الجولاني .. بداية غامضة وتاريخ أسود

الكاتب : مزمجر الشام
التاريخ : ٢٥ ٢٠١٧ م

المشاهدات : 9075


الجولاني .. بداية غامضة وتاريخ أسود

1- درس أحمد الشرع ( الجولاني ) الإعلام في دمشق ولم يكمل دراسته فيها ، ثم توجه إلى العراق في عام 2004 والتحق بفصيل مغمور يدعى سرايا المجاهدين
2- والذي بايع لاحقا تنظيم القاعدة ، ومع أول عمل ميداني للجولاني ألقت القوات الأميركية القبض عليه في محافظة الأنبار ، وحولته الى معتقل بوكا
3- في بوكا التقى الجولاني بعدد من الشخصيات التي شكلت لاحقاً عماد تنظيم الدولة الإجرامي ، على رأسهم أبو مسلم التركماني وأبو أيمن العراقي
4- كما عُرف عن سجن بوكا -الذي تديره القوات الأمريكية - أنه "الجامعة" التي تخرج منها معظم قادة داعش المشبوهين ،وفي مقدمتهم البغدادي وحجي بكر !

5- في عام 2010 أفرجت أمريكا عن مجموعة من الشخصيات التي تقلدت مفاصل تنظيم الدولة لاحقا ،منهم أبو مسلم التركماني الذي عيّن واليا على ولاية نينوى
6- مع بداية انطلاق شرارة الثورة السورية في آذار عام 2011 أفرجت القوات الأمريكية عن الجولاني ، فالتحق بأبي مسلم التركماني في نينوى شمال العراق
7- ولا شك أن إطلاق كل من أمريكا ونظام الأسد لمئات المتعلقين الإسلاميين مع بداية الثورة ، لم يكن حدثا عفويا ، أو بادرة حسن نية تجاه الشعوب !
8- فقد كان الهدف من ذلك أدلجة الثورة الشعبية واختراقها ، وإغراقها بفوضى صراعات التيارات الإسلامية ، التي كانت تطحن بعضها في السجون !
9- وهذا ماحدث بالفعل ، فلا أكاد أجد اليوم قائدا في الفصائل المسماة بالإسلامية - التي أرهقت الثورة - إلا وقد تخرج من صيدنايا أو بوكا أو ..

10- بالعودة إلى العراق ، فبعد الإفراج (العغوي ! ) عن الجولاني -والذي لا يزال حتى ذلك الوقت جنديا مغمورا- تم انتدابه لتأسيس القاعدة في سوريا
11- وذلك بتزكية من أبي مسلم التركماني ، وكانت أولى بيانات التنظيم تكفير أردوغان ! ، وحين سأل أبو الخير - أحد قادة الأحرار - الجولاني عن السبب
12- أجابه الجولاني : كي لا يُفتن الناس بأردوغان ! . ومازلنا نحتفظ بتسجيل صوتي يوثق تلك الحادثة ، ولعلنا ننشره في وقت لاحق ان شاء الله .
13- أما اولى عمليات التنظيم فقد كانت تفجير بالقرب من فرع فلسطين في قلب دمشق ، راح ضحيته أكثر من 150 مدنيا ،مما شكل تحولا خطيرا في مسار الثورة
14- واستفاد النظام كثيرا من تلك الحادثة ، داخليا وخارجيا ، ومن أجل "لفلفة" الجريمة استدعى الجولاني مسؤول دمشق "أبو أحمد الشامي" للتحقيق معه
15- فحكم عليه أبو ماريا القحطاني بالسجن في "بيت فخم" في دير الزور ! ، ثم مالبث أن أخرجه الجولاني من سجنه بعد أيام وعيّنه أميرا على الحسكة !
16- وفور وصول "المشبوه" أبو أحمد الشامي الى الحسكة بدأ بتفكيك فصائل الجيش الحر ، وافتعال المشكلات مع أحرار الشام ، وسرقة الممتلكات العامة
17- كما تورط في اغتيال عدة شخصيات كردية معارضة للأسد بتهمة الردة مما زاد الشبهات حوله ! ، ثم ما لبث أن التحق بداعش إبان تمددها إلى سوريا
18- في عام 2012 أيضا تم استدعاء الجولاني من قبل البغدادي إلى العراق على خلفية الخلاف بين الجولاني والعدناني ، وعّين "عطون" مسؤولا على إدلب
19- كان "عطون" قُبيل الثورة من أتباع مدرسة " الألباني " ويرى ضلال القاعدة وقادتها ، وحين دخل السجن تتلمذ على يد أبي سارية ( شرعي الأحرار)
20- فاعتنق على إثرها " السلفية الجهادية " ،ومن المفارقات المضحكة أن التلميذ عطون اتهم استاذه بالصحونة فور خروجه من السجن ومبايعته للقاعدة

21- مع إعلان البغدادي تمدده إلى سوريا و حل جبهة النصرة ، خسر الجولاني 90 % من مواقع وموارد النصرة وعناصرها لصالح البغدادي وشارف على الانهيار
22- وأصبح الجولاني على إثرها طريداً هارباً من بطش أميره البغدادي ونقمته ، فلجأ الى مقرات أحرار الشام التي أطعمته من جوع ، وآمنته من خوف
23- رأت قيادة الأحرار ( غفر الله لهم ) أن تقوية الجولاني - الحمل المعتدل حينها - في مواجهة البغدادي سيكون في مصلحة الساحة ، فأمدته بمليون دولار
24- ولعل الجولاني إذ قرأ ما اكتب الآن تذكر حقائب الأموال التي تسلمها من قيادة الأحرار ، وهو يقول في نفسه حينها : مرحبا بالدعم الخارجي !
25- كما أن الحركة سمحت لمن أراد الانضمام للجولاني من عناصر الأحرار أخذ سلاحه معه ، لمساعدة الجولاني على النهوض مجددا بعد فقدان معظم مقدّراته
26- عندما اشتد ساعد الجولاني ونهضت النصرة من جديد حاول البدء في مشروعه السلطوي ، إلا أنه بقي محجمّا واصطدم دوما بحزم قادة الأحرار الأوائل
27- وبعد مقتل قادة أحرار الشام في تفجير رام حمدان الشهير وتولي قادة ضعفاء ، وجد الجولاني الفرصة سانحة لفرض مشروعه الخاص والهيمنة على الساحة
28- فبدأ بتفكيك جبهة ثوار سوريا و الجيش الحر ، وماكان "معروف" شرهم إلا أنه أقل القادة حفظا لشعارات الدين فيحسن المتاجرة بها ، وأقصرهم لحية
29- بينما كانت الأحرار بقيادتها الجديدة تأخذ دور المتفرج تارة ، ودور المبتز للمظلوم تارة أخرى ، حتى أصابها ما أصاب أخواتها ، وتلك سنن الحياة

30- لكن ! هل كان الجولاني بريئا من التهم التي سوقها لخصومه في سبيل القضاء عليهم ؟! فمن أبرز تلك التهم : الدعم الخارجي - العلاقات الخارجية
31- إن من خَبِر هذه الشرذمة المارقة يعلم تماما أنهم غارقون حتى آذانهم فيما أتهموا غيرهم به ، ولعلنا نذكر بعض الحقائق التي تخفى عن الكثير :
32- الدعم الخارجي : فقد تلقى الجولاني دعماً مبطناً بأكثر من 83 مليون دولار من أجهزة مخابرات غربية عبر وسطاء لقاء الافراج عن بعض الرهائن !
33- وهو مبلغ يُشكل أضعاف ما تلقاه جمال معروف وحركة حزم - الذين اُتهموا بتلقي دعم مشبوه والعمالة للخارج - على مدار الثورة كلها !!
34- كما تلقى الجولاني أكثر من 15 مليون دولار من منظمات وجمعيات عبر شخصيات خليجية ، وهو أضعاف ما تلقته فصائل الجيش الحر من تلك المنظمات !
35- وتسلمت جبهة النصرة أيضا مبلغا ماليا كبيرا من أحزاب في المنطقة عبر أبو عبد العزيز القطري ( مؤسس الجند ) ، وبحضور مندوب أحرار الشام أيضا !
36- وحين عاتب الجولاني الأحرار على قبول دعم من أحزاب مشبوهة -على حد وصفه- رد عليه الحموي أن مندوب النصرة تسلم مبلغا مماثلا ، فسكت الجولاني !
37- أما الدعم العسكري فحدث ولا حرج ! ، فقد تلقى الجولاني أطنان من السلاح والذخيرة من غرف الموم المدعومة أمريكيا ، عبر بعض الفصائل الفاسدة
38- ولك أن تعلم أن جميع الفصائل المدعومة أمريكيا في الشمال ( الموم ) تعطي شطر مستحقاتها للجولاني شهريا على مدى سنوات وبعلم أمريكا ورضاها !
39- بل إن الجولاني شكّل فصيلا وهميا في حلب ،وأدخله غرفة الموم لتلقي الدعم الأمريكي ، وحين أخبر أحد القادة الطرف الأمريكي بذلك تجاهلوا الأمر !

