(دول) إيران الصغيرة!!

الكاتب : إبراهيم الشيخ
التاريخ : ٢١ ٢٠١٦ م

المشاهدات : 2774


(دول) إيران الصغيرة!!

ما إن خرجت إيران منسحبة معزولة منبوذة من القمة الإسلامية في إسطنبول، حتى خرج مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي بتصريحه: "إن منظمة المؤتمر الإسلامي سوف تندم على قراراتها".

تلك القمة كسرت الغرور الإيراني، وألبسته لبوسه الحقيقي المرتبط بالإرهاب والتدخل في شؤون الدول.

كلها أيام وبدأت إيران انتقامها، فقد أفشلت القمة النفطية في الدوحة، وأفشلت قمة جنيف بشأن الملف السوري، وها هي تسير على خطى إفشال مفاوضات الكويت، فضلا عن تحريك أتباعها الذين قتلوا أحد رجال الأمن في البحرين قبل أيام.

العقلية والنفسية الإيرانية قائمة على انتزاع الشيعة العرب من محيطهم وهويتهم، لتصنع منهم ميليشيات وعصابات إرهابية، بدل مؤسسات المجتمع المدني التي تؤمن بالآخر وتتعايش معه، ومن ثمَّ تدفع بهم كلما قووا إلى الواجهة الدولية سياسيا وعسكريا وإعلاميا، ليشكلوا (دول) صغيرة داخل دولهم، يدفعون لتشكيلها ورعايتها مليارات النفط الذي يسرق من قوت الشعب الإيراني!

صنعوا ميليشيات (حزب الله) في لبنان، ليكونوا دولة ولاية الفقيه –كما أعلن زعيمهم ذلك في فيديو مسجل- داخل دولة لبنان العربية، أنهكت لبنان وسرقته من محيطه العربي والإسلامي، ولا تزال!

شكّلوا ميليشيات الحشد الشعبي (جحش)، التي تمت بدعم الحكومة العراقية وبدعم أمريكي موثق، ليسرقوا القرار السياسي من أي سلطات منتخبة، فهم اليوم (دولة) إيرانية داخل دولة العراق العربية، التي أحالوها إلى جحيم تصفيات وتطهير مذهبي وطائفي لم يتوقف.

دعموا عصابات الحوثيين في اليمن، تلك العصابات التي منذ أن تشكلت كانوا يرون أنفسهم (الدولة) الكبيرة، أما اليمن بغالبيته فهم الدولة (الصغيرة) التي يجب أن تذعن.

دمروا اليمن وسرقوا ونهبوا ثرواته التي أبقاها المخلوع، تحالفوا معه، انتهكوا الأعراض وسرقوا الأملاك والأموال، وتسببوا بمجاعات لمدن وقرى يمنية عديدة، وما زالوا في درب الخيانة والارتماء في الحضن الإيراني سادرون.

من يتابع تفاصيل المشهد، يجد أن (الدول) الإيرانية الطائفية الصغيرة التي تريد إيران استبدالها بعواصمنا العربية، فاحت رائحة فسادها المالي والإدراي والطائفي، حتى تحوّلت إلى دول عصابات وميليشيات ومرتزقة.

شاهدوا إلى أين وصلت لبنان، وتابعوا كيف وصل الحال بالمواطن العراقي، وما المشهد اليمني وما تفعله العصابات الحوثية هناك عنا ببعيد.

لم أذكر دمشق وسوريا فيما سبق، لأن القذارة والطائفية المقيتة التي تمارسها ميليشيات الحرس الثوري الإيراني قد تجمّعت هناك.

دولنا بالأمس كانت مشغولة بعدو صهيوني يحتل أراضينا، أما اليوم فقد أنهكنا من (حمل) لواء الدفاع عن فلسطين زورا وبهتانا؛ بتدمير عواصمنا العربية، وتنفيذ خطط ومكر كانت أمريكا والغرب ومن خلفهم الصهيونية العالمية يكيدون الليل والنهار لتنفيذه، حتى قدمته لهم إيران على طبق من الطعنات والغدرات والخيانات والدماء.

المشروع الإيراني اليوم تراجع كثيرا لكنه ما زال قويا، يقدم الحماية لميليشياته، ينحني للعواصف حتى تمر، ينسحب تكتيكيا ومرحليا عبر تقديم تنازلات وهمية وشكلية، لكنه يبقى هو من يدير استمرار الفوضى غير الخلاقة التي تعيشها المنطقة.

برودكاست: قبل أيام كنت ضيفا على إحدى القنوات الإخبارية الخليجية لمناقشة موضوع مفاوضات الكويت، حيث تحدثت عن الثقة المعدومة في الوسطاء الدوليين سواء في اليمن أو في سوريا، السابقون والحاليون منهم.

ذكرت أن من أدمن على الغدر والخيانة، فلن يتورع عن تكرارها. أحد الضيوف عقب رافضا هذا التشاؤم، وبأن هناك أملاً أن يعود الحوثيون إلى رشدهم!!

الموضوع لا يحتاج إلى تحليل سياسي، وإنما إلى تحليل نفسي، فالعقلية الإيرانية لا تتحدث عن الانهزام حتى لو دمّرت 90% من قوتها، المشكلة ليست فيهم هم، ولكن فينا نحن، حينما نثق أن بإمكان من رضع نقض العهود والمواثيق أن يصدق ولو لمرة واحدة!

 

 

بوابة الشرق

المصادر: