داريا.. قصص من الملاحم والبطولات والصمود الأسطوري

الكاتب : أورينت نت
التاريخ : ٢٧ ٢٠١٦ م

المشاهدات : 3438


داريا.. قصص من الملاحم والبطولات والصمود الأسطوري

شهدت مدينة داريا على مدار السنوات الأربع الماضية، هجمات "عنيفة" من قبل قوات الأسد التي فقدت المئات من نخبة عناصرها من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة دون أن تحقق أي تقدم داخل المدينة، ومع بداية عام 2013 بدأت الميليشيات الشيعية بالتدخل بقوة في المعركة بحجة حماية مقام السيدة سكينة "المزعوم"، ورغم كل هذه المحاولات فشلت في اقتحام المدينة والسيطرة عليها عسكرياً.

معارك وبطولات:

خاض ثوار داريا العديد من المعارك التي سطروا من خلالها الملاحم البطولات رغم قلة السلاح والعتاد وعدم مساندة فصائل الغوطة الشرقية لهم، ومن أبرز المواجهات التي خاضها لواء شهداء الاسلام، معركة "وبشر الصابرين" التي تم الإعلان عنها عام 2014.
وبدأت المعركة بخطة محكمة وذلك بمهاجمة الصفوف الخلفية لقوات النظام تبعه هجوم مباغت من عدة محاور في المنطقتين الجنوبية والشرقية من داريا، أسفر عن تحرير مساحات واسعة شرق وجنوب داريا من بينها عدة أبنية استراتيجية كان يتخذها النظام مراكزاَ لقيادة عملياته في داريا أهمها ما يسمى بناء حجازي الذي يعد أهم المواقع في المنطقة الشرقية من داريا، وأسفرت المعركة عن مقتل 90 عنصراَ من ميليشيات إيران وجرح عشرين أخرين بينهم 10 ضباط برتب مختلفة من الحرس الجمهوري وعناصر أجنبية عراقية وإيرانية من ميليشيا ما يسمى جيش المهدي ولواء أبي الفضل .
وذكر قائد لواء شهداء الإسلام "أبو جمال" في وقت سابق لأورينت إحدى اللحظات المميزة في المعركة، وذلك بالالتفاف على قوات النظام في إحدى جبهات داريا، ما أجبرهم على استقدام تعزيزات من مليشيا أبو الفضل العباس. وبعد ساعات من المعارك تمكن الثوار من قتل العشرات منهم الأمر الذي دفع الدبابات والعناصر للهروب من أرض المعركة.

مقام سكينة "المزعوم":
وأشار أبو جمال إلى أن الجهات التي حاولت اقتحام المدينة على مدار السنوات الماضية كثيرة ومتنوعة بشكل كبير على طول المدة التي صمد فيها الجيش الحر. وبداية المعارك عام 2012 كانت قوات النظام متوزعة بشكل أساسي بين الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والمخابرات الجوية وفرع فلسطين، وبعد أشهر من بدء المعركة والاستنزاف الكبير استقدم لجان شعبية، والتي أصبحت فيما بعد تسمى قوات الدفاع الوطني.
وعلى جبهة مقام سكينة "المزعوم"، دخلت الميليشيات الشيعية وفي مقدمتها مليشيا "حزب الله"، بقوة في معركة داريا عبر مشاركة ضباط إيرانيين، وتم قتل الكثير منهم على تلك الجبهة باعتراف قناة المنار، كما قتل المئات من ميليشيا ابو فضل العباس.  

صمود أسطوري:  
وحول صمود ثوار داريا خلال هذه المدة رغم الهجوم والقصف العنيف عليها، أشار أبو جمال إلى أنه بعد المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية بحق أهالي عام 2012 والتي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، أعدنا ترتيب الصفوف وتنظيم المجموعات وترافق ذلك مع تشكيل المجلس المحلي لمدينة داريا، وتم تشكيل المكتب العسكري والذي يعد أحد المجالس العشرة ضمن المجلس المحلي وبدأ العمل مع المجلس، وكان المكتب التنفيذي هو دائرة القرار للمدينة حيث يتم اتخاذ القرار ضمن المكتب التنفيذي الذي يمثل فيه المكتب العسكري بثلاثة مقاعد ويكون القرار العسكري من المكتب العسكري والقرارات التي تخص المدينة من المكتب التنفيذي ويكون بذلك القرار مسؤولية الجميع ولم يكن هناك تفّرد بالقرار كمدنيين أو عسكريين، وهو السبب وراء صمودنا الأسطوري.
يذكر أن اللجنة المكلفة بتنسيق عملية تفريغ المدينة من أهلها وصلت صباح اليوم الجمعة إلى مدينة داريا وذلك تطبيقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم أمس الخميس بين وفد من النظام وممثلين عن الهيئات المدنية والعسكرية في المدينة.
وأفادت المصادر بوصول لجنة من الهلال الأحمر السوري إلى جانب لجنة عن النظام إلى وسط مدينة داريا، تمهيداً لإخراج العسكريين والمدنيين من المدينة، في عملية رجحت المصادر أن تستمر لنحو أربعة أيام وفقاً للترتيبات اللوجستية.

 


 

المصادر: