الجولاني بياع الأرض

الكاتب : لبيب النحاس
التاريخ : ٨ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 3228


الجولاني بياع الأرض

من المؤسف والمعيب ألا يكون سقوط أراض دفع مئات الشهداء ثمن تحريرها بدمائهم سببا في خروج من يعتبرون أنفسهم قادة لمصارحة شعبهم، في حين نراهم يستنفرون “ماكيناتهم” الإعلامية للدفاع عن أنفسهم وفصائلهم إذا تعرضوا لأي نقد

الخيانة تختلف عن العمالة وإن كانت الثانية تؤدي إلى الأولى حتما، ولكن يكفي أن تقدم مصالحك الشخصية والحزبية على مصلحة الثورة والبلد لتكون خائنا، يكفي أن تطبق سياسات كارثية تستهدف الشعب وضد الرأي العام لتكون خائنا

الجولاني خائن، ومن يساعده ويدعمه خونة مثله

اتهم الجولاني الفصائل الثورية أثناء تحضير الأستانة 1 بأنها ستساعد “المحتل التركي” حسب توصيفه بدخول الأراضي المحررة وأنها ستسلم هذه الأراضي للنظام، كل هذا قبل أن تصل الفصائل إلى الأستانة.

ماذا فعلت “الهيئة” منذ ذلك اليوم؟

يتهم الجولاني الفصائل الثورية بأنها من “جلس في الأستانة وأسبغ الشرعية على الأسد”. الفصائل الثورية لم توقع أو توافق على تسليم شبر من الأراضي المحررة ولكن الجولاني وأزلامه طبقوا سياسات على مدى أشهر طويلة كانت سببا مباشرا في تسليم الأراضي المحررة في نهاية المطاف.

مبايعة الجولاني للقاعدة لأغراض حزبية هي من أعطت شرعية دولية لخطاب النظام وحلفائه في قتال “الإرهابيين”، وسياسات الجولاني هي من أضعفت الفصائل الثورية وأدت إلى خسارة المحرر.

يتهم الجولاني الفصائل الثورية بأنها من” اتفق مع العدو المحتل وسلم إحداثيات مقراته”. ليس غريبا على أمثاله قذف الناس بالتهم دون بينات واستحلال دمائهم وأعراضهم بناء على هذه التهم الباطلة، المصيبة في من يتلقف هذه الأكاذيب ويبني عليها أحكاما من بعض أتباعه ومناصريه.

يتهم الجولاني الفصائل الثورية بأنها من “جلس عن الفرض العيني بحجج أوهن من بيت العنكبوت”. سبحان الله: يسرق سلاحهم، يشرد مقاتليهم، يستحل دماءهم وأملاكهم بفتاوى معلبة من المرقعين، يزرع الضغينة والشحناء في قلوبهم، ثم يتهمهم بالتخلف عن الجبهات لأسباب “واهية”.

من المفيد أن نتذكر يوم كانت “الهيئة” ترفض مشاركة أي فصيل في جبهات حماة مالم يقاتل تحت رايتها أو يبايع، ومن المفيد أن نتذكر يوم بغت “الهيئة” على المرابطين في الجبهات في حماة وقطعت عنهم وصول الدعم وحتى الطعام مالم يبايعوا.

من المضحك أن تتمسح “الهيئة” اليوم بإخوانهم “الصادقين من الجيش الحر”. هل هؤلاء أنفسهم من كانت تتهمهم بالردة والعمالة؟ هل هم أنفسهم الذين اعتدت عليهم وشردتهم؟ أما أن تصنيف “الصادقين” هو صك غفران جديد تعطيه “الهيئة” لمن ترضى عنه


سياسات وعدوان النصرة-جبهة-هيئة هي من أضعفت الفصائل عسكريا في الشمال، وأوهنت العنصر المعنوي ببغيها وظلمها، وأبعدت آلاف الشباب عن ساحات القتال، كل ذلك في سبيل السلطان المطلق لها في المناطق المحررة لتتاجر به كما تشاء وتشتري الشرعية الدولية.

بعد أن ضحى الجولاني بالمئات من مقاتلي “الهيئة” لإشباع نهمه في السلطة وتحقيق سياساته المتهورة، يأتي ليتغنى ببطولاتهم. متى سيدرك هذا المجرم بأن هؤلاء هم أبناء سوريا وثورتها، وليسوا بضاعة مزاودات في بازارات السلطة والنفوذ.

حماقات وخيانة الجولاني لا تبرر سكوت قيادات الفصائل وتأخرها عن قيامها بالواجب حتى لو وضعت “الهيئة” المعوقات في الطريق وخلقت الظروف شبه المستحيلة لأي عمل مؤثر وفعال.

الدفاع عن الأراضي المحررة واجب على الرغم من الجولاني، والثورة ستتعافي وتنتصر بإذن الله على الرغم من الجولاني، وسنسترد في الأيام القليلة القادمة إن شاء الله ما خسرناه بسبب سياسات الفشل والتهور

نحن على يقين أن الفصائل الثورية ستتحرك وأن مقاتلي الفصائل، أصحاب الأرض وأولياء الدم، لن يسكتوا ولن يسمحوا بضياع تضحيات آلالف الشهداء بسبب سياسات مراهقة وصفقات فاشلة، ونحن على يقين أن الجولاني سيحاول أن ينسب النصر له إعلاميا.

أثبتت “الهيئة” بعد أن بغت على كل معارض ومنافس، وسيطرت على الأرض أنها غير مهيئة وغير قادرة على إدارة المحرر أو تقديم طرح حقيقي يلبي طموحات الشعب ويحمي إنجازات الثورة، وأنها لا تزال تفكر وتتحرك من خلال عدسة “مافيا” تحاول شراء الشرعية بالمال والنفوذ.

تعمل قيادات الهيئة على ظلم الناس والعدوان عليهم وتكميم أفواههم وتتوقع منهم السمع الطاعة والتبجيل. للأسف ما زالت الثقافة البعثية التي زرعها الهالك حافظ هي أقوى سلاح يحاربنا به النظام، وقيادات الهيئة هي أكبر وأوضح تجسيد حي لها

الزنكي هو الفصيل الوحيد الذي قدم نموذجا ناجحا لكيفية التعامل مع الأمراض النفسية والأخلاقية لقيادات “الهيئة”، وهذا يجب أن يتم تطبيقه على مختلف المستويات ومن قبل جميع القادة إذا كان هناك نية صادقة في وضع حد للتدهور في المناطق المحرر والانطلاق من جديد.

المصادر: