى جنود الهيئة الذين كانوا هناك ينبئوكم بصحة ما أقول، ثم الجميع والأطفال والنساء تعلم أن مناطق مثل أبو الظهور وجبل الحص والريجان هي معاقل خاصة بالهيئة منذ سنتين ونيف ولاتسمح لأحد بالرباط هناك.
-وختاماً، يا جنود الهيئة المغرّر: بهم أما آن لكم أن تعووا وتبصروا الذي يجري؟ أما آن لكم أن تنفضوا عن هذه القيادة التي تتاجر بدمائكم، وتسلم المناطق لنزواتها الشخصية، وجكر بالفصائل؟ جولانيّكم يضحك عليكم يريد أن يفتح القدس وهو لم يحافظ على بضع قرى كانت بيده.
اصحوا وأفيقوا من سكرتكم والتحقوا بالجيش الحر كلٌ في منطقته..والسلام.

 

المصادر:

حساب الكاتب على تويتر