40- ولعل العلاقة الوطيدة بين القاعدة وغرفة الموم المدعومة أمريكيا، تفسر لك عدم محاربة الجولاني لجيش إدلب الحر والفيلق والعزة وغيرهم !
41- فما زالت عطايا الأمريكان تصب في خزائن الجولاني ، واليوم وبعد أن أكمل الجولاني السيطرة على المحرر أعلنت أمريكا إيقاف دعم تلك الفصائل !
42- ولما كانت مصائب الثورات بداعش والنصرة فوائد عند أمريكا ، فقد درجت على إلقاء شحن السلاح لداعش (بالخطأ ) ! ، وعلى دعم الجولاني بغرف الموم
43- وإن شئت حدثتك عن الفساد والإفساد في "مافيا الجولاني " ، من سرقة المعامل والمصانع حتى سرقة سكك الحديد وكبال الكهرباء ، وفرض المكوس
44- عراب تلك الصفقات أبو أحمد زكور الذي وصلت استمثاراته لدول الخليج وتركيا ، وأبو معن الذي اختلس مئات الآلاف من الدولارات وفر بها إلى ألمانيا
45- وإن شئت حدثتك عن معابر "الخوين والسعن وأبو دالي" ، وكلها معابر تجارية مع النظام تحميها وتشرف عليها تلك العصابة المارقة ، التي منعت الثوار
46- من القيام بأي عمل عسكري يستهدف تلك المناطق لما يشكله من تهديد لتجارتها الرائجة ! ، وهو ما وطد العلاقة بين تلك العصابة في البادية والنظام
47- وخير دليل على ذلك "اجتماعات ابو دالي " ، وخروج أبو جابر الإدلبي ومعه قادة جيش النصرة إلى درعا قبل أيام ، مرورا بحواجز النظام وتحت حمايته
48- وأما العلاقة بالخارج ففيها ما يشيب له الولدان ، من متناقضات وفضائح ومزايدات ! فالجولاني الذي يعادي الأمريكان يتحالف مع صديق الامريكان !
49- ففي الغوطة الشرقية تحالف زعران القاعدة مع فيلق الرحمن المدعوم أمريكيا ، والذي يقوده "شمير" - الحليف المدلل عند أمريكا - ضد جيش الإسلام
50- وحارب الجولاني فصائل الشمال بحجة الذهاب للآستانة، بينما تحالف بالغوطة مع فيلق الرحمن المشارك بالآستانة! وهاجم الأحرار الرافضين للآستانة !
51- وعندما هاجمت عصابة الجولاني أحرار الشام مؤخرا بحجة الارتباط الخارجي ، سلم الجولاني عدداً من المدن لجيش إدلب الحر الذي تدعمه أمريكا !
52- فأصبحت فصائل الموم المدعومة أمريكيا - التي كفرتها القاعدة وحاربت الفصائل بذريعة ذلك الدعم - هي الطرف الضامن المؤتمن بالنسبة للجولاني !
53- و يجلس العطار( مندوب الجولاني) والسيال (مندوب الأحرار) في ذات الفندق ومع ذات المخابرات ، ثم تهاجم النصرة الأحرار بتهمة الارتباط بالخارج ! 

من حساب الكاتب على تويتر

المصادر: